ارفع رأسك أيها العربي المصري، لقد انتهى زمن الخنوع، انتهى الزمن الذي كنت تقف فيه ذليلاً أمام المسئولين، وأمام ضباط الأمن، انتهى الزمن الذي كان يدوس فيه الفاسدون على إنسانيتك، وينظرون فيه إليك فائض انتفاع، ولا حاجة إليك أكثر من خادم مهان، انتهى الزمن الذي كان يخرج فيه فرعون بقراراته، وكان عليك أن تنصاع، وأن تخضع، وأن تركع بين يديه، فارفع رأسك أيها العربي المصري، فأنت الذي يصنع من دماء أبنائه التاريخ، وأنت الذي يقرر بانتفاضته شكل الحاكم، وأنت الذي يعطي الصلاحية للمسئول، وأنت الذي سيقف بين يديك كل كبير ليكسب عطفك، ويتوسل إليك، ويرتجف بين يديك، فأنت الذي سيقرر من ينتفع بقرص الشمس الساطع فوق الشرق، وأنت الذي سيقرر من سيشرب ماء النيل، وأنت الذي سيوزع حبات المطر بالعدل على المحتاجين.
ارفع رأسك أيها العربي المصري فقد عبر الزمن الذي كان يحتقرك فيه الآخرون، ويصفونك بالمستكين، والخاضع لشهوة الحاكمين، انتهى الزمن الذي جعل فيه الفاسدون جيش مصر نواطير لإسرائيل، وحرفوا فيه طاقة مصر، وغازها الطبيعي ليضيء مصانع إسرائيل، وهربوا ثروة مصر لتصير قنابل وصواريخ في يد جيش إسرائيل، ارفع رأسك أيها المصري فأنت عربي حر أبي ترفض الخنوع، بل أنت قلب العرب الذي يخفق بين الضلوع، أنت العربي المصري الذي ما عاد مهاناً بين الشعوب، وما عاد يوصف بالجبان الوضيع، أرفع رأسك فأنت حر تمسك بقوس قزح في ميدان التحرير، تنثر المجد، ويحتاجك التنوير.
أيها العربي المصري، إنه زمنك الثوري، فما عدت بحاجة للتوسل من أجل لقمة العيش، ستأكل منذ اليوم خبز الكرامة، وما عدت بحاجة لمساعدة الغرب المالية فأنت منذ اليوم من سيوزع المعونات على الشعوب الفقيرة، ولاسيما بعد أن عاد إليك وطنك، وعادت إليك طاقتك الإنتاجية، وعادت إليك قدرتك الإبداعية، وعاد إليك غازك، ونفطك، وقناتك، وبلادك الممتدة من الكرامة حتى الثقة بالذات، وعادت إليك كفاك اللتان هربهما الفاسقون، فاحرث، وازرع، واحصد، واشرب ماء الشموخ، واقذف دمعك في بحر الأحزان، وأنت تبنى أفق مصر بحنان، وترفع سماء العرب عالية بين الأمم، وتلامس أصابع الزمان.