Home Articles Orbits القاعدة كورقة للتشويش على الثورة
القاعدة كورقة للتشويش على الثورة
أشرف الريفي
أشرف الريفي

ببجاحة مقيتة يصر علي عبدالله صالح على قتل اليمنيين تحت ذرائع واهية مقابل بقائه في السلطة برضى أمريكي.

ندرك أن صالح هو رجل واشنطن في اليمن، فهو من أهدى آبار النفط لشركات أمريكية، واستباح سيادة اليمن للطائرات الأمريكية لقتل اليمنيين، وهو من يجيد السيطرة على وهم القاعدة وتنشيطها متى ما أراد.

قبل أسابيع قتل نظام صالح عشرات اليمنيين واتهم أهالي الحارات في كذبة رئاسية لا يصدقها أحد.

تكتيكات غير وطنية تهدف لتدمير اليمن من أجل شخص اعتاد على اللعب بها ، والزج باليمنيين في حروب وهمية تحفظ بقاءه, خصوصاً بعد أن تساقطت عليه أوراق كثيرة طالما استخدمها للحفاظ على كرسيه المهزوز، وعرشه المنهار.

في الانتخابات الرئاسية في العام 2006 تسجل ذاكرة اليمنيين استخدام صالح لورقة القاعدة عشية الانتخابات بمسرحية حارس بن شملان الإرهابي، وتفجير أنابيب النفط في حضرموت ومأرب من قبل القاعدة.

واليوم يتحدث الرجل بزهو أن رحيله سيتيح الفرصة للقاعدة وسيقسم اليمن إلى إلى ثلاث دويلات في إشارة واضحة إلى أن تلك المخاطر التي ستظهر في حال رحيل صالح ما هي سوى بعض من أدواته التي دائماً ما يستخدمها كفزاعه تبرز كلما شعر بخطر يهدد نظامه الذي ارتكب بحق اليمنيين جرائم فضيعة.

اليوم يسحب قواته من أبين وبعض المحافظات، ويترك الساحة لأدواته "تنظيم القاعدة", ليصطنع حروبا مع أكذوبة القاعدة في تلك المحافظات في محاولة بائسة لسرقة أضواء العالم من ساحات التغيير المطالبة برحيله إلى ساحة القاعدة الوهمية، والتي تمثل هاجسا قلقا ظاهريا للغرب ولأمريكا.

ويبدو أن مساندة واشنطن لصالح ستكون هذه المرة من خلال دعمه في حرب القاعدة, التي دائما وفي كل تفجيراتها لا تدعم إلا هذا النظام وتخدمه سواء ماليا أوسياسيا.

مؤخراً فاجأت صحيفة واشنطن بوست الجميع بالتنبوء بأعمال عنف ستقوم به القاعدة في اليمن, وبعدها ظهرت مسرحية انسحاب القوات الأمنية من جعار بأبين وتسليمها لعناصر تتبعها تحت غطاء القاعدة.

قاعدة أبين هم أشخاص ترعاهم السلطة وآخرون أفرجت عنهم السلطات من داخل سجونها وأبرمت معهم اتفاق.

وفيما التوجيهات كانت قد صدرت لتسليم جعار لعناصر النظام القاعدية, سارع الرئيس صالح وهو يحاول إظهار تماسكه الأحد الماضي أمام لجنته الدائمة التي لازالت تدفعه نحو نهاية وخيمة له وللبلد أمام الرئيس على عبد الله -سارع - في اتهام المشترك بالتحالف مع الحوثيين وتنظيم القاعدة.

صالح المطارد بمطالب الرحيل, فر صوب القاعدة للاحتماء بها كورقة أخيرة تلقى دعم غربي, فقال إن المشترك وراء سقوط مناطق في محافظات صعدة ومأرب وأبين والجوف وشبوة وإخراجها من تحت سيطرة الدولة، متجاهلاً أنه فشل خلال 33 عاما من إيجاد هيبة الدولة, وتفنن في تفتيت البلد وتمزيقه وخلق بؤر تحميه على حساب مصلحة وطن هو في أمس الحاجة للاستقرار والتطور.

السند الأمريكي الغربي لصالح في مواجهة وهم القاعدة لا يمت عن خطوة التنظيم في اليمن بقدر ما يفسر أن أمريكا وصالح يتفقان في ترويج واشنطن للشعب الأمريكي والعالم كذبة خطورة القاعدة كعدو عالمي يجب مواجهته، وكذا كذبة صالح على العالم بخطورة تنظيم القاعدة في اليمن.

 إذن ندرك أن الموقف الأمريكي لا يمت عن سذاجة واشنطن وأجهزتها الاستخباراتية التي صدقت الكذبة، ولكن نعي شراكتهما جميعا في الكذب على العالم بخطورة عدو وهمي.

يبدو أن الجنون وحب السلطة ستجعل صالح يقتل شعبه بتهمة أنهم إرهابيين يخططون لتحرير كرسي الرئاسة المغتصب.

والواضح أن استمرار النهج السلطوي على هذا المسار سيؤدي إلى شلالات من الدماء اليمنية التي ستسال من أجل بقاء فرد وعصابته في السلطة.

ما يجمع عليه كل ذي لب أن ورقة القاعدة ما هي سوى ورقة رخيصة يستخدمها النظام للتشويش على ثورة الشباب المطالبة بإسقاط النظام العائلي ورحيل علي عبد الله صالح.

ما يزيد عن مائة شهيد لا شك أن أرواحهم هي من ستسقط هذا النظام المتورط بتلك الجرائم الشنعاء ضد أبناء الشعب.

وما لا يدع مجالاً للشك أن حصر المواطنين في اليمن بين خيارين مرين هما نحكمكم أو نقتلكم، سيدفع أحرار اليمن الذين انتفضوا في كل ساحات الحرية والتغيير لخيارين رئيسيين هما، إسقاط النظام أو الاستشهاد بصدور عارية.

والمؤكد أنه لا يمكن أن تحول قوة أمام مطالب ساحات الاعتصام التي وحدت اليمنيين جميعهم، رغم مساندة واشنطن أوغيرها لنظام تلذذ بتعذيب الشعب، وتهميش كوادره.

أمام النظام خيارات أخرى مشرفة له وللشعب، بدلاً من المخاطرة بالبلد ومستقبله، وعليه إعادة الأمانة التي سلمت له قبل أكثر من ثلاثة عقود وهي متعافية بدلاً من إعادتها كخرابة.

اليمن التي استأثر الرئيس بثرواتها وسلطتها لا تستحق منه التعامل معها بعدوانية، وجحود، والشعب الذي تحمله لـ 33 عاماً لا يستحق منه القتل والأفغنة والصوملة على الأقل من باب الاعتراف بالجميل.