Home Articles Almawqif Alwahdawi حركة 13 يونيو .. الفعل الثوري
حركة 13 يونيو .. الفعل الثوري
الوحدوي نت
الوحدوي نت

يحتفل شعبنا الثائر بحلول الذكرى السابعة والثلاثين لحركة 13 يونيو المجيدة. وبهذه المناسبة العزيزة على كل مواطن عربي حر، يتقدم التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بأجمل التهاني والتبريكات للشعب اليمني عموماً- وللناصريين بشكل خاص، راجياً أن ترتفع الأيدي توسلاً لله عز و جل أن يحقق لثورتنا الشعبية النصر المظفر ضد الفساد وعصابته، ويوصل شعبنا إلى حلمه في بناء دولته المدنية الحديثة. لقد جاءت حركة 13 يونيو 1974م استجابة لإرادة الجماهير ورغبتها الجامحة في تصحيح مسار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، التي تعرض مسارها للانحراف عن أهداف النضال العربي ضمن مخطط رجعي- إمبريالي- صهيوني لإجهاض المشروع الحضاري العربي الناصري. الوحدوي نت

ولأن حركة 13 يونيو بمثابة فعل ثوري عملي، رداً على ما أحدثه التحالف الثلاثي من عرقلة للمشروع النهضوي لأمتنا، فقد حظيت بتأييد شعبي، والتفاف جماهيري منقطع النظير، خصوصاً بعد أن بدأت تتكشف الهوية الناصرية لقيادة الحركة وفي طليعتها رئيس مجلس القيادة المقدم إبراهيم محمد الحمدي، الذي كان الشعب ينظر فيه أمل اليمن والأمة، بعد الحزن الذي خيم على وطننا العربي برحيل القائد المعلم جمال عبد الناصر، قبل أن يتمكن من استكمال مشروعه الحضاري.

وعلى الرغم من المدة القصيرة التي عاشها شعبنا في ظل الحركة قبل أن تمتد يد الغدر لإجهاضها، فإن الإنجازات التي تحققت للشعب، في اتجاه بناء الدولة المدنية لا تقاس بالزمن القصير، وإنما بما حفرته في ذاكرة الشعب للصورة المضيئة للحركة الناصرية، التي عجزت قوى الظلام عن إطفائها، فانتقلت إلى أذهان الأجيال التي لم تعاصر الحركة لتظل حاضرة بكل مكوناتها الفكرية والسلوكية مقارنة بالواقع الرجعي الفاسد الذي كرسه نظام علي عبد الله صالح العميل والحاقد على الوطن والشعب. إن الاحتفاء بذكرى حركة 13 يونيو هذا العام يكتسب نكهة خاصة كونها تحل علينا والمجتمع اليمني يعيش مخاضاً ثورياً عسيراً لولادة الدولة المدنية الحديثة التي كانت من أولويات الحركة وقائدها الشهيد إبراهيم الحمدي الذي من أجلها قدم روحه فداءً لها على مذبح الحرية والعزة والكرامة. وإننا نؤكد بأن الثورة الشعبية التي انطلقت من ساحات التغيير وميادين الحرية إنما تستمد طاقتها بل وأسلوبها من وحي حركة الثالث عشر من يونيو السلمية، التي لم تزهق روحاً ولم ترق دما، على الرغم من أن أرواحاً شريرة كان يفترض أن ترسل إلى أسفل سافلين، بيد أن مبدأ السلمية كان هو الأسلم في نظر قادتها، من منطلق أن الدم يجر دماً, وأن الثورة تقاس بمنجزاتها وليس بما تسفكه من دماء.

لذلك يزداد إيماننا بأن الأسلوب السلمي هو السبيل الأنجع لتحقيق أهداف ثورتنا، وإن الدماء التي يسفكها النظام المهترئ هي التي ستفقده أعصابه وتوازنه وتجعله ينهار ويضوي إلى الأبد.

إن الصراع بين قوى الثورة والتغيير وقوى التخلف صراع أبدي، لأنه صراع بين مشروعين؛ مشروع تقدمي عروبي يهدف إلى بناء الدولة اليمنية المدنية المؤسسة على سيادة النظام والقانون واحترام حقوق الإنسان، كان لحركة 13 يونيو الناصرية شرف وضع حجر أساسه بيد الشهيد إبراهيم الحمدي الطاهرة، ومشروع رجعي متخلف أسس له نظام علي عبد الله صالح العائلي، ومن يقف خلفه من قوى رجعية إقليمية واستعمارية دولية، يهدف إلى إعادة اليمن إلى العصور الوسطى تتجاذبه الصراعات القبلية والمذهبية والمناطقية ليتسنى لقوى الاستعمار استغلال موقعه الاستراتيجي لتثبيت أمن واستقرار العدو الصهيوني، واستمرار نهب ثروات الوطن العربي. لذا ليس أمام القوى الوطنية إلا الاستمرار في دعم الثورة الشعبية الشبابية بصفتها إحدى أدوات الصراع مع الاستعمار، لا تستهدف فقط إسقاط النظام العميل وإنما تطهير البلاد من أشكال التبعية للاستعمار والرجعية والصهيونية، وفي نفس الوقت ندعو أبطال الثورة إلى الصمود وإفشال مراهنة التحالف الرجعي والاستعماري على الوقت.

إن أهم ضمانات الصمود وتحقيق الانتصار للثورة الشعبية المباركة يتمثل في:

-1 تشكيل قيادة موحدة للثورة وانضواء كافة الأشكال الثورية المعلنة تحت لواء هذه القيادة الموحدة، بعيداً عن الانتماءات التي يجب أن تكون عامل قوة وليس مدخلاً إلى التشتت والتفتت.

-2 تعطيل كافة أشكال الاختراقات التي تحاول قوى الظلام إحداثها في جسد الثورة بهدف إجهاضها، وفضح كل تلك الأشكال على الملأ، وسد كل الثغرات التي قد تجد العناصر المندسة فيها سبيلاً لاختراق الثورة.

 -3 تطوير وتقوية العلاقة بين قوى الثورة وبين أحزاب اللقاء المشترك، واستمرار توزيع الأدوار المتناسقة بحيث يقوم اللقاء المشترك بالدور السياسي الحريص على تحقيق أهداف الثورة، ويقوم الثوار بتوفير أدوات الضغط الشعبي ليستخدمها اللقاء المشترك في القيام بدوره السياسي. وهنا يجب التنبيه إلى الوقوف الحازم من قبل الثورة ضد كل الحملات الإعلامية الدعائية السلبية التي تحاول أن تصور أن ثمة تناقضاً وصراعاً بين قوى الثورة والمعارضة السياسية، وأن لا تسمح بارتفاع الأصوات النشاز التي تحاول أن تشوه الصورة المتكاملة بين الثورة وأحزاب اللقاء المشترك.

 -4 التعجيل بإعلان مجلس الرئاسة الانتقالي لأن الأيام التي تلت رحيل الرئيس المخلوع أثبتت عدم أهلِّية عبد ربه منصور هادي للقيام بمهمة الرئيس المؤقت بحكم الدستور، لأن يديه المرتعشتين تؤكدان أن الرجل سيظل أسير سجن النائب المنزوعة عنه كل الصلاحيات من قبل ما تبقى من الأسرة الحاكمة، وبالتالي تكون الثورة بريئة من الأيدي المرتعشة التي لا تقوى على البناء.