Home Articles Orbits يا قادة المشترك لدينا سؤال يبحث عن إجابه ..
يا قادة المشترك لدينا سؤال يبحث عن إجابه ..
موسى مجرد
موسى مجرد
في خضم الظرف المصيري الصعب والحاسم الذي تمر به الثورة اليمنية تعددت الأقلام الصحفية وتكاثرت كتكاثر الأرانب في سفوح أستراليا فصرنا نرى منها الأحمر والأخضر والأصفــر !! فمنها ما صار منارة يهتدي بها السائرون سخرت حبرها ودواها في خدمة المبادئ والقيم وبالوقوف إلى جانب الحق دفاعاً عن ثورة الشعب والوطن ومنها ما سقط في وحل الشك والريبة لتصل في هرطقتهاِ حداً لا يقبل ولا يطاق .. ومنها أيضاً مَن وضعت نفسها في بوتقة الباطل ونَصبت العداء للثورة ولشبابها وقياداتها ظهر ذلك جلياً من خلال تلك المقالات التي تلصق على الصفحات الأليكترونية مسّودةً بالسم والعلقم . والأنكئ من ذلك أن بعضاً من تلك الأقلام ممن قد لفظها الوطن من ذاكرته وقذفها خارج أسواره بعيداً وراء البحار والمحيطات ! لا زالت ترى في نفسها وصيةً الشعب في معارضتة الوطنية وصاحبة القرار في إدارة المسار السياسي للثورة دون البقية بمُجردْ وضعها قناع المعارضة على الوجوه بمعنى أوضح أنهم أصبحوا بما أصطلح عليه الناس معارضي المعارضة الشرعية أو المعارضون بلا وطن نقول لهم (( ليس ثمة أحوج من الوقت الراهن لتكاتف جهود الجميع ولكن هذا لايكفي أن نمنحكم ثقتنا لتتكلموا بإسمنا وبأسم ثورتنا فلم تستطيعوا أن تقدموا أي دور فعال يذكر أو تثبتوا الحجج والبراهين حول شفافية مشاريعكم وصدق منهجيتكم ظهر ذلك جلياً في تكرار ما تطرحون وفي تهافت أسلوبكم العدائي المتبع بين سطور كتاباتهم )) ...

لهذا لم يرق للبعض أن يرى تكتلاً سياسياً بحجم وثقل تكتل أحزاب اللقاء المشترك أن يكون هو ضمير وصوت الشعب الحي الذي أستطاع أن يجمع ويلملم أحزابه المشرذمة التي أستطاعت أن تتجاوز الأيديولوجيا وتقف مع نفسها ومع الوطن بعيداً عن الحسابات الأنانية والمصالح الحزبية , مع ثورة الشباب أيضاً أستطاعت أن تتحد وتتوحد معهم وبعقلانية متكاملة لتكملهم وتدعمهم دعماً ميدانياً وسياسياً وأعلامياً لهذا ما أن تذكر سيرة أو أسم تكتل أحزاب اللقــاء المشترك على ألسّن الشرفاء في هذا الوطن حتى نرى أبواق النظام وإلى جانبهم صناع الشك والريبة ما أنفكوا في كيل جميع أنواع الشتائم والأفتراءات والدسائس وما إلى ذلك من نعوتات مقززة إن مثل هذا الأفلاس المُطبق والذي سمعناهُ مراراً قبل وبعد إنطلاق الثورة لا يخدم من يتنفس بنبض الحقيقة بشئ بل يجافي المنطق الأخلاقي ويسئ أيضاً إلى مقاييس الوطنية الحقه ....

تكتل أحزاب اللقاء المشترك أثبت حقاً أنهُ جسم المعارضة الشرعي والرئيسي وأنهُ وجه من وجوه الأرادة العامة الجامعة للشعب اليمني يعمل ويناضل في الميدان وفي مقدمة الصفوف يقدم التضحيات الغالية جنباً إلى جنب مع كل الشركاء ضمن ثوابت وطنية متفق عليها في مقدمتها التغيير السلمي المرتبط بالمصلحة العامة والعليا للشعب في مجتمع ضعيف ومستعبد يسعى إلى ترسيخ ذلك بين أوساطه ويعمل دون كلل من أجل تقويتة وإعادة بناء اللحمة الوطنية الداخلية لهُ في ظل دولة متهالكه وفاشله لذا لا قبول اليوم بمكان لمن يأتي ويشكك بأدواره النضالية الصادقة ويطالب برحيله لأن هذا يعد فهم قاصر لمعاني المسؤلية والألتزام بقضايا الوطن المصيرية بل أننا نرى في هذا الأجحاف تنطع وعزف بليد لا يخدم سوى بقايا النظام وأعوانه .

