Home Articles Orbits المؤتمر العفاشي العام
المؤتمر العفاشي العام
محمود شرف الدين
محمود شرف الدين

اعتقد أن كل لبيب في العمل السياسي يتفق معي في أن بقاء المؤتمر الشعبي بدون فاسديه بعد الثورة أمر لابد منه،ويحرص عليه الجميع باستثناء المؤتمر الشعبي نفسه فبالرغم من كل ما جرى خلال شهور الثورة العشرة من أحداث ودروس وعبر - تمنى الكل أن يستفيد منها في إعادة الاعتبار له أمام الشعب واثبات حرصه على الوطن وأمنه واستقراره- إلا انه يتمادى في أخطائه ويقدم نفسه على انه كيان تابع لصالح وعائلته،فهاهو المؤتمر اليوم مع أفول صالح لازال يتمسك به ، ويربط مصيره بمصيره،وإذا ببركانه اليوم يتوعد بإفشال انتخاب عبده ربه نائب المؤتمر رئيسا للجمهورية لماذا؟ومن المستفيد لا اعلم سوى أن ذلك أكد لي أن من تبقى في قيادة المؤتمر لم يعو بعد، أن الثورة أوصلتهم إلى سن الرشد لكي يتحرروا من البقاء تحت سيطرة أسرة تستخدمهم لترتيب أوضاعها والهروب بحياتها وبثروات الوطن التي نهبوها،ولم يدركوا بعد أن صالح أصبح عبئا ثقيلا على المؤتمر،بل لقد انساقت هذه القيادات بعد رغباته وأهوائه حتى أسقطت كثير من أوراق حزبها فأبقته غصنا يابسا في مزرعة مليئة بالأشجار الخضراء ينتظران يلحق برئيسه الذي أحله دار البوار ، وكاد أن يقضي عليه عندما جعله يتبني توريث السلطة لنجله سابقا،والمدافع عن الفسدة حاليا،برفضه تطهير أجهزة الدولة من حثالة فاسدة يجمع حتى المؤتمرين على فسادهم،وأول من دعوا لإقالتهم،جراء ممارسات السؤ التي فجرت ضد النظام وأسرته الثورة الشعبية،وتليها اليوم ثورة مجتمعية إدارية، كون هذه العناصر لا تقل سوءا عن صالح في التفكير بنفسها بعيدا عن المجتمع ومصلحته وحاجته.

وبخطوة تسئ للمؤتمر أكثر من ماهو سيئا وتؤكدانه لازال المؤتمر العفاشي العام، حضور من نعول عليهم تدارك جهالة وحماقة صالح يرتصون بجواره في اجتماع عبثي بل جنوني وهو يدعو فيه بلاطجته إلى ضرب و قتل المعتصمين المحتجين في مؤسسات الدولة،ويحرض على الوقيعة والفتنة،وضد حكومة الوفاق، لولا حصافة هادي الذي رد عليه بشجاعة موضحا أن الوضع الآن أفضل من ما كان عليه قبل شهر.

