صدقت يا صديقى العالم الجليل دكتور أحمد مستجير، إنها كلمتك: «الحب والحياة ليسا سوى ذكرى.. حب الإنسان.. حب النفس.. مجرد ذاكرة.. إذا فقدت جزءاً من جسدك ولم تفقد ذاكرتك بقيت أنت،
أما إذا فقدت ذاكرتك مُتَّ».
إنها الحقيقة كيف نفقد ذاكرتنا ونحن أحياء؟!.. كيف نفقد ذاكرتنا بعد تسعة وثلاثين عاماً؟!.. هل يمكن أن يغيب عن وعى ابنى «أحمد» فى ذاكرته آخر قبلة من الطفل المصرى على وجنة (بابا ناصر) ثم
يعود من المطار آخر يوم يودع فيه (جمال عبدالناصر) رؤساء الدول، يعود الطفل من المطار حاملاً على شفتيه قبلة (بابا ناصر) ويحكى لـ(ماما) كاتبة هذه السطور!! «كان وجه بابا جمال عليه عرق بارد
لكن حضنه لى جميل».
ولم تمض ساعات على عودة الطفل أحمد، وأثر القبلة مازال على شفتيه فى الذاكرة، قبل أن تتحول ابتسامة الطفل وفرحته إلى عاطفة يعرفها البشر، بالحزن.. أو بالصدمة.. أو الكارثة.. وتظل قبلة زعيم الأمة
(ناصر) محفورة فى الذاكرة يحملها أحمد طفلاً، ثم فتى مصرياً وطنياً حاصلاً على درجة الدكتوراه من ألمانيا.. ثم زوجاً وأباً لطفلة جميلة رائعة اسمها نادية، وزوجة أوروبية مسلمة تحب مصر بلا حدود!
وتمضى الأيام فى الزمان، وتكبر الأم الكاتبة التى ظلت ومازالت تكتب باستقلالية القلم وقناعات المبدأ والضمير عن عبدالناصر الزعيم عن مآثره المضيئة فى العالم فى ثورات التحرير، وأيضاً عن سلبيات حقبة حكمه التى
لا ينجو منها زعيم بشرى، ومع موعد ذكرى رحيله التى لم ترحل لا ينكر قامة وطنيته وإخلاصه لمصر وللشعوب العربية إلا العدو العنصرى الإسرائيلى الأزلى، وكلما شاهدنا القبلات المصرية اليهودية والأحضان
المسمومة مع العدو استدعت الذاكرة آخر قبلة مصرية بكل الحب والبراءة والصدق قبلة (ابنى أحمد على وجنة زعيم الأمة لتكون آخر قبلة من شعب مصر والذاكرة التى لا تموت).