Home Articles Orbits من الرئيس ؟!
من الرئيس ؟!
عمر الضبياني
عمر الضبياني
 

إزاء كل هذه التعقيدات والفوضى أصبح من الصعب معرفة من هو الرئيس الحقيقي لليمن.. ولا نقصد الرئيس الذي تم تسميته .

من المتعارف عليه هو وضوح أداة الحكم وطبيعة النظام الحاكم الذي يتمثل بشخصية تتجلى في صورة ملك أو رئيس أو أمير ، إلا أن ما يحدث في اليمن هو إستثناء وخروج عن هذه القاعدة إذ أنها ظلت ولفترة من الزمن ترزح تحت الوصايات الخارجية وتحكمها قوى بأجندة خارجية مع تقسيم الادوار بين العسكر والقبيلة والاسرة.

هذا الثلاثي القاتل ظل ولازال المؤثر في الحركة السياسية اليمنية حتى في الثورة المباركة وُجد الثالوث المخيف بصور لطيفة واطماع كثيفة!واحلام بلا حدود وبالتالي أعاق انتصار الثورة السريع وأثر وجوده سلباً عليها من خلال تواجده في لباس ثوري واستطاعت هذه القوة أن تهيئ لنفسها أرضية على ساحة الثورة والتفّت عليها حتى أوصلتها إلى مرحلة الجمود.

لقد تقمصت هذه القوى أدوراً متعدده ما بين حامي الثورة بالعسكر وداعمها بالنفوذ القبلي لتجسد ماضي ما قبل الثورة من عسكر وقبيلة ونفوذ وكان يفترض ان تسقط هذه الأشياء ببزوغ الثورة على الأقل من أذهان الثوار ، ورغم تقاسم الأدوار إلا أن هناك نقاط التقاء تجمع هذه الآفات كالمصلحة المشتركة والراعي الرسمي الممول وهنا تبرز المشكلة فالكل يسعى إلى تحقيق أجندته من منظوره الخاص وان كان على حساب الوطن ودماء الشهداء وأنيين الجرحى وهذا يظل ضمن المزايدات والمكايدات ، ومع أن شباب الثورة استطاعوا تحقيق المعجزة وكسروا حاجز الخوف بالتوجه للساحات ومن هناك برزت سمات التطور النوعي في الوعي الثوري وقبول التعايش بين جميع مكونات الشعب وإعادة روح الوطنية العالية بعد سحقها خلال ثلاثة عقود مظلمة من عمر النظام المخلوع ومن في فلكه من قوى الشر والتخلف والعمالة.

استطاع شبابنا بقدراتهم العالية وإيمانهم الصادق ان يذيبوا كثير من الفوارق التي لازمته طويلاً وتشكل لديهم وعي جديد من واقع المرحلة والعصر الذي نعيشه في ظل تطور ملحوظ شهد به العالم أجمع، في دلالة واضحة على عظمة الفرد اليمني وحكمته وقدرته على تغليب صوت العقل والتقدم نحو الامال العريضة ونيل حقة في الحرية في طريقه نحو بناء دولة يمنية حديثة يسودها العدل والمساواة ودمل الجروح النازفة من الروح اليمنية ومن جسد هذا الشعب المعلم , ورغم ثقل التركة الذي خلفها نظام العمالة والابتذال وأسرتة سيئة الصيت من أولادة وأولاد أخية وأقاربة وكل عصابات القتل والنهب المنظم لم يُفزع شعبنا حجم التركة وحولها إلى اختبار لإرادة اليمني في تجاوزها وصنع المعجزات كما كان في قديم الزمان! ورغم تشابك وتعقيد الملفاتال شائكة يظل ملف القضية الجنوبية هو البوتقة الذي يتركز عليها الحوار الوطني ليس بكونها قضية عادلة يعرفها القاصي والداني وإنما نتيجة لتأثيرات المرحلة الزمنية التي مرت بها القضية الجنوبية دون معالجة لفترة من الزمن مما أثر سلباً على علاقة اليمنيين ببعضهم البعض وأفرزت مشاعر سلبية غذتها القوى الانتهازية من الجانبين نتيجة الشعور بالظلم والإجحاف وجدت فيه القوى الانتهازية في النظام ضالتهم من خلال تكريس نظرية الحفاظ على الوحدة بأي ثمن في تجاهل تام لحقوق شريحة كبيرة من المواطنين في الجنوب ومن خلال التأكيد على ضرورة الحفاظ على النظام البائد حفاظاً على الوحدة والإيحاء المستمر بأن مصير الوحدة مرتبط بمصير النظام.

