Home Articles Orbits الأقلام المأجورة وفلسفة الثورة
الأقلام المأجورة وفلسفة الثورة
عمر الضبياني
عمر الضبياني

عندما يشاهد الإنسان مدى عظمة الشباب الذين أشعلو هذا الربيع العربي المضرج بلون الدم القاني وعظمة التضحيات التي يقدمونها فإنة يخجل أن يكتب من خارج هذة الساحات وينصب نفسة فيلسوفاً من بين أكوام الورق ، ويكتب عن فلسفة الثورات ويخط لها خطوط السير ويكتب التوجيهات للثوار بينما الفلسفة الحقيقية هناك في ساحات الحرية والعزة والكرامة ، الفلسفة هي تلك الأعمال العظيمة التي يقوم بها شباب في مقتبل العمر الفلسفة الحقيقية حين ترى طفلاً فقأت عيناة برصاصة غدر وخيانة يعود الى الساحة فور تماثلة للشفاء وأن تسمع رجلاً فقد إبنة شهيداً يقول سأضحي ببقية أبنائي من أجل وطني .. هنا تكمن روح الفلسفة ، من أرواح هؤلاء الشرفاء يستعيد الوطن روحة ومن دمائهم ينبض شريان الحياة للوطن .

 أبعد هذا الا نخجل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    للأسف هناك من لا يخجل ولا ينبض فيه عرق الحياء ، فقد خرجت علينا بعض الأصوات المأجورة تنعق كالغربان ويعلو صياحها بدعاوي باطلة الهدف الحقيقي منها محاولة وأد الثورة وصنع انشقاقات في صفوف الثوار عل طالحنا " الرئيس " يجد له مخرجاً حين ينشق الصف الثوري ، خرجت هذه الأصوات متذرعة بذريعة اللقاء المشترك متناسين أن القاء المشترك مكون أصيل من مكونات هذا الشعب ومن كان لهم الفضل الأول في إشعال شرارة هذه الثورة المباركة ، فإعلام المشترك كان له الدور البارز منذ سنوات في زيادة الوعي المجتمعي بفساد هذه السلطة وخيانتها للأمانة وخرقها للدستور والقانون ، ونشر الوعي بين أفراد الشعب بحقوقهم وواجباتهم الوطنية ، فكان أن انطلقت الثورة الشبابية من قواعد هذه الأحزاب جنباً الى جنب مع أخوانهم المستقلين وقواعد الأحزاب خارج اللقاء المشترك ، وسقط منهم جميعاً الشهداء والجرحى الذين مثلت دمائهم باكورة نجاح الثورة فإلتف حولهم الملايين من أفراد هذا الشعب بجميع أطيافة وشرائحة السياسية والعسكرية والإجتماعية وشرفاء المؤتمر الشعبي العام . وبذلك فقد أثبت اللقاء المشترك أن له اليد الطولى في تحريك الشارع وتنظيمة ، فما صمود الثورة ودخولها الشهر الرابع الأن بهذا التنظيم والزخم الرائع الذي أذهل العالم من أقصاة الى أقصاة وأعاد للشخصية اليمنية مكانتها بين الشعوب الا نتاج تجربة فريدة وخبره طويلة من التنظيم الحزبي .

 

    أثبت لنا الواقع أن المشترك هو من تحمل أعباء إستمرار التجربة السياسية في اليمن منذ إنطلاقة في مطلع التسعينيات......... وخلال مسيرتة الحافلة بالحراك السياسي والذي أنتج وعياً شعبياً متزايداً وصولاً الى قيام ثورة التغيير بفلسفتها الحديثة والمتحضرة رغم جحود بعض المشككين ممن يحاولن التقليل من صدق مطالب وتوجهات اللقاء المشترك ولكنه أسقط أوهامهم وأثبت للشعب اليمني قاطبا ً ومن خلال الدور الذي لعبه في إنطلاق الثورة ومن خلال تكامله وتألفه مع الشباب المعتصمين في جميع الساحات في كل محافظات الجمهورية أن سياستهُ ومطالبهُ تحمل المشروع التنويري التحديثي لليمن الذي يفضي إلى سلامة وأمن المجتمع والدولة، وإصلاح الوضع القائم وطنياً وديمقراطياً مع الحفاظ على وحدة الشعب والوطن وسلامة أراضية ودولته ، وأن طريق السير في هذا المشروع يبدء برحيل علي عبدالله صالح ونظامه ، بعد أن أكدت الثلاثه والثلاثون عام من حكمه البغيض أن الوطن وصل إلى التدهور والتداعي العام!!! بعد أن أستأثرت العصابة الحاكمة بكل مكامن السلطة والثروة والقوة وصولاً إلى توزيع الأدوار وتقرير المصائر الفردية والعامة وإلى تفتيت وتقطيع قنوات التواصل الأجتماعي والسياسي في أوساط المجتمع وممارسة سياسة الترغيب والترهيب وشراء الولاءات والذمم إضافة إلى ممارسة الرقابة الدائمة والمستمرة التي تكاد أن تكون لصيقة على عقول وأرواح الكتاب والصحفيين والخصوم السياسيين المناوئين لهم !! ..

