Home Articles Dialogues الشقيق الأكبر للرئيس الشهيد: صالح أطلق الرصاص على إبراهيم الحمدي
الشقيق الأكبر للرئيس الشهيد: صالح أطلق الرصاص على إبراهيم الحمدي
أشرف الريفي
أشرف الريفي

اتهم محمد الحمدي الشقيق الأكبر للشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي علي عبدالله صالح باغتيال الرئيس الحمدي. وقال الحمدي في حوار لــ«الوحدوي نت» إن صالح أطلق النار على الشهيد الحمدي بعد أن كان الغشمي وافق على عرض الحمدي بمغادرة البلاد. وأوضح أن مرافقي الشهيد عبدالله الحمدي رأووا صالح وهو يخرج من منزل الحمدي، كما أنه استقبل علي قناف زهرة أمام منزل الغشمي، ومن حينها لم يُعرف مصير المناضل زهرة حتى الآن.

 وفي الحوار تحدث الحمدي عن تجربة التعاونيات، كما روى بعض المواقف للشهيد الحمدي في تطبيق القانون وإرساء العدل.

الحمدي قال إنه لا يطيق سماع اسم صالح, وإنه رفض الالتقاء به مرتين, موضحاً بأنه لم يستلم راتباً من الدولة.

> حاوره: أشرف الريفي

> تصريحاتك الأخيرة حول اغتيال الشهيد الحمدي واتهام صالح بالمشاركة في الجريمة لاقت اهتمام الكثيرين.. ما تفاصيل اغيتال أبراهيم الحمدي؟

- إبراهيم راح إلى منزل الغشمي برفقة السائق وأحد الحراسة من بيت قطينة, وعند وصوله الى أمام المنزل طلب من السائق والحارس العودة للغداء، والتقى الحمدي بمحمد الجنيد أمام المنزل فدخل الجنيد الى المجلس عند عبدالعزيز عبدالغني وإبراهيم قالوا له معنا اجتماع وأدخلوه البيت، و بالنسبة لعبدالله كان قد قُتل، بعد أن التقى الغشمي في عصر وهو في طريقه إلى الحديدة فطلب منه الغشمي العودة الى صنعاء لاستلام أربع سيارات, وأخذ مفاتيحها من عند محمد يحيى الآنسي، فظل عبدالله يبحث عن الآنسي حتى قالوا له إنه في منزل الغشمي، فذهب لاستلام المفاتيح فدعوه للغداء فأحرج ودخل للغداء, وقبل دخوله طلبوا منه صرف مرافقيه فذهبوا ورجعوا بعد الغداء فأعطوهم قات، وجلسوا خزنوا تقريباً ساعة، وفي تلك الأثناء شاهد المرافقين علي عبدالله صالح وهو خارج من المنزل, وعندما اكتشفنا الجريمة وبدأنا نتحقق مع المرافقين قالوا احنا ما حصلنا إلا علي عبدالله صالح خرج.

 > أين كنت وكيف تلقيت الخبر؟

- أنا كنت في التعاونيات في بني سريح وهمدان، وأتيت بعد ظهر نفس اليوم, وجاءني علي حمود الجائفي، وقال يا أخي محمد عندي ثلاثة ضباط من حاشد فوق السيارة يشتوا يقابلوك ضروري, قلت: ادعيهم, فدعاهم ودخلوا ودعيتهم للغداء فقالوا مش وقت غداء احنا جينا نقول لك كلام خطير جداً, فقالوا شوف إبراهيم لا يسير يتغدى عند الغشمي اليوم، ولا يمسي في بيته الليلة، ولا يركب الطيارة غدوة الى عدن (طبعاً هو كان معد للسفر يوم الثاني إلى عدن وكان مرافقيه قد اشتروا الهدايا والعنب). فقلت ما لكم يا جماعة، قالوا المؤامرة إما يقتل اليوم بالغداء أو العشي يقصفوا بيته أو الصباح يقصفوا الطائرة عند إقلاعها. فقمت اتصل الى بيت إبراهيم فجاوبتني زوجته, فقلت فين إبراهيم اتحاكي معه؟ فقالت: إبراهيم سار بيت الغشمي يتغدى فقلت أنا قد قتله، فسقط التلفون من يدها والجماعة عندما سمعوني أقول انا قد قتله قالوا يا محمد رجاءً إلغِ هذا الكلام، ولا أحد يعرفنا عاد يبطشوا بنا. خرجت الى بيت إبراهيم فكان خبرته قد ساروا الى بيت الغشمي، فقالوا لهم إن ابراهيم قد خرج هو وأخوه من الباب الخلفي الى القيادة، فساروا يدوروه فجاء لنا الساعة السادسة الأخ علي قناف زهرة، لأنه كان معه اجتماع في الرئاسة وهم كانوا يتصلوا الى منزله يبحثون عنه وعندما جاء اتصل الى منزله فكلمته زوجته أن الرئيس يدوروه فقال أينه؟ فقالت ببيت الغشمي. فاتصل الى بيت الغشمي قالوا له تعال فسار الساعة السادسة فوصل الى بيت الغشمي فوجد علي عبدالله صالح واقفاً وقال: يا علي قناف ادخل وادي السيارة أسير بها من أجل يهربوا السيارة فركب السيارة وراح، وعلي قناف دخل المنزل ولا أحد دري أين جاء، هم قتلوه أوهم شلوه، هذه شهادتين ثبتت أن علي عبدالله صالح كان في منزل الغشمي. طيب الشيخ حقنا محسن العموش، لقي علي عبدالله صالح في أحد الشوارع وبيوقفه فوقف وقال له أقلك يا عموش روح لك البيت معادبش أحد ولا زال الشيخ حقنا بخير، معنى ذلك أن علي صالح مشترك في الجريمة. لكن وأنا في القاهرة بعد سنتين وأكثر جاؤوا الي من الناس المتصلين بالسلطة وكانوا يقابلون الغشمي فقال لي واحد أن الغشمي في يوم من الأيام انتشى وادى لهم قصة إبراهيم داخل البيت أن ابراهيم كان سع الليمة عندما عرف، ووجد عبدالله أخوه مقتول، فقال للغشمي أنا عملت لك هذا جزاء ما عملت؟ تشتوا تحكموا انتم احكموا للمه نتقاتل، وأنا أغادر اليمن فوافق الغشمي، لكن علي عبدالله صالح قال عادك تشتيه تخليه وأطلق عليه الرصاص وهذه قصة الاغتيال كما رووها وسمعناها, لكن إذا كان علي عبدالله صالح ينكر يجي يدي اليمين.

