Home Articles Orbits أيها الأعداء الحَميميونْ : إياكم وحلمنا الجميل
أيها الأعداء الحَميميونْ : إياكم وحلمنا الجميل
موسى مجرد
موسى مجرد

أنتابني بعض التفاؤل مؤخراً حين ترامى إلى مسمعي وأنا هنا بجسدي المسافر الذي لم تظل خُطاه يوماً عن درب الحنين إلى تفاحة الحرية أراقب تحولات أولئك المتسكعين في مستنقعات السّياسّية هذا الخبر :

( بناءً على ما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها المُزّمنة وبنسبة بلغت الـ 99.9% من عدد المصوتين نجحت الأنتخابات الرئاسية المبكره تجاوز من خلالها اليمن الفوضى وخرج بها من عنق الزجاجة ) . حينها تساءلت هل فعلاً بالمبادرة الخليجية سيتجاوز اليمن موته الزؤام ؟.. أم أن أهداف الثورة قد تدحرجت بين أقدام أصحاب السمو والسيادة ؟؟ ..

لست أدري لماذا أنتابني هكذا توجس ؟

اللأن ذاتي الثورية المحزونة , الملاصقة لتخوم الحدود المنسية والحالمة بزهو الآفاق المرتقبة قد أصيبت بالتشظي ؟ أم أنني مهووس بذلك الحلم الطوباوي الذي لا زالت تعاندهُ إنكسارات الزمن الردئ ؟ أم أن الثورة قد علمتني كيف أسترد وعيي وكيف أستكمل نضوجي ... هو كذلك ... 

غير ما يصفعني هو ذلك الفقد المتكرر الناجم عن المكابرة الزائفة التي لا زلت ألقاها وأسمعها كل يوم وبفيضٍ من الرعب من قبل أولئك ممن لم يدركوا بعد أن الأنسان عدو ما جهل وأن الطغاة والمستبدين هم أعداء الشعب والوطن مصيرهم إلى مزبلة التاريخ لتتسع يوم بعد أخر إشراقة شمس الآمل وتضيق دائرة اللصوص والمجرمين تجار الدم الذين ستغرقهم ذات الدماء والذين لطالما صرخنا في وجه شهواتهم الموروثة ،،،

ذهب الرئيس المخلوع / علي عبدالله صالح نعم .. جاء الرئيس التوافقي المنتخب / عبدربه منصور هادي نعم .. ولكن لا زال هناك الف بوم وبوم ينعقون ويحّلقون على النوارس يتمنون أن تسايرهم الزهور للبقاء والعيش في الكهوف المظلمة .

 عجيب أمرهم أولئك العُصبة من الأعداء الحميميون الذين شاخت أدمغتهم ولم تعرف الأعتزال حين يتخذون من أنفسهم قُضاة الوطن وحُماته وهم الأقرب إلى التشكيك والظن عدا عبثهم في حصد أوسمة الخلاف نقول لهم :

  تمترسوا خلف زعيمكم المخلوع كما تشاؤون .......

إنسربوا في جحافل عسسكم السوداء كما تشاؤون ......

تسربلوا بكلماتكم الأسيرة التي لا تعشعش إلا مع البوم والغربان كما تشاؤون ....

تمسكوا بالنصال الحادة أكثر من إمساككم بالغربال والقلم كما تشاؤون ....

 ولكن إياكم وحلمنا الجميل بوطن ينهض كنهوض العنقاء من العدم .. عزيز .. شامخ .. كريم .. من أجله سنبقى نحلم ونحلم وسأبقى من هنا أهدد وأتوعد وأكشر عن أنيابي فيا دعاة الظلام والجهل والبؤس إياكم واللهو والعبث بأحلامنا فهى أخر ما نملك في دنيا أخذت مننا الكثير .

فأمنحوا لأنفسكم فرصه لطرد الضجر والكدر وحماقة ما ترمون في طريقنا فلن تستطيعوا أن تصنعون من القبح جمالاً أو أن تجعلوا من المجرم القاتل خليفة راشداً فكفوا عن أصطياد الخبر الذي ينبت أشواكاً ولا تسخروا أو تشتموا في بهاء شمس الثورة لأنكم تكرهون الضوء تخلوا عن النهش والثلب و كفاكم نرجسية فلستم سوى البقية القليلة البالية المملوءة بزوابع البغض والكراهية , فقيرة الأخلاق كثيرة الفتنة

أما أنتم أيها الأصدقاء الحميميون ..

فندعوكم بأن تقوموا بإجتهادات تخرج عن المألوف تحسنون الظن من خلالها ب شباب أبتكروا وأرتقوا في ثقافة الأبداع الثوري السّلمي حين عانق الموت شبابيك بيوتهم فصنعوا ثورة شعبية عصرية أنصهر فيها العقل مع الحماسة والوعي بالإرادة ؟ تلك الإرادة التي كشفت الفروق بين من يقدم مساعدات الموت الرحيم تجنباً لأتساع ميدان الثورة ومن يحجبها عنهم حتى يعجزوا عن الأنتصار .... حان الوقت لتعتقوا أرواحكم الجريحة ولتخرجوا لنا كتباً جديدة يفهمها الصغار ويحفظها الكبار ... 

 دمتم أشداء على الوجع منصتين لما تحت الكلمة من ضجيج .


موسى مجرد

كاتب يمني / أمريكا

[email protected]

[email protected]