Home Articles Orbits البلطجة والقمع يعجلان بسقوط النظام
البلطجة والقمع يعجلان بسقوط النظام
محمود شرف الدين
محمود شرف الدين

بدأ نظام علي عبد الله صالح تعامله مع احتجاجات الشباب بما انتهى به نظام زميله حسني مبارك في مصر استخدام (البلاطجة) مقابل مبالغ توزع لهم للاعتداء على المتظاهرين بشكل يومي ؛مع أن هذه الوسيلة التافهة أثبتت عدم جدواها في أبقاء مبارك بقدر ما زادت من تأليب الناس ضده وأنتجت مشاعر السخط والاحتقار له ولحزبه وسط شعوب العالم وحكوماته المختلفة،رغم كل ذلك إلا أن نظام صالح الذي عرف عنه تقليد النظام المصري في كل ماهو سئ عمد إليها في بداية التظاهرات بعكس مبارك الذي لجا إليها بعد أن استنفد كافة الوسائل الأخرى، ما اعتبره البعض تسريع نظام صالح في إثارة المجتمع اليمني ضده وإشعال شرارة الثورة باستفزازها للشباب وللناس اجمع، مما ساهم في تزايد أعداد المحتجين من يوم لآخر.

ولم يتوقف غباء حزب الرئيس عند ذلك بل انه عمد إلى احتلال ميدان التحرير خوفا من أن تتظاهر فيه المعارضة من باب أن نجاح الثورة المصرية كان هو ميدان التحرير لا الشباب والمتظاهرين في أي مكان أقاموا فيه.

أما الوسيلة الأخرى التي يقوم بها لحماية نظامه فتتمثل في اللجؤ للقبيلة في مواجهة ثورة الشباب على غرار الإمام احمد حميد الدين الذي أنقذته القبيلة من السقوط أكثر من مرة ولا يعرف صالح أن القبائل أكثر المتضررين من حكمه،ولكنه يظن خاطئا انه سيكسب القبائل بالمال ووعود تمكينهم من نهب العاصمة،بعد طرد (البراغلة)- مصطلح المناطقية والجهوية والطائفية - منها كما هي شعارات مناصريه وأمنه السري في العاصمة وهم يقتحمون حرم جامعة صنعاء قبل يومين.

كل هذه الأساليب والوسائل دون إصلاحات سياسية حقيقية فاشلة في حماية نظامه من السقوط ربما دفعه إليها أذناب له في قيادة حزبه بقصد التسريع في زواله بالإضافة إلى تمرير قانون الاتصالات والتعديلات على قانون الشرطة التي تبيح للأمن قتل المواطنين عمدا دون مسئولية جنائية،وما إلى ذلك من وسائل تصب الزيت على النار وتسهم في إضرام نار الثورة حوله دون أن يفهم ذلك.

لم يدرك صالح حتى الآن مايريد شعبه حتى الآن او انه لا يريد ذلك وكان بإمكانه أن يتابع المحاكمة التي تعرض لها قادة المعارضة المشترك وشركائه من قبل الصحفيين في مؤتمرهم الصحفي الأخير ؛لموقفهم السلبي من مواجهة نظام صالح وموافقتها العودة للحوار رغم عدم جدوى حوارها معه خلال عامين وفشلها في إقناعه بتحقيق إصلاحات سياسية على الواقع منذ عشرين عاما ولو على الأقل ما يقيم انتخابات حرة ونزيهة تزيل الاحتقان والإحباط لدى الشعب اليمني من إمكانية التغيير عبرها.

واخيرا تلافت المعارضة موقفها السلبي الذي أثار استياء قواعدهم باللحاق مؤخرا بالطلاب والشباب في جامعة صنعاء ومحطة عصيفرة بتعز وفي شوارع عدن للتظاهر والاعتصام ، وان جاء ذلك متأخرا الا انه يشكل عملا جيدا فالنظام على شفا الهاوية حيث نراه الآن يتهاوى امام تزايد الالتحام الشعبي بالشباب في ميادين الاعتصامات فهناك استقالات يومية لقيادات كبيرة في المؤتمر ونواب ومسئوليين امنيين ومحليين تتزايد من يوم لآخر.