لقد اغرق صالح المؤتمر في أخطائه فمن قلع العداد إلى دعم الفساد جهات وأفراد واعتبار الشاطر وحيدر و عبد الخالق القاضي وبقية الفسدة هم ثوابت يحافظ عليها بسوئها كما يحافظ المؤتمر الآن على صالح بسوئه و بأخطائه الفادحة ،حتى انه ليكاد أن يغرق معه ،وللأسف اليوم لا تزال بقايا قيادته تكرس أن المؤتمر لا يزال صالح وصالح هو المؤتمر، وأنهم معه في قتل الأبرياء وقطع الخدمات وحجز القاطرات، ومواصلة مشروعه المتمثل في إفساد المؤسسات، وتلبية كل ما أرادته الأسرة الفاسدة الحريصة على مصالحها فقط،فمتى يعي ذلك المؤتمر؟وأي حزب هذا؟الذي يتمسك بشخص كان رئيسه وأزيح من السلطة لفشله ولفساده بضغط شعبي لا مثيل له ،كما انه يطالب مقرا بجرائمه ضمانات تحميه من العقاب ،أي حزب وعمار وطارق و احمد ويحي وغيرهم من المراهقين الصغار من أسرة صالح هم من يرسمون خططه وتوجهاته ويحددون وزرائه وبرامجه بعدان نقلوه إلى زاوية أسرية ضيقة،؟ أين قيادات المؤتمر اليوم ليعلنوا الخروج عن التبعية العمياء لهؤلاء من خلال موقف لها يقول لا لإدخال الوطن في فتنة وحرب من اجل أسرة تريد أن تكون نهايتها مع نهايته،بعكس ما يبدو عليه الوعي السياسي لدى القوى في الطرف الآخر المشترك وحلفائه من حرص على بقائه كحزب فاعل أكثر من حرص قياداته التي ظلت طوال تاريخها بلا موقف فتبلدت وتعودت على التبعية في أحلك الظروف والأزمات السياسية،وظلت مهامهم وأدوارهم كما هي الآن مقتصرة على إدارة البلطجة وتنفيذ أوامر الذات الصالحية وبس والراعي والبركاني خير شاهد على ذلك.

لقد أصبح الحديث عن العقلاء داخل المؤتمر بعد خروج العدالة والبناء كلاما على عواهنه كالوهم الذي يلوكه بعض المحللين عن دهاء صالح المزعوم والذي لا مؤشرات عليه فلا ذكاء ولا دهاء لمن يصر على التمسك بسلطة إلى أن يخرج منها مغرما ومهانا وكان بإمكانه تركها طوعا وسيحقق بذلك منجزا تاريخيا،أين الدهاء فيمن يقتل وينهب ويبحث عن ضمانة وهو يعلم أن لا قانون يحميه من العدالة،وأين الدهاء من يورط حزبه ويرمي بأخطائه عليه.

إن غضب المؤتمر على الفسدة الذين ثار عليهم موظفوهم بمؤسسات الدولة يؤكدان هؤلاء الفسدة هم ممثلون له ومهمته العمل على بقائهم أو إعادتهم ليحرق آخر أوراقه ،في وقت ينتظر فيه الشعب منه موقفا متغيرا يدعم الوفاق وينبذ الفساد والشقاق،ويعمل على إصلاح كل ما اخذ عليه من أخطاء كلفت الوطن الكثير،وان لا يتكئ على الحصانة حتى يحتفظ له بمساحة يتحرك عليها بعد إعادة الهيكلة،وعجزه عن تغطية حقبة ضلعت اكتريت قياداته في فسادها وأخطائها وبالتالي سيكونون عرضة للمساءلة.فهل يعي بقايا قيادة المؤتمر ضرورة وأهمية الإبقاء على المؤتمر بدون صالح وعائلته وبلاطجته أم أنهم سيظلون وراء الوهم يمسكون بشخص مذنب احرق نفسه وشخصيته، وأصبح مهانا في الشوارع والأزقة يذمه حتى الأطفال، ولا يخجل من أن يبحث له عن ضمانات تعصمه من أمر الله وثورة الشعب،امثل هذا الشخص هو من تتمسكون به زعيما لكم لمرحلة قادمة؟ ستجتهد كل القوى في أن تقدم فيها ما سيحوز على رضا وقبول جيل الثورة الذي لن ينظر إلى صالح إلا انه مجرد قمامة لعصر حكم ديكتاتوري اسري فاسد ومتخلف ، ومجرم ينتظر المحاكمة،وشخص سيعمل بما لديه من مال أخذه من الخزينة ، وبما لديه من بلاطجة مدفوعين الأجر على إعاقة بناء اليمن الجديد،ليقول أن عهده البائد كان أفضل.

إن صالح لا يريد الآن سوى الحفاظ على حياته وحماية أسرته من المحاكمة ولا يهمه المؤتمر أو غيره فأين انتم يا قيادات المؤتمر ؟هل سيظل المؤتمر العفاشي العام؟.

 انتهى،،،،،،،،