 > الملاحظ حضور إبراهيم الحمدي في ثورة الشباب.. هل ترى بأن الثورة أعادت الاعتبار للحمدي؟

- أنا قلت أكثر من مرة إبراهيم ليس ملك الأسرة بل ملك لليمن كلها, لأنه لم ينفع أسرته أو أهله، ولم ينفع حتى نفسه لأنه ذاب في المجتمع ذاب في اليمن كلها، لأنه أعف رئيس ممكن من أيام عمر بن عبدالعزيز، في المال والأكل والتقشف وبناء دولة من لا شيء، لم يكن هناك لا نفط ولا غاز ولا دخل ولا كانت الدول تساعد، كان الأمريكان يدوا دقيق وبر وزيت فنوزعهن على الناس عبر التعاونيات, فلم يكن معنا سوى المغتربين. إبراهيم حمى المغتربين, والمغتربين كسبوا وادخلوه البلاد وخير الثلاث السنين وصل الى كل أسرة يمنية, يعني حتى أن الطبقة الدنيا كانت انتهت وارتفعت الى طبقة وسطى وهذه ثمرة أعماله.

أنا دائماً أروي قصة رواها لي ضابط كان موظف في الحديدة في الإمداد والتموين, وبعد دخول إبراهيم استبدلوه وحولوه الى صنعاء فطلع رتب بيته ورجع يطلع أسرته وفي الطريق وبعد الكيلو 100 الذي كانوا يبيعوا فيه (الخرمش) فوصل عند واحدة تبيع (الخرمش) فباعت للذي قبله، وهو ذهب يشتي يشتري وهو كان لابس زيه العسكري، فابصرته وركضت حقها الخرماش، الى داخل العشة، فقال يا مرة اشتي اشتريهن فالتفتت اليه وقالت أبيعن لك يا فاعل يا تارك وسبته، فأحرج أمام الناس وأسرته وأبنائه والناس كانوا يتفرجوا فقرب إلى عندها وقال ما سويت بش؟ فأبصرت إليه وقالت أيوه يا قتله الحمدي، فقال إنه من شدة الانفعال والغضب لم يدافع عن نفسه وإنما قال لها ما سوى لك الحمدي، فكشفت يديها ورقبتها وروته الذهب الذي كانت تلبسه، وقالت هذا خير الحمدي وصل الى عندي لا أعرفه ولا ريته، لكن كنت فقيرة وجاء خير الحمدي الى عندي، وأنتم الآن باتفقرونا وتسلبونا وتردونا فقراء. فخير الحمدي وصل لكل الناس ولم تكن هناك رشوة ولا فساد داخل الدولة.

 > كيف كان يتعامل إبراهيم مع الفاسدين؟

 - شوف إبراهيم حاكم واحد من بيت هائل سعيد وصدر بحقه حكم إعدام وقتل لأنه غش الغاز بالكروسين حق الطائرة، فكانت النوارات تنفجر في وجه الناس بسبب هذا الغش فمات اثنين في ريمة وأصيب الكثير, وبعد التحقيق تبين أن من يقف وراء العملية هو مدير المحروقات في المخاء, فوجه بالقبض عليه وأذكر أن أحمد عبده سعيد جاء الى عند إبراهيم  وأنا موجود عنده، يراجع للشخص بدفع الديات والغرامات للناس فقال إبراهيم هل أقبل أن أترك هذا القاتل والغشاش يعيش؟ فأعدم الشخص المدان في المخاء، في إدارة المحروقات.

