Home Articles Reports اليمن: «الطائفية» تعبث بالمناهج الدراسية
اليمن: «الطائفية» تعبث بالمناهج الدراسية
الوحدوي نت
الوحدوي نت


أدخلت جماعة الحوثي تغييرات على المناهج الدراسية للطلاب في مناطق سيطرتها ذات صبغة طائفية وسياسية، في خطوة لاقت استياءا واسعا لدى معظم اليمنيين.
وشملت التغييرات كتب الوطنية، والتاريخ والتربية الإسلامية والقرآن الكريم واللغة العربية.
ويبذل سعيد محمد ( ولي أمر) جهدا اضافيا لمراجعة دورس أطفاله وتصحيح بعض المفاهيم والدروس التي يرى أنها تشوش فكرهم.
يقول سعيد  ل (الوحدوي نت) أنه صدم بوجود صور مقاتلين  وقيادات من جماعة الحوثي على أغلفة وصفحات كتب المرحلة الاساسية خاصة في مواد التربية الاجتماعية.
يرى سعيد  أن مواجهة مثل هذه الافكار والدروس يجب أن تكون عن طريق بذل الأسر لجهد توضيحي لأبنائها، وعدم تعاطي المدرسين معها ، وتنبيه الطلاب بمخاطرها.
(الوحدوي نت) أطلعت على عدد من المناهج التي شملها التعديل، ولاحظت أن التعديلات تضمنت ادخال مفاهيم الجهاد، وتمجيد آل البيت في إشارة لجماعة الحوثيين، وحذف أسماء بعض الشخصيات الدينية من بعض الكتب.
وتم تضمين المناهج صورا لقيادات حوثية، ومناسبات  الجماعة وشعاراتها، وصور لمقاتلين يتبعونها تم وصفهم بالمجاهدين.
ففي الصف الاول نشرت صورة في مادة الإسلامية لجنود حوثيين مذيلة بعبارة ( أتعلم من القرآن  الجهاد في سبيل الله) ما عده مراقبون تشجيع الأطفال على القتال.
وقدم كتاب التربية الاجتماعية للصف الرابع انقلاب الحوثين على الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في 21 سبتمبر 2014،  كثورة لتصحيح مسار ثورتي 26 سبتمبر، و14 اكتوبر، وثورة الشباب في2011م.

وفي كتاب التربية الوطنية للصف الخامس الاساسي، تم حذف جزء هام من اول اهداف ثورة 26 سبتمبر من درس اهداف الثورة اليمنيو. حيث لوحظ حذف ما نصه "ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ والامتيازات بين الطبقات"

حيث ان اول اهداف ثورة سبتمبر ينص على: "ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﻣﺨﻠﻔﺎتهما، ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺣﻜﻢ ﺟﻤﻬﻮﺭﻱ ﻋﺎﺩﻝ، ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ والامتيازات بين الطبقات". 

واعتبر مراقبون ان تعمد جماعة الحوثي حذف هدف ازالة الفوارق والامتيازات بين طبقات الشعب من اهداف الثورة اليمنية الام، تاكيد على توجه خطير للحوثيين لاعادة احياء واقع ما قبل الثورة اليمنية القائم على العنصرية والسلالية وتقسيم المجتمع الى طبقات.

