Home Articles Orbits سقوط النظام أخلاقياً
سقوط النظام أخلاقياً
د. أحمد سعيد
د. أحمد سعيد

لا يعقل أن نظاماً، ضاقت قاعدته الاجتماعية والسياسية، يطلق على شعبه الرصاص الحي وسُحب دخانية كثيفة من قنابل غاز  سامة، فشل أطباء في التعامل مع آثاره التي تصيب الجهاز العصبي وتتسبب في فقدان الوعي، ..  محرم دولياً ويحظر استخدامه حتى في وقت الحروب .

والثابت أن هذا النوع من الغاز استخدمته السلطة فجر السبت الماضي لمواجهة شباب عُزَّل من السلاح، لكنهم تواقون لفجر الحرية الجديد، في مجزرة بشعة سقط فيها أكثر من 1700 مصاب وشهيدين .

في معركة استعراض القوة سقط النظام أخلاقياً، بعد الإدانات الواسعة من قبل المنظمات الحقوقية والدولية والأمم المتحدة وصل حد وصف المنظمة العربية لحقوق الإنسان ذلك الفعل بـ«جريمة إرهاب دولة تستهدف ترويع السكان لمنعهم من ممارسة حقهم في التظاهر السلمي» .

أقول بعد تلك الإدانات الدولية، انبرى السفير الأمريكي بصنعاء جيرالدفير شتاين للدفاع عن تلك الجريمة وعن السلطة بعدم استخدامها الغاز  السام بالقول «إن أفضل تخميناتنا أنها قنابل دخانية وليست غاز» .

وفي اعتقادي ما كان ليجرؤ النظام الحاكم على إطلاق يد زوار الفجر لتنفيذ هذا العمل العدواني، بحق المعارضين له والمطالبين برحيله، لولا تواطؤ الإدارة الأمريكية وغضها الطرف عن جرائم الأنظمة .

حتماً إرادة الشعوب هي التي تقرر مصائر بلدانها وليست الإدارات الأمريكية، التي كما يبدو أنها دخلت في غيبوبة فشل بفعل الضربات القاسية التي تواجهها ولا زالت من ثورات الشعوب  التي تقتلع أنظمة الرضى الأمريكي، وتزلزل خطط الوصاية والهيمنة الأمريكية في المنطقة، بدءًا من تونس ومروراً بمصر واليمن وليبيا والبحرين .. الخ .

خلال أيام مضت - منذ خرج الشعب في طول وعرض  البلاد، - دفع المتظاهرون المناهضون للنظام ثمناً باهضاً من الآلام والخسائر، عشرات الشهداء وآلاف الجرحى .

ولعلَّ استمرار النظام الحاكم في سياسة كسر العظم ونزيف الدم، لن يعيدنا إلى المربع الأول، وهذا ما يجب أن تنتبه إليه السلطة ولا تركن إلى الذين ظلموا من الأمريكان والغرب الأوروبي .

 

تعذيب الجرحى

يخوض الشعب الآن مرحلة قمع من حاكمه، مع تدنٍ مخيفٍ في الأخلاق .. جرائم تنفذ بحق المصابين الذين يخضعون للعلاج في المستشفيات من خلال خطفهم وتعذيبهم وإخفائهم عن أقاربهم وأهاليهم لإرهاب المتظاهرين سلمياً من أجل إسقاط النظام، كما كشف ذلك الحقوقي برمان .

حتماً هي فضائح وجرائم تقترفها السلطة بحق المواطنين بعد تراكم الفشل المستمر للحزب الحاكم الذي دبّ اليأس بجسده المتهاوي فأطلق جنرالاته إلى الشوارع والمشافي لتنفيذ سيناريوهاته المرعبة .