 ويروي محمد الحمدي قصة أخرى قائلاً: إن أحد الأشخاص كان يحلق في باب شعوب فأتى عسكري قتله بينهم ثار وهرب الى الوحدة العسكرية.. وصلت البلاغات الى عند إبراهيم فقال ادوه يتحاكم فرفضوا في الوحدة, فنزل إبراهيم الى الوحدة وطلب القاتل فأتوا به ومسكه وأخذه بالسيارة وحوله الى محكمة مدنية وبعد أيام نفذ بحقه حكم الإعدام أمام صالون الحلاقة. من يعمل لك هذا العمل اليوم، اليوم الوحدات تحمي القاتل، بل وترقيه الى حرس جمهوري. 

 > بحكم عملك بالتعاونيات.. حدثنا عن هذه التجربة؟

 - تجربة التعاونيات كانت تجربة رائدة, ولم يكن أحد قد سبق إليها وبحمد الله رغم أنه ما أحد يذكرنا وصرنا جنود مجهولين فكان عبدالرحمن النعمان ابن الأستاذ محمد هو من بدأ بالتعاونيات، فبيت النعمان دائماً الفضل لهم في اليمن من أيام الأستاذ النعمان، فهم شعلة في الحرية ليس لهم نظير،. فعملوا التعاونيات في الحجرية وانتشرت وعبدالرحمن كان صديقي من السعودية فكنا نناقش معه، فقلت له نريد نعمل تعاون شبيه بالتعاونيات عندكم (طبعاً هذا أول السبعينيات قبل تولي إبراهيم الحكم). فعملنا التعاونيات في ثلا وبيت سريح, وفي يوم كان عندي في ثلا فناقشنا وقلنا ليش ما نوحد التعاونيات ونستفيد من تجربتكم، فوافق ودخلنا صنعاء والتقينا بعبدالله الحلالي والمجموعة, وبدأنا الاتحاد العام للتعاونيات, وإبراهيم كان عامل زخم معنا في التعاونيات وبعد ذلك تبناها. وفي التعاونيات لم يكن هناك مرتب ولا حق بترول ولا حق سيارة فالناس كانوا يبذلون جهودهم لشق الطرقات في مناطقهم وبناء المدارس واحنا ندعمهم، بالمعونات التي كان يديها الأمريكان من زيت وبر ودقيق فكنا نستلم حق كل تعاون ونوزعها, ومحمد عبدالملك المتوكل واحد مننا. وكانت بجهود مخلصة فكل واحد يشتي يسعد بلده, الآن حولوا المجالس المحلية للسرق والمسراقة وافسدوا التعاون وانهوا هذه التجرية التي لم يكن لها نظير. 

> العداء الذي أظهره نظام صالح لفترة الحمدي كيف تفسره؟

- شوف هناك ما يثبت على علي عبدالله صالح بأنه أحد القتلة فما عمله بالأسرة بعد استشهاد إبراهيم الى اليوم يدل على أن المسيء يكاد يقول خذوني. أعطيك أمثلة، عندما كرموا الرؤساء لماذا لم يكرم إبراهيم وكُرم الغشمي وهو ما جلس إلا تسعة أشهر؟ وعندما فعلوا فعاليات ودعوا أبناء الرؤساء إلا أبناء إبراهيم، فهذا نهجه مع الأسرة.

 > أنت شخصياً هل تواصل الرئيس معك؟

- أنا لا أطيق أن أسمع اسمه, وبعد ما عدت من القاهرة دعاني اللواء غالب القمش للقاء بصالح فاعتذرت ولم أذهب، ومرة أخرى دعاني عبده محمد النزيلي ورفضت، لم أقابله ثانياً لعلمكم أنا لست موظف مع الدولة ولا معي معاش منها, كان عملي في مجلس الشورى وعند بداية حركة 13 يونيو وعند إيقاف المجلس جاء محمد الشهاري وهو صديقي وقال لي إن رواتبي ورواتب عبدالحفيظ بهران وعبدالكريم أبو أصبع سيحول الى دار الرئاسة فقلت له إبراهيم تولى الحكم وأنا ما أريد ادخل بمسؤولية مع أحد، ومنذ ذلك التاريخ لم استلم من الدولة ولا ريال. 

> كلمة أخيرة في هذا الظرف الذي تعيشه البلاد؟

- إذا لم تتحرك الثورة وتصل الى مداها فستتأكل ولو تلاحظ بعد ثورتي مصر وتونس قد كان علي عبدالله صالح ماعاد يقدر يتحاكى, الآن استرد نفسه وأصحابه استردوا نفسهم وعندما فعلوا الشعليلة يوم الأربعاء في معظم مناطق اليمن يعني أنه يكسب والثوار جامدين ما يتحركوش. فلا بد من مجلس انتقالي ومن حركة مواجهة ولتقدم التضحيات فالنظام في نهاية مدته, وما يحدث من إظهار عضلات هي من ضعف والثورة في الأخير ستنتصر