Home Articles Dialogues عبدالملك المخلافي: أيام تفصلنا على رحيل صالح
عبدالملك المخلافي: أيام تفصلنا على رحيل صالح
الوحدوي نت
الوحدوي نت

اعتبر القيادي المعارض عبدالملك المخلافي بيان مجلس الدفاع الذي هدد بالدفاع عن الديمقراطية والرئيس علي عبدالله صالح بأنها آخر أوراق النظام الذي سيسقط في الأيام المقبلة القريبة، وقال عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الناصري، أحد أحزاب تكتل “المشترك” المعارض إن سلسلة الانضمامات لقيادات عسكرية للمعتصمين دليل على أدراكهم ما يجري في اليمن منذ تولى الرئيس صالح زمام الحكم، نافياً في حوار مع صحيفة الخليج الإماراتية عن وجود وساطة سعودية وطالبها بنصح صالح بالتنحي أو الرحيل، كما جدد رفض المعارضة لأي وساطة تخرج عن رحيله، وتحدث في الحوار عن عدد من القضايا التي تشهدها الساحة اليمنية اليوم.  الوحدوي نت

(الوحدوي نت) تعيد نشر نص الحوار:

حاوره - وهيب النصاري:

كيف ترى المشهد اليمني في ظل الاحتجاجات والاعتصامات والتظاهرات المطالبة برحيل الرئيس صالح؟

 ما يحدث في اليمن ثورة حقيقية متكاملة هدفها إعادة السلطة للشعب مرة أخرى واستعادة الجمهورية بعد أن تحولت إلي حكم عائلي ومواجهة الأزمات التي مرت بها اليمن خلال الفترة الماضية منها القضية الجنوبية وما حدث في صعدة، وهذه الثورة أثبتت أن الشعب اليمني يمتلك من المخزون الحضاري الكثير الذي انعكس بطابعها السلمي خلال إصرار الشعب رغم الدماء التي تسيل من قبل السلطة في مواجهتها للمعتصمين سلميا في العاصمة صنعاء وتعز وعدن وإب والحديدة وحضرموت وغيرها من المدن اليمنية وإصرارهم على العمل السلمي والتمسك به، وهذه الثورة استطاعت أن تعيد الشعب اليمني الذي كان قد شهد حالات تمزق جراء سياسة هذا النظام والتي في طريقها لتحقيق انتصارها والانتقال إلى يمن جديد .

سلسلة الاستقالات

 كيف تفهم سلسلة الاستقالات عن النظام وانضمام قيادات عسكرية لساحات الاعتصام؟

 أعتقد أن كل هذه القيادات العسكرية أدركت طبيعة كل ما يجري في اليمن، وأن الرئيس علي عبدالله صالح وما تبقى معه لم يدركوا حقيقة ما يجرى من البداية، ولهذا كانت مبادرتهم وتقويمهم لما يجري في الشارع، وانعكس ذلك على القيادات العسكرية خاصة بعد يوم الجمعة الدامي التي ارتكبت فيها السلطة مجزرة في صنعاء، ما أدت إلى تعاطف أغلبية الشعب اليمني وأبناء القوات المسلحة وقادتها ليسوا بعيدين عن هذا الشعب، مدركين أن استمرارهم مع هذا النظام سيؤدي إلى مذابح كبيرة فانحازوا إلى الشعب .

كما أن المنظر الرائع غير المسبوق، حيث يواجه الشباب الموت بصدور عارية من دون خوف وتهيب وتلتحق بهم قوافل تلو أخرى ليزداد حجم الاعتصام، وذلك المشهد الرائع في تشييع جنازة قتلى الجمعة عندما زغردت الأمهات والنساء فرحا وبكى الرجال لتكون زغاريد النساء ودموع الرجال أكبر دليل على أن هذا الشعب يبني مشروعاً جديداً لدولة جديدة ومختلفة عن تلك التي بناها نظام الرئيس صالح وأدت إلى تدمير القيم والنفوس قبل أن تدمر البلد . لقد أدركت القيادات العسكرية هذه اللحظة فانضمت إلى الثورة وأسقطت الرهان الذي كان يراهن عليه صالح أنه لا يوجد جيش وطني وأن هذا الجيش الذي دمره على مدى 33 سنة جيش الجمهورية، واستبدله بجيش العائلة المتمثل بالحرس الجمهوري والأمن المركزي والقوات الخاصة بأنه قد انتهي، ولكن ثبت أن هذا الجيش لا يزال موجوداً، واعتقد أن ما يراهن عليه من بقايا القوات والوحدات العسكرية التي بيده ومع إخوانه وأبنائه وأبناء أخيه مهما كان قد أعده لتقوم تلك القوات الخاصة تدافع عن نظامه وليس عن الشعب وأبناء تلك الوحدات العسكرية هم من الشعب وسينحازون للشعب.

