Home Articles Orbits مات درهم !
مات درهم !
عبدالملك المخلافي
عبدالملك المخلافي

نعي المناضل الكبير درهم علي احمد
قنديل الناصرية .. وتؤام الروح
كان هذا هو الخبر الذي تلقيته صباح الاربعاء الماضيوكان له وقع الصاعقة.
ومع أني متابع للحالة الصحية له وخاصة منذ الجلطة الاولى التي أدخلته المستشفى قبل حوالي اسبوعين الا أني لم اكن مهيئا أبدا لخبر كهذا ،
ورغم الايمان بالله والحياة والموت والقضاء والقدر لازلت غير متقبل لفكرة غيابة!
درهم رحمة الله الذي زلزل خبر وفاتة كياني وكان الخبر الأسوأ الذي تلقيتة في الفترات الاخيرة ..هو المناضل الوطني والقيادي الناصري الكبير والأخ والصديق والرفيق المهندس درهم علي احمد العريقي احد ابرز القادة(( الناصريين)) عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وعضو قيادة التنظيم سابقا وأمين سر فرع التنظيم بمحافظة تعز سابقا والقيادي في المشترك واحد قادة الثورة الشعبية السلمية في تعز والمربي للمئات من الكوادر الوطنية الناصرية .. صاحب إيمان لايتزعزع بالمبادئ والقيم ،ورجل المواقف الشجاعة والمبدئية والروئية الثاقبة ،احد القادة المجهولون في الوطن والأمة العاملون من اجل حرية المواطن وحرية الوطن والعدالة الاجتماعية والوحدة .
رجل نذر حياتة لوطنة وامتة ولم يتقاعس ولم يتردد في أصعب الظروف والمراحل ولم يتوقف نضالة لحظة .. حتى توقف قلبة عن الخفقان بعد جلطة او ذبحة قلبية قاتلة بعد منتصف ليل الثلاثاء- فجر اليوم الأربعاء 4ينائر 2012.
ونحن في الايام الاولى لعام تمنينا ان يكون افضل من سابقة بعد ان قدم الشعب ومناضلية وثوارة التضحيات من اجل ان يكون افضل ففجعنا برحيل هذا المناضل الكبير
والذي بأمثاله نتعلم ان من يصنع التغيير ليسوا من هم تحت الأضواء وانما أولئك القادة الذين يصنعون التغيير بصمت .
رغم ان درهم لم يكن شخصا مجهولا فقد كان صاحب دور ا حقيقيا وبارز ا في مسيرة التنظيم الناصري والعمل الوطني واللقاء المشترك وفي تاريخ الوطن الذي ان كتب بانصاف فسيكون لدرهم وامثالة مكانا بارزا وأساسيا فية.
فقد كان للفقيد الغالي حضورا في كل موقف ومحطة ومرحلة حضور بارز بالفكرةا ، والروئية ..والعمل أيضاً
وهو ان لم يكن لة حضورا إعلاميا لدى الكافة فان المئات بل الآلاف من رفقة وزملائه وانا منهم ومن تلامذتة وأبناؤه ومن ابناء الشعب وخاصة في محافظة تعز مسقط رأسة ومستقرة ومركز نشاطة ومثواة الاخير
جميعهم يعرفون من هو درهم على احمد العريقي وماهو دورة وفضلة .
أني لاشعر بخسارة فادحة لفقدان اخي وتوأم روحي ((درهم ))الذي جمعني به حوارا ممتدا لم ينقطع .
بدا يوم التقينا اول مرة في النصف الاول من الثمانيات ولم يتوقف حتى رحيلة ولا ادري مع من ساواصلة بعد ان غاب الحبيب درهم ،
وقد كان لدرهم مكانا ومكانة لايدانيها احد وكان له صفات وروح لاتشابها صفات وليس مثل روحة روح.
كان حوارنا حوار الفكر .. والروح .. والوجدان
حوار الامل .. والصدق والشفافية .. حوار المبادئ والبحث عن الحقيقة و.. الخير
فدرهم ..رجل الحوار والروئ ..الحوار الذي يستهدف الوصول الي الحلول وليس الحوار العقيم .. حوار البحث عن المستقبل وليس حوار المراوحة في اللحظة الراهنة او الهروب الي الماضي.
درهم صاحب الفكر والحوار هو ايضا حامل لمشروع فكري متميز بل هو مفكر ربما كان الواقع اليمني الذي يتداول الثقافة والفكر شفويا قاسيا علية مثل غيرة من اليمنيين عندما يستهلك حياتهم وجهودهم ولاتتيح لهم دوامة الحياة جعل نتاجهم الفكري مدونا ومجمعا و متاح للكافة للاستفادة منة .