كما قدم كتاب التربية الوطنية للصف الخامس الإمام يحيى بن حميد الدين الذي قامت عليه ثورة 26 سبتمبر 1962م بقائد ثورة ضد ما اسماه بالاحتلال العثماني الذي قارن بينه وبين ما اسماه التحالف الامريكي الصهيوني الذي يحاول احتلال اليمن اليوم حد زعم الجماعة.
كما روج الكتاب للأمام القاسم بن محمد أحد الأئمة الزيديين الذين واجهوا العثمانيين، محثا الطلاب على الجهاد للدفاع عن الوطن لو تطلب الأمر.
وفي كتاب التربية الوطنية للصف السادس تم حـــذف قصص عمر بن عبدالعزيـــز، وعمـــر المختار، ويوســـف العظمة، واســـتبدالها بقصص الإمام الهـــادي يحيى بن الحسين، والرئيس الســـابق للمجلس السياســـي التابع للحوثيـــن صالح علي الصماد.
تغييرات غير مهنية:
وفي الصف الثامن تم حذف درس عن ثورة 26 سبتمبر 1962م ضد الحكم الملكي في مادة الوطنية، واستبدلته بدرس عن الهوية الوطنية، وربطها بالهوية الإيمانية التي تروج الجماعة لأفكارها من خلالها.
وفي غلاف مادة الوطنية نشرت صورة لأثنين من مقاتلي الجماعة يحملون الاسلحة بينهما صورة للقائد العسكري حسن الملصي الذي قتل في العام 2016م في معارك على الحدود اليمنية السعودية.
كما تضمن الكتاب صورا لمؤسس الجماعة حسين الحوثي، وصور لأغلفة كتب تتعلق بتربيتهم العقائدية.
يرى الباحث التربوي أحمد سيف أن هذه التغييرات غير مهنية ولم تخضع لأساليب وطرق التدريس، ولم تواكب التطور التقني والمعرفي بقدر ما أهتمت بخلافات الماضي، وصراع اليوم.
يقول سيف لـ (الوحدوي نت) إن اللجنة العليا للمناهج لم تفرق بين المنهج الدراسي الوطني، وبين نهج جماعة الحوثي الفكري والعقائدي، داعيا لإبعاد العملية التعليمية عن الاستقطابات السياسية والمذهبية.
حاولنا التواصل مع بعض مسئولي وزارة التربية والتعليم بصنعاء للحديث عن هذه الخطوة لكنهم امتنعوا عن الادلاء بأية تصريح في الموضوع.
إلا أن رؤية الجماعة في هذه التغييرات يعبر عنها وزير التربية والتعليم يحيى بدر الدين الحوثي الذي يشغل أيضا منصب رئيس اللجنة العليا للمناهج ، حيث قال في كلمة تتصدر المناهج الدراسية أن تطوير المناهج جاء من خلال دراسة الواقع التعليمي، وتعزيز نقاط القوة الموجودة في المناهج، ومعالجة نقاط الضعف، وربط المادة الدراسية بالبيئة التي يعيش فيها الطالب.
ويرى يحيى  الحوثي وهو شقيق زعيم الجماعة أن الاهتمام بالمناهج من أجل بناء الخبرات السليمة التي تشكل شخصية المتعلم وفق الأهداف التربوية المنسجمة مع الدين والمجتمع، وأساليب التقويم الكفيلة بحراسة الأجيال.
ويعتبر أحمد شرف الدين أحد المشرفيين التربويين في صنعاء أن التغييرات جاءت لتصحيح مسار الثقافة الوطنية التي تعرضت لانتكاسات بسبب تأثير الفكر الوهابي والخارجي حد وصفه.
يقول شرف الدين لـ (الوحدوي نت) ان التغييرات ركزت على ترسيخ مفاهيم السيادة الوطنية وإبراز أعلام اليمن، وتعزيز الثقافة الإيمانية .
أبعاد عقائدية وطائفية:
من جهته يرى مدير عام المناهج بوزارة التربية والتعليم في حكومة الشرعية الدكتور مختار المشوشي أن الوزارة حرصت على بقاء المناهج الدراسية على حالها في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، رغم الضرورة التي تستدعي التحديث.
ويوضح  المشوشي في حديثه لـ  "الوحدوي نت" أن الوزارة أصدرت في العام 2016  قرارا باعتماد طبعة 2014 للتدريس في جميع مدارس اليمن، إلا أن من وصفهم بالانقلابين لم يلتزموا وادخلوا تغييرات وفق أسس طائفية وسياسية.
ويرى أن التغييرات استهدفت المواد التي لها ارتباط  بالجوانب العقائدية كاللغة العربية، ومادة القرآن الكريم، والتربية الإسلامية، والتربية الاجتماعية في حين أن المواد العلمية لم تشهد أي تغيير، معتبرا تلك التغييرات ذات ابعاد وخلفيات عقائدية وطائفية.
وأضاف المشوشي أن هذه التغييرات لم تتم وفق أسس علمية منهجية، ولم تشكل لها لجان من المختصين في التأليف بل تمت خارج الإطار الرسمي لوزارة التربية والتعليم.
وأعتبر أن هذه التغييرات تهدف إلى خلق فكر تكفيري جهادي منغلق، وتقلل من شأن  الصحابة عليهم السلام، والقومية العربية، وتمجيد من يدعون أنهم من آل البيت، وتصور الحوثيين بأنهم اصحاب بطولة في الدفاع عن الوطن بينما الطرف الاخر عبارة عن عملاء وغزاة.