ميشيل سلاكمان
أكثر المراسلين الصحفيين يتسألون بأستغراب عن سبب تهرب الامراء السعوديين من المقابلات
الصحفية، ومن يحظى منهم بمقابلة أميراً ما فقد نال سبقاً صحفياً يحسد عليه من قبل بقية الزملاء وعلى الصحفي الذي يريد أن يجري لقاءاً صحفياً أن ينتظر طويلاً ويقطع شوطاً كبيراً من التساؤلات والاستفسارات عن سبب اللقاء، ونوع الأسئلة التي سوف توجه للأمير وكيفية الحصول على ترخيص المقابلة.
حتى بات مثالاً شائعاً بين الصحفيين (ان مقابلة ملكة انكلترا اهون بكثير من مقابلة أمير سعودي رعديد). في محاولة لأحد الصحفيين لإجراء لقاءاً صحفياً مصوراً مع أحد الامراء البار
زين من آل سعود (أمير حائل) عانى هذا الرجل من المتاعب والمشاق ما لم يعانيه من أراد ان يجتاز غابات الأمزون مشياً على الأقدام.
يقول الصحفي بعد ان اجرى مقابلة مع هذا الأمير على الرغم مما يمتاز به هذا الأمير من قوة الشخصية ووجاهة المنصب، الا انه يبدو غير محترماً من قبل مواطنيه فبينما أنا جال
س معه في محل اقامته في حائل فأذا برجل قروي يدخل عليه، ويبادرهُ قائلا له اني مزارع أعمل في المناطق الريفية القريبة من هذه المنطقة، ثم اشتكى له من سوء المعامله التي يلاقيها من قبل بعض الدوائر الحكومية في المنطقة، قائلاً (ان ولدي الذي هو طريح الفراش الأن يعاني من امراض مزمنه ولا يلقى الرعاية الصحية الكافية، فهو لا يستطيع الحصول على الدواء الذي يحتاجه).
ان السعودية بلد غني والنفط يجري من تحت اقدامنا ولا نستطيع الحصول على متطلبات الحياة الإساسية، وأن ما تدعونه من تقدم المملكة وتطورها ما هو الا أعلام وليس له أي وجه من الحقيقة، وعندما انهى الرجل كلامه، ظهرت على وجه الأمير ابتسامه ساخرة وقال كلاماً ملئه التهكم والاستهزاء، (انك تطعن في انجازات المملكة الكبيرة، وتفعلُ هذه الضجة من أجل مرض ابنك، نحن نقدم الملايين من الدولارات للقطاع الصحي كل سنة. من أجل توفير افضل الخدمات الصحية.
فأنيرى له الفلاح قائلاً لو صح ما تقول لما بقى ابني طريح الفراش في المستشفى كل هذه المدة الطويلة ولنال العناية الصحية المطلوبه التي هي من حق أي مواطن يعيش في هذا البلد.
وبعد هذه المجادله الكلامية بين الأمير والرجل، نظر لي الأمير وقال ان هذا الفلاح لم يكن يجرأ ليتحدث معي بهذا الكلام قبل سنتين أن هؤلاء الفلاحون لا يجب أن يعطوا هذا الحرية ليتحدثوا مع امرائهم بهذه الطريقة فأنا الآن اشعر انه حريتي بدأت تنكمش امام تجاوز هؤلاء الرعاة.
واضاف مراسل (BBC) أن اجراء افلام او مقابلات مع امراء آل سعود تحتاج إلى عدة سنوات من المراجعات للسفارات السعودية في بلدانهم حتى يتمكنوا من الحصول على ترخيص لاجراء حوار مع امير أو تصوير فلماً عن حياته، فهناك تاريخ مر وعصيب في تعامل الأمراء السعوديين مع الصحفيين وأن مشاكل دبلوماسية كثيرة حدثت بين الحكومة السعودية والحكومات الغربية لان المراسلين يكتبون وقائع وحقائق عن فضائح آل سعود الذين لا يرغبون أن يكون تحت الأضواء.
ترجمة:مركز الحرمين للاعلام الاسلامي