Home Articles Orbits بين الوردة والهراوة
بين الوردة والهراوة
محمد شمسان
محمد شمسان

فرق كبير بين من يحمل بيده حزمة من الورد وبين من يحمل الهراوة او السلاح

فرق كبير بين شباب وطلاب خرجو يحلمون بغدا افضل وفجرا جديد ويرفضون ظلما مجوعا وفسادا كاد ان يحرق الارض تحت اقدامهم بعد ان احرق أمالهم واحلامهم في حياة سعيدة ومستقبلا جميل , وبين عناصر لاهم لها سوى ارضاء الحاكم وان كان ذالك على حساب حياتهم ومستقبلهم ومستقبل ابنائهم واخوانهم .

نعم ثمة فرق كبير وشاسع بين مظلوم احس بحجم الظلم والقهر الذي وقع عليه فأراد ان يعبر عن رفضه لهذا الظلم ويطالب بحريته وكرامته وحقوقه التي صادرتها سلطه ادمنت العبث والفوضى والفساد والتسلط على رقاب العباد , وبين مظلوم افقده حجم الظلم الواقع عليه احساسه ومشاعره فاصبح يتصرف كألة يتم توجيهها والتحكم بها دون ان يكون له من الامر شيئ .

انها مفارقة عجيبة ان يعيش الانسان ذليلا في وطن لا يتسع الا لذوي الجاه والمال والحسب والنسب ومن نافقهم وقبل العيش تحت اقدامهم وطوع امرهم , ثم حين يناديه الوطن ويقول له ساعدني الان , خلصني من قيود الاستبداد والفساد والدعوات الضيقة والمشاريع الصغيرة , كي اكون وطنا للجميع , وطنا للحب والحرية والكرامة والسلام والوئام والاخاء , ساعدني كي احضن شعبا عريقا بهوية واحدة وولاء واحد , ادفع بي الى المستوى الذي يكون فيه الانتماء لي اكبر واغلى من الانتماء للمنطقة او للقبيلة او للحزب او للمذهب او للحماعة او للفرد او للاسرة او للعائلة او للمال او لسلطان , اقول العجب ان الانسان يرد على وطنه لا طاقة لي على ذالك.

مما لاشك فيه ان المشهد السياسي في بلادنا يشهد اليوم تحولا كبيرا , وان مرحلة جديدة من النضال الوطني السلمي بدءت تتشكل بطابعا مدني واطار ديمقراطي ينم عن تطور في الوعي الاجتماعي اليمني .

الشباب والطلاب من مختلف المحافظات والاتجاهات هم من يصنعون ويشكلون اسس ومعالم هذه المرحلة وهم من يقودون التطور الملحوض في الوعي الاجتماعي

فبعد ان عاشت اليمن فترة المشاريع الصغيرة والولاءات المتعدده والهويات المتناقضة هاهم ابنائها يخرجون بمشروع اكبر الولاء فيه للوطن والهوية فيه واحدة اسمها الهوية اليمنية ذات الاصل العربي .

اذا اليمن امام مرحلة متقدمة من النضال الوطني الامر الذي يتطلب من كافت اطراف المعادلة السياسية التعامل معها بجدية عالية ومسؤلية اكبر بما يكفل توحيد القضية والرئيا والاتجاه لحل مشاكل البلاد وازماتها وانقاذها من حالة الفوضى والانهيار المتسارع الذي تتجه اليه الاوضاع فيها.

على السلطة وحزبها الحاكم ان يحترموا رادة الحماهير عليهم ان يعملوا على اجراء اصلاحات وتغيرات حقيقية في هياكل الدولة ومؤسساتها وقوانينها بما يكفل الشراكة الفعلية بين ابناء الوطن ويؤادي الى ضمان اجراء انتخابات حرة ونزيه وشفافة وبما يسهم في توسيع مجال الحريات العامة وحرية الاعلام والصحافة , ويصون الجقوق والممتلكات ويعمل على ايقاف الفساد والنهب والسطو على حقوق الاخرين , كما يفضي الى مواطنة متساوية يكون من خلالها الجميع امام القوانين والانظمة سواء بسوى .

على السلطة وحزبها الحاكم الكف عن الممارسات اللااخلاقية المستخدمة ضد الطلاب والشباب والمحتجين والمعارضين وكذا الصحفيين والاعلاميين الذين يغطون المسيرات وينقلون الاحداث .

على الحزب الحاكم العمل على انهاء كافت اشكال الاعتداءات والمظاهر المسلحة في عموم محافظات الجمهورية , كما عليهم احترام ارادة الشعب في التعبير عن رأيه والمطالبة بحقوقة التي كفلها الدستور والقوانين , اضافة الى ايقاف التحريض والتخوين والترويج لمفاهيم وثقافات تضعف الولاء الوطني وتشق المجتمع ووحدة .

وعلى المعارضة ومنضمات المدني الالتحام بالحماهير والتعامل وفق ارادتهم وعدم التخلف عنها والدفع بها نحو ما يضمن وحدة اليمن وامنه وسلامته , وعليها ان تستمر في الضغط على السلطة وحزبها من اجل تحكيم العقل والعوده الى طاولة الحوار مع مختلف الاطياف السياسية من معارضة الخارج والحراك الجنوبي ولجنة الحوار الوطني وجماعة الحوثي ومنضمات المجتمع المدني , وغيرهم من الاطراف الفاعله في الحياة السياسية , حتى نستطيع جميعا تجاوز الازمات والمشاكل والمخاطر التي تهدد البلاد والعباد.

وفق الله الجميع لما فيه خير اليمن وشعبه