وان كان لدرهم العديد من الدراسات والأبحاث المكتوبة وأوراق العمل والمحاضرات اتمنى ان يتعاون الجميع وخاصة قيادة فرع تعز للتنظيم في تجميع كل نتاجة الفكري وماكان منشغلا به من أوراق ودراسات في الفترة الاخيرة أيضاً وطبعة وجعله متاحا للجميع للاستفادة من معين هذا المفكر والمناضل الكبير
درهم مثال التواضع والأخلاق والشرف والإخلاص والارتباط بابناء الشعب والتفاني والصدق .. المهندس الزراعي الذي يحمل الماجستير من الولايات المتحدة الامريكية ومع ذلك ورغم ماتعرض له من ظلم في مجال عملة مثلة مثل الكوادر الوطنية الشريفة بقي مخلصا لعملة متفانيا في النضال من اجل شعبة وحقة في الحرية والكرامة لم يدفعة الظلم الذي تعرض لة ليتنازل من اجل تحسين وضعة ولاليتذمر من وضعة الوضيفي وانما حول كل جهدة الي طاقة من اجل حق الشعب وكرامة الشعب فكان في كل فعل وحركة من اجل حقوق الشعب في فترة السرية والعلنية وفي العمل التنظيمي والفكري وفيالعمل والسياسي والجماهيري
لست بصدد الكتابة عن اخي الفقيد والراحل درهم علي احمد رحمة الله وانما بصدد نعية فمثل درهم لاتكفي الكلمات مهما طالت للتعبير عن صفاتة او عن من هو بالنسبة لي شخصيا وقبلها في تاريخ المسيرة الناصرية التي قطعنا جزاء كبير منها معا لما يقارب الثلاثة عقود ..
في لحظات كثيرة كان درهم فيها هو السند عندما تطول الطريق او تلوح بوادر تعب .. اوييدؤ ان هناك من يحاول جعل الدروب تجرنا الي غير المسار الصحيح .. بل الي الدروب الفرعية التي كان درهم يحذر منها اخوانة ورفاقة .. كان هو المتكئ الذي اتكئ علية وكان قنديل يستضاء بة في كل حين .
كان حوارنا .. حوار لا يعرف الملل
حوار يستند على الضمانات الثلاث التي تعلمناها في مدرسة المعلم جمال عبدالناصر فكانت مرتكزنا والهادئ لنا في كل حين
حوار ينطلق من :
الوعي القائم علي الاقتناع العلمي النابع من الفكر المستنير والناتج عن المناقشة الحرة التي تتمرد علي سياط التعصب أو الارها
ومن
الحركة السريعة الطليقة التي تستجيب للظروف المتغيرة التي يجابهها النضال العربي علي أن تلتزم هذه الحركة بأهداف النضال وبمثله الأخلاقية
وقائم علي :
الوضوح في رؤية الاهداف ومتابعتها باستمرار وتجنب الانسياق الانفعالي الي الدروب الفرعية التي تبتعد بالنضال الوطني عن طريقه وتهدر جزءا كبيرا من طاقته ).
  حوار كنا نتزود منه بزاد مواصلة المسيرة حتى تحقيق غاياتها .
ومثلما كان بالنسبة لي اعتقد أني كنت كذلك أيضاً بالنسبة له .
اولعلي وقد غادرنا بدون وداع وبدون وعد باللقاء اتمنى اني كنت له كما كان لي وان لا اكون قد قصرت. لأني اشهد أنة لم يقصر وادعو ان يجزية الله عني كل خير
مع وعدا لة بمواصلة المسيرة حتى النهاية .
وان استعاد ربنا على غير موعد معوم بالنسبة لنا او متوقع وديعتة وعد ا لة ايضا ان نسلم الراية مرفوعة الي من سيواصل بعدنا
وفي كل الاحوال سيكون درهم في غيابة كما كان في حياتة احد القناديل التي تضئ لنا الطريق
ان شعري بالحزن لايوصف لفقدك أيها الحبيب
ومع كل ماكتيت فاني اعتقد انها ليست كافية للتعبير عن الخسارة التي اشعر بها انما هي كلمات اولى سطرتها بعد ساعات من تلقي الخبر الفاجعة وبعد ان تمالكت نفسي وبدات بتقبل حقيقة فقدان هذا المناضل الكبير والأخ الحبيب
كلمات اولى اعزي نفسي بها واعزي الشعب اليمني والأمة العربية قاطبة بوفاة احد أبناء الوطن والعروبة المخلصين
واعزي اخوانة ورفاقة وتلاميذة من اعضاء التنظيم الناصري والحركة القومية العربية والحركة الوطنية في اليمن وثوار ساحة الحرية بتعز وكل الساحات وافراد اسرتة برحيل القائد والمناضل والمفكر والثائر المهندس درهم علي احمد العريقي وعزائنا أنة يرحل والثورة في الوطن والأمة منتصرة راياتها وآفاق الحرية التي ناضل من اجلها تلوح في الأفق من المحيط الي الخليج .
رحم الله الفقيد درهم علي احمد رحمة واسعة وجزاه الله خيرا عن كل ماقدم لوطنة وشعبة وامته واسكنة فسيح جنانه مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا
ولا حول ولا قوة الا بالله وانا لله وانا الية راجعون .

المكلوم عبدالملك المخلافي