Home Articles Orbits مجلس الأمن وامتحان أزمة اليمن
مجلس الأمن وامتحان أزمة اليمن
رأي الراية
رأي الراية

يبدو أن الأزمة اليمنية تسير في طريق مسدود بسبب عدم رغبة الرئيس علي عبد الله صالح في قبول المبادرة الخليجية التي فيها مخرج له ولنظامه ولليمن من مستنقع اللا استقرار الذى وضعه فيه ولذلك فإن المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن والذى سيعقد جلسة خاصة يوم بعد غد الاثنين لمناقشة الأوضاع باليمن بناء على التقرير الذى سيقدمه المبعوث الدولي جمال بن عمر سيجد نفسه أمام امتحان عسير إما اتخاذ قرار شجاع يلزم صالح بالتنحي الفوري وإما الفشل وبالتالي دخول اليمن في مفترق الطرق بسبب عجز المجلس عن إلزام صالح ونظامه بتطبيق القرار رقم 2014.

 فمن المؤكد أنه لا مخرج للأزمة اليمنية دون تنحي صالح من الحكم وبشكل فوري لأنه أساس الأزمة ولكن من الواضح انه يستغل ضعف المجتمع الدولي ويناور لكسب المزيد من الوقت رغم أنه يدرك أن قرار مجلس الأمن واضح ويقضي بأن يوقع على المبادرة الخليجية ويلتزم بالتنحي عن الحكم وأن تلكؤه أوصل الأزمة اليمنية الى طريق مسدود وصعب من مهمة المبعوث الدولي الذى يجب أن يكون قد أدرك الحقيقة وان يقدم تقريرا واضحا بدور صالح في استفحال الأزمة وبالتالي يمكن المجلس من اتخاذ قرار شجاع يعيد لليمن عافيته التي فقدها طوال أكثر من 10 أشهر.

 إن الشعب اليمني لم يعد قادرا على تحمل المزيد من الأزمات الطاحنة التي عصفت وتعصف ببلادهم ولم يعد قادرا على انتظار توقيع رجل واحد ظل يتلاعب بمصير شعب قال فيه بالصوت العالي كلمته وان الكرة قد تحولت الى ملعب مجلس الأمن الذى سيجد نفسه امام خيارات ضيقة إما الوقوف مع الشعب اليمني وهذا يتطلب ان يقول كلمته في صالح بعدما وضح للجميع انه هو لا غيره الذي يعرقل أي حل للأزمة وإما ان يعترف بفشله ويتنحى جانبا ويترك الأمر للشعب اليمني ليقول كلمته النهائية في رئيسه ليواجه مصيره مثلما سبقه الآخرون بثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا.

 فليس من المعقول أن يتولى مجلس الأمن الأزمة وجهوده لن تتعدى مرحلة الجولات المكوكية للمبعوث الدولي والاستماع للتقارير التي لا تفيد بل تؤخر في حل الأزمة خاصة بعدما استغلها صالح وقرر من طرف واحد المطالبة بفترة انتقالية مدتها 90 يوما يظل فيها رئيسا ورفض أيضا إعادة هيكلة أجهزة الجيش والأمن والاستخبارات التي يسيطر عليها أبناؤه وأبناء أشقائه ومناصريه المقربين.

 إن الأمر واضح للجميع، فالرئيس صالح هو أساس الأزمة في اليمن والخروج من الأزمة يكمن في تنحيه عن السلطة فورا، فهو وراء تعقيد مهمة المبعوث الدولي باليمن بسبب مواقفه المتشددة وتعنته رغم ان مطالب الشعب اليمني واضحة ورغم وضوح القرار الدولي رقم 2014 الذي استجاب لهذه المطالب

 ولكن فشل مجلس الأمن في التعامل بحسم مع تصلب صالح يضفي تشاؤما ليس على فرص نجاح مساعي المبعوث الأممي بن عمر بل على نجاح مجلس الأمن المطالب بموقف واضح من تمسك صالح بالبقاء رئيسا حتى إجراء انتخابات رئاسية جديدة وفرضه لاءات صارمة في مواجهة الانفراج الذي أبدته المعارضة للخروج من الأزمة.

افتتاحية صحيفة الراية القطرية