    لذا وبعد هذا كلهُ أظن أنهُ من باب السخافة وانعدام الحياء والخجل في ظل هذه الجرائم التي تحصل والدماء التي تسيل والأروح التي تزهق أن يأتي بعض الكتاب المارقين والمأجورين الذين يحاولون بكل الوسائل فصل وعزل المشترك عن الثورة وتفكيك الصف الثوري ، وعليهم أن يعلموا أن الشعب أصبح أوعى من أن تمر علية كذباتهم أو تنطلي عليه اساليبهم فالشعب هو المشترك والمشترك هو الشعب ، حتى اخواننا من المستقلين والحزبيين خارج اللقاء المشترك يحفظون للمشترك مكانتة ودورة في إشعال هذه الثورة المباركة ..

 

    إن أردنا أن نتكلم اليوم فلنتكلم عن سبب تمسك علي عبدالله صالح الجنوني بالسلطة ؟؟؟ وعن سبب تهالكهُ من أجل الحصول على الحصانة من الملاحقة القضائية حال خروجه من السلطة مع تابعيه !! هل هو الخوف من أن يحاسبوا على جرائمهم التي لا يعرف الشعب إلا ظاهرها وما خفي كان أعظم ، ما الذي يجر المجرم إلى الهلع والتخبط في خطاباته من ميدان السبعين ... لماذا هذا الأستنفار المهول وتسخير الميزانية العامة من أجل البقاء على الكرسي بقية أيامهُ المعدودة !! فلنتحدث عن الميزانية المنهوبة وعن الإقتصاد المتداعي وعن التكلفة التي تتكلفها البلد في ظل تعنت الرئيس ، فلنتحدث عن الأزمات الخانقة التي يمر بها المواطن البسيط من أزمة غاز الى بنزين الى كهرباء ووووو .

الا يتسألون إذا كان هذا سلوك الرئيس االأجرامي أمام عدسات الإعلام فمالذي لم تنقلة وسائل الإعلام من إجرام اكاد أجزم بأن لا حدود له ؟؟

الا يتسألون لماذا لا زال بعض الجنود والضباط من الذين أقسموا اليمين على صيانة الوطن وحماية الشعب صامتين ،هل يعلم هؤلاء العسكريين أنهم يحنثون بقسم ولائهم الوطني وقد حان يوم أداء الواجب الوطني ...

 

    لكنني لكل أولائك المرجفين اقول من المخجل ومن العيب الكبير أيضاً أن يتلقى العاملين في الإعلام من صحافيين ورؤساء تحرير صحف ومواقع إليكترونية حفنة من الريالات" من رئاسة الجمهورية "مقابل أن يظلوا كالبهائم والمرتزقة يجتهدون ويكيدون الدسائس والدعايات الكاذبة والمفبركة ضد اللقاء المشترك وضد الشباب المعتصمين وضد النساء الشريفات العفيفات ، ضد من ارادو لهم العزة والكرامة والعيش الكريم .

على تلك الأقلام المأجورة صاحبة الأيادي المرتعشة أن تعلم أن ثورة الشباب قد بدأت تأتي أكلها ، وأنه لن تستطيع أي قوة مهما كانت بعد اليوم أن تنتزع حلم التغيير من قلوب الأجيال الجديدة وأن أقلامهم المأجورة قد سقطت وأنهم حتماً سيغرقون في رمادها الذي لا يتورع الحمقى عن النفخ فيه فتسود وجوههم وتعمى أبصارهم .      

ولكن رسالتنا إلى المجرم السفاح وإلى زبانيته وإلى الأقلام المأجورة لهم جميعاً نقول :

 

    لقد تحولت الحرية والعزة المنشودة اليوم إلى حلم محرك للشباب لأنه أصبح الحلم الوحيد الذي يعطي حياتهم ومستقبلهم معنى ويعيد في مخيلتهم وطنهم إليهم أو يمكنهم من أستعادة الشعور بالوطن الذي حرموا منه طويلاً بما يعنية الوطن من أمن وأمان وعدالة وكرامة وتمتع بحقوق المواطنة وغيرها من الحقوق ، فشباب الثورة اليوم لن يقبلوا العيش في وطن كما لو كانوا غرباء فيه وليس لهم حق المشاركة في صنع مصيره ومستقبلهُ هذا الوضع أنتهى ولن نقبل به أبداً ومن يقبل بالخنوع والتبعية لا مكان لهُ بيننا حيث أصبح من دون قيمة ومن دون شرف الوطنية والمواطنة وغريباً عن عالم الحضارة والمدنية .

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عمر الضبيــــاني

يمني المولد عربي الهوية ناصري الأنتمــــاء