 كمعارضة، ما ردكم على البيان الذي صدر مؤخراً عن مجلس الدفاع الوطني بعدم السماح بالانقلاب على الديمقراطية وصالح؟

 لا أعتقد أنه يمثل إلا الأوراق الأخيرة التي يلعب بها النظام، واعتقد أن نظام صالح قد سقط وانتهى ولم تبق إلا أيام قبل الرحيل، والتهديد الذي حمله بيان وزير الدفاع أن القوات المسلحة ستحمى الرئيس صالح عبارة عن إعلانات أخيرة لرحيله، ووزير الدفاع لا يستطيع أن يأمر عشرة أفراد لأنه من دون صلاحية، أما التهديد الذي مورس منذ البداية والذي ازداد بالأمس (الاثنين) بعد انضمام العدد الكبير من وحدات وألوية وفرق من القوات المسلحة إلى الثورة والذي ترتفع وتيرته وتعيشه العاصمة صنعاء اليوم انه ذات الطريقة التي سارت عليه الأنظمة الدكتاتورية قبل السقوط .

 في ظل المستجدات الأخيرة وتزايد الانضمام للثورة من قيادات بالسلطة، كيف هي برأيك خيارات الرئيس صالح هل هي التنحي أم العنف كما هو حاصل في ليبيا؟

 أعتقد أن الخيار العاقل الذي يحفظ اليمن ويحفظ للرئيس صالح إيجابيته إن كانت له إيجابية ويحفظ تاريخه ويحفظه شخصياً مع أفراد أسرته أن يتفاوض حول رحيله أو تنحيه عن السلطة بشكل آمن، أما خيار العنف فهو خيار مدمر، ولن يؤدي إلى تنحيه، بل إلى رحيله وبثمن باهظ للبلد، حتى الآن لايزال الرئيس صالح يهدد بالخيار الثاني أي العنف، ويعتقد أن لديه من القوة لإدخال البلد في حرب، وربما كان هذا هدفه من بداية الثورة، ولكن الثورة كانت سلمية ولم تكن عسكرية ومسلحة وخيبت ظن النظام، ومن قال إن اليمن به عنف وقبائل وسلاح، وستستمر هذه الثورة سلمية حتى لو لجأ النظام إلى خيار العنف .

الحوار ونقيضه

 من خلال ما يطرحه الرئيس صالح، هل يصب باتجاه العنف أم العودة للحوار خاصة أنه يدعوكم إلى العودة لطاولة الحوار، ما رأيك؟

 خيار العنف تضاعف يوما بعد آخر، أبناء هذه الوحدات العسكرية ليسوا خدماً والذين تقودهم أسرة صالح ليسوا قتلة، هم أبناء الشعب اليمني ولن يقبلوا أن يجرهم النظام إلى العنف وإن حدث فإنهم سيقفون ضد العنف وينضمون للشعب .

لو كانت لديه نية للحوار لكان أظهر تقبله، كانت أمامه فرص للمبادرات، وبالمناسبة “المشترك” المعارض ولجنة الحوار حاولت أن تقدم مبادرات جادة لرحيل آمن وتحملت ضغوط الشارع واتهاماته بأن هذه الأحزاب تعمل خارج إطار مطالب الشارع، لكن هذه الأحزاب ولاتزال حريصة على أن تجنب البلاد أي عنف وتنتصر هذه الثورة بشكل سلمي، لكن بالمقابل لم يدرك الرئيس صالح للأسف حتى الآن أن هناك ثورة وما يقدمه هو مناورات ليست حقيقية وخارج زمنها، بمعنى أن مبادرة النقاط الخمس التي قدمت عبر وساطة العلماء والمشايخ التي رفضها الرئيس عاد اليوم ليقبلها، وقد انتهى زمنها، وهكذا كان مصير مبادرات سابقة لها، الأمر الذي يؤكد أنه لا يريد الحوار، أما نحن فمازلنا مع تفاوض لرحيل آمن ومطالب أخرى خارج هذا الأمر مرفوضة .

 لكن خطابات الرئيس صالح دائما ما تدعو إلى الحوار، لماذا لا تستجيبون؟

 الرئيس صالح حكم بالحيل وإحدى أساليب تقديم مبادرات لا تعني شيئاً كونها ليست جادة ربما تخدع من لا يعرف حقيقة ما يدور والخلافات والطروحات، وهذه الحيل التي حكم بها صالح اليمن إلى جانب أن القوة استنفذها لأن كل القوى الاجتماعية والأطراف أدركت بأنه لم يكن صادقاً في أي يوم لا مع الشعب ولا مع القوى السياسية ولا حتى اللحظات الأخيرة لإنقاذ البلاد، لهذا تخلت عنه كل القوى الاجتماعية من علماء ومشايخ ورجال أعمال التي حاولت التوسط معه وانضمت إلى المعتصمين .

