Home Articles Orbits الجزرة والعصا بين اليمن والسعودية
الجزرة والعصا بين اليمن والسعودية
فتحي القطاع
فتحي القطاع

الان فقط نجزم بالقول ان الاخ الرئيس علي عبدالله صالح يمشي فوق رؤوس الثعابين السامة وليس منذ أن اصبح رئيسا وقائدا عاما للقوات المسلحة في 17 يوليو 78
 الجيش السعودي يدنس التراب اليمني وحلقات الصراع تتسع واستعراض العضلات تتعاظم وسياسة اللف والدوران تجرف في طريقها من يقف ويعارض وينتقد وضرب الاخماس في الاسداس وجعا وصراخا وتساؤلا ماالذي يجري بالضبط ولمصلحة من وكيف ولماذا ومتى ستنتهي الحرب .
السعودية لم تتدخل على مستوى راس السلطة املاءا وتوجيها حتى في اعلان بدء الصوم في رمضان والاعياد الا في عهد الرئيس الصالح ، بينما من قبل ومنذ قيام الثورة حتى الجمهورية الثانية عهد القاضي الارياني كانت تتبع طريق شراء ولاء المشائخ وبعض قطاعات الشعب الضعيفة والمادية الملكيين وماتبقى من اسرة بيت حميد الدين بينما الاغلبية رفضوا واعتبروا العداء لهم ياتي قبل العداء لليهودن اما في الجنوب فعبر بعض قيادة جبهة التحريروماتبقى من امراء السلطنات والمشيخات والامارات واعوان الاستعمار البريطاني .
الرئيس الصالح ايضا حاول نهاية عام80 الخروج من عباءتهم والابتعاد عن توجيهات سفيرهم واصغر موظف في سفارتهم بصنعاء، وكان طلاقا مؤقتا تبعه مباشرة تدبير محاولة انقلاب عام 81 طرفاها عبدالله الاصنج ومحمد خميس وقبل ايام من سفره الى الاتحاد السوفيتي وكشفت المحاولة وقتل المتهم الثاني وسجن الاول واجلت الزيارة وبعد شهور قليلة زار الاتحاد السوفيتي واستقبل استقبال الابطال بخروج الزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف الى المطار لاستقباله في المطار بالقبل والاحضان وكان البروتوكول السوفيتي وقتها يقتضي ان يستقبل الرئيس الضيف رئيس الوزراء في المطار ثم تتم المراسيم الرسمية في الكرملين ، استمر الرئيس في التنطط هروبا من ضغوطات السعودية لاعادته الى بيت الطاعة ومن الغام العقيد معمر القذافي في المناطق الوسطى والعلاقة المتوترة والحذرة مع الشطر الجنوبي ، دول الخليج لم تكن لتقبل اي متمرد على الرياض( لكنهم قد يختلفون مع السعودية كانسحاب السعودية من دورة الخليج لكرة القدم العاشرة التي اقيمت في الكويت عام 90بسبب حصانين شعار الدورة تقول السعودية انهما استخدما في حرب سابقة بينهما ومهدت الطريق لفوز العراق وبعد شهور قليلة تنقلب الاية ويغزو العراق الكويت وتلجا الاسرة الحاكمة الى السعودية، وقطر تتحدى الرياض في اشتباك حدودي عام 92، ونزاع عماني سعودي وبحريني سعودي وحاليا خلاف اماراتي سعودي وهلم جرا
 فكان الملجا والمتنفس له بتولي الرئيس علي ناصر جميع مقاليد الامور في الشطر الجنوبي منتصف عام 80 واستعادة العلاقات مع مصر حسني مبارك توجت بتوقفه في صنعاء وهو في طريقة الى اديس ابابا لحضور القمة الافريقية ن وبعدها بفترة قصيرة زيارة صالح الى القاهرة وحضوره مع مبارك حفلة غنائية في دار الاوبرا شارك فيها الفنان اليمني احمد فتحي ،
في اشتباك حدودي محدود بين قوات يمنية وسعودية تم اسر مجموعة من الجنود فاتضح انهم باكستانيون فسلموا الى سفارة بلادهم في صنعاء فدعى ذلك التصرف الانساني الرئيس الباكستاني ضياء الحق عام 87 بدعوتة لزيارة باكستان واستقبل استقبالا رسميا كبيرا وقلد وسام نيشان اعلى وسام في باكستان
وفي عام 94سهل مغادرة المعارض السعودي د. محمد المسعري امين عام لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية الى بريطانيا بجوازسفر يمني ،
