بدأ العام الجديد بيوم حزين رياضيا خسرت فيه الرياضة اليمنية عنيدها "شعب إب" الذي هبط للدرجة الثانية كتعبير حقيقي عن أزمة كبيرة يعيشها النادي على كل المستويات.
لم أستطع أتحمل نظرات الحسرة والخيبة في عيون جمهور شعب إب وهم يشاهدون مستوى متواضع لفريق عريق وصاحب بطولات وصولات وجولات في الرياضة اليمنية, وكان إلى وقت قريب منجما للنجوم التي تتلالأ في فضاء المنتخبات الوطنية المتعاقبة.
كان الجميع يبحث عن رصاصة الرحمة التي تقي الفريق الهبوط خصوصا في ظل هذا الوضع غير المستقر الذي تمر به البلاد وصارت فيه الرياضة هامشية في اهتمامات السلطات المتعددة, ناهيك عن إدارة تقود الفريق من فشل إلى آخر دون تقييم أو تخطيط أو مراجعة.
شعب إب من أغنى الأندية اليمنية لكنه بلا ملعب معشب في الوقت الذي صارت فيه الاكاديميات والمدارس الصغيرة تمتلكها.
شعب إب بلا استقرار فني، فخلال بطولة الخمسة الأسابيع تم تعيين جهازين فنيين, ناهيك عن عدم استقرار في التشكيلة التي تغيب عنها الروؤية الفنية, حتى أن عدد من لاعبي الفريق تم استدعائهم قبل أيام، حيث كانوا يلعبون في دوريات ريفية في مديريات إب لأنهم يحصلون على مردود مالي أفضل مما يحصلون عليه في النادي.
منذ بداية الحرب وإدارة العنيد تتعامل مع الوضع كأمر واقع لا يمكن يتغير ويبدو أنه أعجبها, فلم تعمل على تجاوزه كما فعلت أندية أخرى كالأهلي والوحدة في صنعاء مثلاً.
تتحمل الإدار مسئولية هذا السقوط بدرجة أساسية لان من مسئوليتها توفير الاستقرار الاداري والفني وحتى المعيشي للفريق.
ولم تستوعب جرس الانذار منذ العام الفائت, كما لم تحافظ على ابناء النادي بل أن بعض اللاعبين الذين شاركوا كانوا إلى قبل أسابيع يلعبون في دوريات ريفية والبعض غادر اليمن للبحث عن لقمة عيش.
اليوم صارت الرياضة استثمار وصناعة ومن خلالها تستطيع أن تصنع بعقلية حرفية ومهنية مجدا كبيرا, وهذا يتحتم إعطاء الخبز لخبازه.
في هذا اليوم الحزين على الرياضة اليمنية والذي أنهمرت فيه دموع القهر من مآقي جماهير العنيد بملعب الوحدة بصنعاء لا يكفي فقط رحيل الإدارة التي ارتفعت أصوات الجماهير المطالبة برحيل رئيس النادي والإدارة التي وصفتها بالفاشلة بل أيضا لابد من وقفة محاسبة وتقييم.
والمهم أن يتم التعامل مع مصيبة السقوط بهمة العودة والمنافسة والبناء الاستراتيجي بما يليق بتاريخ ومكانة شعب إب, لا أن يتم امتصاص الغضب بخطوات تخديرية لا تعالج الإشكال ولا تبلسم الجرح.