Home Articles Orbits ثورة الشباب تعمق الوحدة
ثورة الشباب تعمق الوحدة
زيد عبد الباري سفيان
زيد عبد الباري سفيان


إشتعلت ثورة الشباب لتلملم بقايا الشتاء العربي وتنشر أجواء مفعمة بدفئ الحرية ومناخات الوحدة والعدل والرفاه
هي ثورة شبابية في مضامينها وأدواتها ذلك أنهم إنبثاق الأمل وتشكل الحياة ،لذلك فإنها جعلت كل الأجيال في دهشة وذهول أمام هذه الأصوات الهادرة الموارة التي تكاد تمزق سماء القصور الرئاسية وتذبح طمأنينة الحاكم الجهول فنتمنى ونحن في المهجر تعدمنا الحيلة أن نتحول إلى خرق من قماش تكتب عليها حبراً من دمائنا ودموعاً من محاجر عيوننا عبارات الرحيل وشعارات النصر المجيد
إن إنتصار ثورة مصر هو اللحن الذي تجاوبت معه أنشودة الأمل في اليمن واستعادة الشعور بالعزة والكرامة لأن اليمن وبقية العرب يقتفون أثر مصر العروبة والإسلام نصراً أو إنتكاسة .
نستطيع أن نقول أن الثورة الشعبية التي يخوضها الشباب في اليمن هي أعظم وأسمى ثورة عرفها العالم لأنها تشتبك سلمياً مع ألعن نظام عرفته التكوينات البشرية ،فنحن لا نواجه تقصيراً ولا قمعاً ولانهباً ولاظلماً ولا طغياناً ولا فساداً مركباً ولا إنهيارا حضارياً ولا سقوطاً أخلاقياً ولاقاتلاً تلطخت يداه باالدماء وانغمس فيها حتى أذنيه وولغ فيها لسانه حتى أرتوى ليس كل ذلك فحسب لكننا أمام عدو هو مصدر تهديد للحياة بأكملها .
عصابة الموت في صنعاء وهي تلفض أنفاسها الأخيرة لا تثق في الجماهير لأنها لا تحسن التجاوب مع أنات الجماهير ومعاناتها لهذا فهي تسعى إلى نقل المعركة إلى ميدان آخر يشبع ولعها في سفك الدماء وإزهاق الأرواح عامدين إلى حرمان الشعب من شرف بلوغ الغايات عبر العمل الثوري السلمي . وهم بذلك يكافؤا الشعب اليمني على تصبره وتعففه عن ذكر جرائمهم .
إن المشهد الثوري الذي أمامنا يؤكد أن الثورة الشعبية هي قبل أن تكون ثورة تحرر وإنعتاق وعدل وتنمية هي ثورة توحد ووحدة في مسيرتها وأدواتها ونتائجها فنرى كيف توحدت كل القوى والفعاليات ونرى كيف توحدت المطالب والأهداف وبشكل تلقائي في مطلب واحد هو سقوط النظام .
في الولايات المتحدة الأمريكية فشلت كل الجهود في توحيد طاقات الجالية أمام سعي النظام لبث الفرقة وإذكاء الصراع والتناقضات ونرى الآن كيف كان للثورة الشعبية فعل السحر في توحيد كل الفعاليات .
ففي كل يوم تحلق في سماء المهجر أسراب من النوارس المتناثرة في الشتات لتبحث عن أعشاشها المنهوبة ودمائها المسفوكة ووطنها المغدور تردد تغريدة العودة وأنشودة الثورة
كل ذلك كان رجع صدى إيجابي لما يحدث بالداخل من ثورة شعبية تنتصف للمظلومين وتنتصر لقيم العدل والوحدة والحرية وترد الإعتبار للتاريخ وللدين وللإنسان العربي المسلم في اليمن الذي راهن البعض على إستغراقه في الغيبوبة والسلبية محاولين عبثاً أن يخرجوه من التاريخ ومن معامل صنع الحياة .
ستكون الثورة في اليمن هي الدليل الثالث بعد الثورة في مصر وتونس على قدرة الشعب العربي المسلم على إستعادة الأمل والإمساك بزمام المبادرة لمحاصرة قوى القمع والنهب والإنقضاض عليها ليحتل مكانته الحقيقية بين الأمم تمكنه من أداء رسالته العالمية بكفاءة عالية .
من مصر قاعدة النضال العربي
مصر أحمد عرابي ومحمد عبده
مصر الشهيد حسن البناء
مصر جمال عبدالناصر
مصر المد القومي الناصري
مصر التيار الإسلامي وحركة الأخوان المسلمين
مصر العروبة والإسلام
مصر التي انتصرت حينما تجاوزت عقدة الخوف
انتصرت حينما تجاوزت وهم التناقض بين مكوناتها التاريخية
اليمن الآن وعت ذاتها واستعادت ذاكرتها فراحت تتنفس الصبح وترسل الشمس قبساً ينير الدرب للأمة للعبور الصعب نحو المشاريع الكبرى
راح الشباب في اليمن في تدافع عجيب يصطف مع النجوم وبصحبة الشمس والقمر يعانق هذا الضياء ويحتضن الأمل وغداً ستتنفس صنعاء صباح الثورة من رئتي هذه الأمواج الهادرة الموارة التي خرجت تستقبل الموت بإرادات تطفح بالأمل تردد أنها ضد اللصوص وسارقي الثورة والثروة
ضد القمع والسجون وإنتهاك الحرمات
ضد من يختطفون الحلم ويسرقون المستقبل
ضد من يغيبون العقل ويصادرون الذاكرة
ضد من ينهبون أرواح الشرفاء ويختطفون حياتهم
ضد من يديرون البلاد بإفتعال الأزمات وإنتاج الحروب
ضد هذا الجاهل الجهول الذي يعد مصدر تهديد للحياة بأكملها
قاموس من الضدية والأهداف على كثرتها لن تشتت الفكرة ولن تبعثر الهدف
لأن الأهداف تكثفت في هدف واحد هو إسقاط النظام
لقد قرر الشعب التغيير وسيكون النصر هو جائزته المستحقة والأكيدة
لأن هذا التغيير يسير وفق قوانين علمية ونواميس كونية تضيق المساحة لذكرها هذا فضلا عن وعد الله لعباده المؤمنين باالنصر والتمكين
كل التحايا لقناة الجزيرة وسهيل والعالم ،ومثلها لموقع مأرب برس والمصدر والبديل والصحوة والوحدوي وبقية المواقع على هذا الحضور الإعلامي المبهر الحد الذي جعلها ترافق الثورة خطوة خطوة حتى صارت رديفاً لها .
فعلى حين كانت الجماهير تتلوا بيانات الثورة كانت هذه المنابر الحرة في الطرف الآخر من المعادلة تقاوم خنق الكلمة وإغتيال العقل وتزييف الوعي فتلاقت إنتفاضة الشعب مع ثورة الكلمة والصورة والمعلومة في عناق وتآلف أبدي عجيب قل مانراه لتبدو ثورات في ثورة واحدة .