نحن لا نثق بأطروحات المعارضون بلا وطن وضد كل من يطالب برحيل اللقاء المشترك وغيابه عن المشهد السياسي للثورة وفي ذات السياق كوننا من شباب الثورة فأننا ندعوا ونطالب إلى إعادة تمحيص وتدقيق السّجل الثوري وأن من حق الجميع أن يعرفوا إلى أين وصلت ثورتهم اليوم ؟؟ وماذا حققت ؟؟ وكيف يجب الحفاظ عليها بعد الصمود والنجاح الأسطوري في إستمرار الأعتصامات في الميادين والساحات فلا بد أن يعيدوا تقييم ما أنجزوه ؟ وألا يصابوا بالوهن السياسي بعد النجاح الميداني !! عليهم الأستمرار حتى الحسم الكلي والنهائي بالطريقة التي أرتئوها والتي يريدها الشعب ....

هنا لك أيضاً بعض المآخذ على اللقاء المشترك التي بدت تطفو على السطح يجب أن تؤخذ في عين الحسبان ولا بُد من تلاشيها قبل فوات الآوان بأعتماد ديناميكية جديدة تساعدهُ بالإمساك بزمام المبادرة السياسية والأستمرار في تكوين الفعل الثوري وإعادة الزخم السّياسي الناجع والمتكامل مع تحركات الشباب في الميدان كما أنهُ معني أيضاً بطمآنة الشارع بما آلت إليه الثورة حتى اليوم كما أننا ندعوهُ أيضاً اليوم قبل الغد وبصورة عاجلة وملحة إلى مواصلة تحمل المسؤولية الأخلاقية والتاريخية المنوطة به ، وإلى المسارعة في مراجعة نفسه بصدقٍ وبجرأة وحزم وإلى قراءة ما وصل إليه من خلال البحث عن مكامن الفتور والوهّن ، فليس أكثر من الوقوف عند النقائص وتحديد أسبابها ..
مسك الختام ـ يظل نجاح الثورة اليمنية مسؤلية الجميع وعلى رأسهم القائمين عليها فنجاحها إنتصارنا جميعاً وفشلها (( لا قدر الله )) فشلنا جميعاً لذا علينا أن نضرب المثل في التحلي بالثبات وبالألتزام والوفاء لدماء الشهداء وأن نعمل من خلال كل المنابر والوسائل الأعلأمية المتاحة والممكنة بين أيدينا على شحذ الهًمم وتحصين الوعي الشعبي بحتمية نجاح الثورة والأنتصار الكامل ومحاصرة الأنحرافات السلبية التي قد تطرأ ؟ بعبارة أخرى هذه المرحلة الحساسة والمصيرية لثورتنا تضع على عاتقنا جميعاً ليس فقط المسؤلية السياسية في التغيير بل مسؤلية أخلاقية أيضاً وذلك بممارسة سلوك ينسجم مع المطالب والشعارات التي نرفعها ونسعى لتحقيقها كما علينا أيضاً نبذ كل محاولات التشهير والتعبئة ضد الأخر ونبذ فكر التسعير للثأر وأسلوب الأدانات والمهاترات . هناك أسباب عديدة للأحباط الذي وصل إليه بعض الشباب أهمها أن الثورة وعلى حين غفلة من الجميع تُركت تدار سياسياً من قبل أولئك اللاعبين الجُدد الراكعين في رحاب السلطان يشاركهم في ذلك اللوبي السعودي الحاضر دوماً في الذاكرة اليمنية بأدواره المشبوهة والمشينة في كل المراحل والمتغيرات التي مر بها اليمن ....

صار ينتابنا التوجس فعلاً ! من تراجع الدور السياسي لشباب الثورة وتكتل اللقاء المشترك في ظل وجود السؤال القائم والأكثر إلحاحاً الذي نبحث لهُ عن إجابه وهو: قرار نقل السلطة لمـــاذا أصبح يراوح مكانه حائراً بين سياسات ومواقف وحسابات عاصمتين أثنتين لا سواهما الأولى إقليمية وهى(( الرياض )) والثانية عالمية وهى (( واشنطن )) ؟؟ .
 
________________________________________

موسى مجرد
كاتب يمني / أمريكا
[email protected]