الاتصال بالخارج

 ألا يوجد تواصل من خلال علاقات المعارضة مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا؟

 الاتحاد الأوروبي والأمريكان يقولون نحن معكم وإن الرئيس صالح قد انتهى، وإن هناك مطالب في الشارع، ونخاف من العنف ونريد رحيلاً أو تنحياً آمناً، وهو ما نطرحه لهم بأننا نريد ذلك ونطلب منهم إقناع الطرف الآخر كونه لا يصغي لمطالب الشعب، وتوجد اتصالات كلها تتحدث عن أهمية تجنب العنف مبينين لهم أن ثورتنا لن تلجأ للعنف وسنستقبل الموت بصدور عارية إذا أراد النظام المواجهة .

 هناك حديث عن تشكيل مجلس رئاسي ليقوم بتسيير أمور الدولة بعد رحيل صالح، ما صحة هذا؟

 أعتقد أن الثورة تبني لها مؤسسات جديدة والتشاور الآن يدور حول تشكيل ائتلاف واسع لقوى التغيير يضم المعارضة وممثلين لكافة القوى السياسية والاجتماعية والشباب ضمن الائتلاف الوطني للتغيير مناط به إدارة المرحلة الانتقالية من خلال مجلس وطني انتقالي يشكل مجلس للدولة وحكومة انتقالية عندما يتنحى الرئيس وتنجح هذه الثورة بإذن الله .

 هل يتم مناقشتها ودرسها في الوقت الراهن؟

 هناك حوار واسع يدور بين قوى التغيير .

 لوحظ توافد القبائل والعسكريين المستائين من الحاكم والمعارضة وشبه حضور للمدنيين، ألا تعتقد أنها ستتأثر في المستقبل بعد رحيل صالح؟

 هذه الثورة شعبية سلمية هدفها دولة مدنية ديمقراطية ولن يتخلى الشعب عن هذا الهدف ولن تنتهي الثورة وحركات الاعتصامات في ساحات الحرية والتغيير حتى بمجرد تنحى النظام وستستمر إلى أن يبنى النظام الجمهوري البرلماني الديمقراطي والدولة المدنية، وهذه الثورة لم تقم ضد شخص بل قامت ضد أسلوب حكم بالقبلية والعصبية، وهي لن تقبل أي حكم قبلي أو مناطقي أو عصبوي أو ديني أو عسكري وستسعى لدولة مدنية حديثة على أساس نظام برلماني وأعتقد أن شعبنا يستحق هذا وقد قدم من التضحيات ما يجعلنا نعتقد أنه سيحقق هدفه

 لماذا لا توجد قيادات المعارضة في خيام المعتصمين بجانب الشباب الثائر؟

 أولاً هذه ثورة شعبية شبابية ولا نحاول أن نفرض وصايتنا عليها، وأعلنت المعارضة من البداية أنها مع الثورة وجزء منها، ثانياً قواعد الأحزاب موجودة ضمن إطار الشعب، ثالثا نحن كقيادات للأحزاب ندعم هذه الثورة ونعمل بقدر استطاعتنا ونقوم بزيارات من فترة لأخرى وليس مطلوباً منا أن نقيم في ساحات الاعتصام، لأنه لدينا من المهام الكثير لكي نحمي الثورة وندعمها بالعمل السياسي وغيره، ولكل من كافة قوى التغيير من المعارضة والشارع له دور، وعليها أن تؤديه بالشكل الأكمل لكي تنجح هذه الثورة .

 ماذا عن مستقبل اليمن في ظل هذه الأحداث؟

 أعتقد أنه رغم القلق من الأيام المقبلة استناداً إلى عقلية النظام، وما قد يرتكبه من حماقات، إلا أن مستقبل اليمن سيكون مشرقاً بإذن الله لأنه عاد للتوحد كما لم يتوحد في السنوات الماضية التي شهدت التشطير الذي كنا نعاني منه قبل وحدة 22 مايو/آيار ،1990 كان تشطيراً واقعياً ومادياً، لكن التشطير الذي ولده النظام كان تشطيراً في النفوس، فالثورة أعادت النفوس للوحدة وعاد الشعب اليمني للتماسك، والأمل والشعور قادر على أن يبني مجتمعاً جديداً، من ثم فمستقبل اليمن سيكون زاهراً من خلال دولة مدنية وجمهورية برلمانية ديمقراطية وسنستعيد الجمهورية التي قاتل الشعب من أجلها، وفي ظل هذه الثورة قيم كثيرة تخلق اليوم وتمارس عملياً وفعلياً في ساحات الحرية والتغيير، وإن هذه القيم ستسود المجتمع اليمني الحديث .