وفي الجانب الآخر لعبت القوى الانتهازية الإنفصالية على وتر الظلم والتهميش وظلت تعزف على هذا الوتر لتأجيج مشاعر الكراهية نحو الشمالي غير آخذين في الاعتبار من الذي ظلم ومن الذي ظلم في تجني واضح على الوحدة والشعب وإقحامهما في جريمة التهميش والإقصاء بدون ذنب.

هذا القضية بحاجة إلى التعامل معه بحكمة عالية من خلال الاعتراف بها وإعادة المظالم لأصحابها مع إعادة الاعتبار للوحدة وتنفيذ كل الاتفاقيات السابقة بشأن الوحدة التي تنصل منها نظام صالح سابقاً وغدر بشريك الوحدة ليستفرد بالوطن دون شريك ، وإعادة كل الاموال العامة والخاصة المنهوبة مع كامل التعويض والتفويض لابناء الجنوب الأوفياء في اختيار ما يناسب لصياغة حياة مشتركة يسهم فيها الجميع وتكفل كل حقوق المواطنيين , ضمن هذه الافكار، بجانب هذة القضية الاساسية هناك قضايا أخرى كثيرة وان كانت أقل حدة إلا أنها لاتقل الماً عنها! وبكون المؤامرة الخليجية الامريكية\المبادرة\وقعت عليها أهم القوى السياسية المؤثرة والمحركة كتحصيل حاصل وتجنيب الوطن الصوملة التي روج لها وهدد بها النظام وأسيادة في نجد والحجاز، استطاعت المعارضة ان تنقذ الوطن من الدمار رغم ان المخاطر لازالت محدقة ولازالت عصابات الحكم تعمل في الظلام بدعم سعودي لتدمير ما تبقى من وطن مزقتة أسرة سرطانية خبيثة.

مثلما تخلصت اليمن من رأس الأفعى فإنه أصبح من الضروري التخلص من مخلفاته وأهم مخلفاته هي التبعية للخارج سواء للنظام السعودي أو الولايات المتحدة لأنه من المعيب أن تظل يمن الثورة تتلقى التعليمات من البيت الأبيض أو القصر الملكي السعودي أو سفارتيهما, لقد كان التدخل الخارجي في السابق أمر واقع فرضته ظروف تواجد النظام البائد في سدة الحكم وبنفس الطريقة التي فُرض بها علينا هذا النظام فُرضت علينا سياسته وتبعيته للخارج ولم يكن بالإمكان التخلص من هذه التبعية إلا بالتخلص من النظام أولاً ، مما يستوجب ضرورة إلحاق التبعية به إلى مزبلة التاريخ.

استمرار القتلة من عائلة صالح ومن لف لفهم في إدارة البلاد بالعسكر يشكل تحدي آخر للثورة فهم من يصنع القاعدة بكون عفاش أميرها وراعيها الأول !والعودة للعنوان الذي خرجنا عنه كثيراً من الرئيس؟؟

نظرياً..السيد عبدرب منصور هادي هو الرئيس الشرعي والمنتخب من الشعب وحصل على ملايين الأصوات في ظروف خطيرة ومعقدة ويعتبر اول رئيس شرعي يمني ينتخب , لكن المؤسف أن المؤشرات تدل على أن المخلوع لازال يحرك الوضع نحو الهاوية من خلال عصاباته الإجرامية ولم يستوعب بعد وضعه الجديد بأنه أصبح مواطن يمني مطلوب للعدالة وأن خروجة من السلطة بفضل الثورة تطلب ضمانات ومع هذا لم يحترم شعبه الذي عانى منه ثلاثة عقود فهو لازال يعتقد أنة رئيس رغم أنه خرج بضمانات لا يطلبها الرؤساء. وهناك في الطرف الاخرذلك الغلام الولد السفاح ابنه أحمد والذي سجل اعلى رقم في الجريمة ضد الثورة كون الحرس الجمهوري الذي يقوده حصد أغلب الضحايا من الشهداء والجرحى بعد أن ملّكه والده قوة كبيرة وميزانية ضخمة جداً تم تسخيرها في ترويع الشعب وتدمير الوطن وتقسيمه.

ومن ثم محاصرة رئيس الجمهورية الاستاذ عبدربة منصور بل أن هناك مؤشرات خطيرة حول محاولات إغتيال عبدربة تحت أي ذريعة وهذا الغلام المجرم يعتبر نفسه الرئيس الفعلي والسؤال مرة أخرى من الرئيس ؟ وكيف يمكن التخلص من هذا الأخطبوط بعد أن قام شعبنا شعبنا بخطوات ثورية جسدها بملاحم بطولية تاريخية يعتز بها كل يمني بل كل عربي لما سطره شباب اليمن من تضحيات للخلاص من هذه الأسرة العفنة.

إن نجاح الثورة والتخلص من هذه البقايا لن يكون إلى بالتخلص من رموز الماضي بكل أركانه وإزاحة هذه الرموز من الحياة السياسية بمن فيهم الهاربون إلى الأمام ممن تصدروا الثورة وفي ليلة وضحاها أصبحوا زعماء ثوريين.

إن ثورتنا هي اعظم منجز في العصر الحديث وحلم لامس مشاعرنا طويلاً ولن نقبل بأقل من النصر الكامل تحت أي ظرف.

نحن أما مفترق طرق ويجب الاختيار ما بين كتابة نهاية أليمة للثورة ووأدها عند هذه المرحلة أو قبول التحدي ومواجهة بقايا الأسرة ورموز الماضي حتى النهاية.

ونحن في طريقنا لاستكمال أهداف الثورة لابد أن نحافظ على أول منجز لها وسواءً تم عن طريق المبادرة أو الفعل الثوري فالنتيجة واحدة ألا وهو خلع الرئيس السابق واستلام السيد عبدربه منصور المنصب، لذلك لابد من مطابقة الواقع العملي مع النظري وأن يكون الشعب اليمني مع جميع المؤسسات في صف واحد للمحافظة على هذا الإنجاز ومساندة الرئيس في خطواته الموزونة وقراراته الجريئة ومن أجل هذا لابد أن نعترف بأن الرجل يسير في خط ثابت نحو تحقيق ما يمكن تحقيقه بعقلانية ، وإذا كان الأمر يتطلب المراقبة وإعادة التقييم بين الفترة والأخرى لضمان تحقيق هذه الأهداف فإنه بنفس الأهمية يجب عدم التشويش وافتعال الأزمات والتقليل مما يقوم به هذا الرجل فإسقاط أي فرد من رموز النظام الأسري ليس بالامر الهين في ظل تغوّل هذه الاسرة في مؤسسات الدولة واستفرادها بالنفوذ خلال حقبة حكم صالح بشكل مخيف.

إذن الرئيس هو عبدربه منصور وواجبنا جميعاً أن نرسخ هذه الحقيقة وأن نؤكدها فعلياً ولا يمكنه أن يؤكد هذه الحقيقة منفرداً ما لم تلتف حوله المؤسسات والشعب وإلا كيف يمكن أن نطبق مبدأ حكم الشعب للشعب مالم يكن الشعب مشاركاً بشكل فعلي في السلطة في ظل تواجده السلبي في العمل وعدم المشاركة نحو دفع الرئيس ليكون رئيس.