وعاد الرئيس المشاكس مرة اخرى الى احضان السعودية في لعبة القط والفاروتبادل الادوارولعب لعبته الكبيرة ضربة المعلم كما يقولون ضدهم باعلان شركة هنت الامريكية عام84اكتشاف النفط في اليمن الشمالي وحضور نائب الرئيس جورج بوش الاب شخصيا الى صحراء مارب في يوم شديد الرياح لافتتاح محطة التكريرالرمزية ، وافاد بذلك الجنوب حيث اعلنت الشركات السوفيتية التي تعمل منذ سنوات وتماطل في اعلان نتائج عملها باكتشاف النفط في اليمن الجنوبي بل وبدء التصدير قبل الشمال ويومها تلقى السعوديون صفعتان على الوجه وكان طلاقا بائنا بالثلاث هذه المرة وكانت الضارة النافعة حرب ضرب ناقلات النفط في الخليج من قبل العراق وايران والتي فتحت عين بوش المستثمر النفطي الذي تملك عائلته اسهما كبيرة في شركة انرون النفطية العملاقة التي تتبعها هنت على اليمن واصم اذنيه عن ممانعة السعوديين واعتراضهم
وعندما تمت الانتخابات الرئاسية الامريكية عام 88 تحمست اليمن ووسائل اعلامها لبوش امام منافسه الديمقراطي من اصول يونانية مايكل دوكاسيس اكثر من الامريكيين الجمهوريين وهللت لفوزه ودعا بوش الرئيس لزيارة واشنطن وسافر بطائرة الرئيس العراقي صدام حسين الخاصة
وجاء قيام مجلس التعاون العربي كمرادف للمجلس الخليجي والاتحاد المغاربي واصر صدام على انضمام اليمن اليه امام معارضة مصر
وعزز صالح من قوته وتمت الوحدة بين اليمنين عام 90 وكان العالم معها طبعا باستثناء ال سعود
وحلت كارثة حرب الخليج الثانية عام 90 وكشف المخطط السري للعراق ..اليمن.. السودان.. الاردن .. منظمة التحرير بتقاسم ثروات الخليج ، اليمن والاردن كانتا عينهما على السعودية فقط اليمن باراضيها المسلوبة وتحقيقا لنبؤة عرافه الشخصي بانه سيحصل على نصف السعودية عند التقسيم، والاردن بعرش مملكة الحجاز المسلوب من جدهم الشريف حسين دونا عن باق دول الخليج اما العراق فكانت عينه وشهيته مفتوحة على الكل وفي المقدمة الكويت فوقعت اليمن في الفخ اي فخ مجلس التامر العربي كما اسماه مبارك ظنا منها ان ادارة بوش موافقة وقد اعطت الضؤ الاخضر لذلك واكتشفت في مابعد العكس وبدا الحساب والعقاب ينهمرمقاطعة وطرد عمال
وفي مؤتمر صحفي اعلن الرئيس بعد ان ضاق بالحملة التشهيرية ضده من وسائل اعلامها ان زيارته اليها اي السعودية قبل الاحداث هي الزيارة الاخيرة ففرحنا وقلنا اخيرا فعلها الرئيس ، فرُممت بعض العلاقات خاصة مع امريكا ولكنهم رفضوا دعوته لزيارتهم ثانية واستمرت الابواب موصدة مع الباقي
وحلت حرب 94 ومحاولة الانفصال وتم تصفية الحسابات الكويتية والسعودية مع صالح وبدات بعض دول الخليج سلطنة عمان والامارات تشير الى علي سالم البيض زعيم الانفصال بالرئيس ووقوع اسلحة سعودية متنوعة في يد الجيش اليمني
وبدا السعوديون ووسائل اعلامها المحلية والدولية كمجلة المجلة والام بي سي باحياء الامامة بمقابلات مع اخر الائمة محمد البدر وقادة الانفصال وكتابها وبمقالات سب وشتم من الوزيرغازي القصيبي وغيره وبكتابات هجومية من اعلام الكويت عبرالنائب البرلماني المرحوم د. احمد الربعي الذي وصف الرئيس بانه نسخة من صدام وغيره الذين وصفوه بصدام الصغير واستمر الضغط السعودي رغم هزيمة كل الاطراف الداعمة لاعادة الاوضاع الى ماقبل عام 90 ولكون الرئيس قد بدا يعد العدة لخلافة احد افراد اسرته في الحكم وتحويل النسبة الكبيرة من خزينة الدولة المحدودة العائد الى تعزيز قوة الجيش والحرس الجمهوري والقوات الخاصة وشراء الولاءات وتجويع الشعب
وعاد الرئيس هذه المرة من جديد بعد انكفاء المحلل صدام حسين المحاصر والمقاطع وبصم على كل ماطلبته ومالم تطلبه الرياض منه وبالطبع التنازل عن مليون كيلو متر مربع وداعب الملك بانه يعتبر ولي العهد الامير سلطان مندوب اليمن لدى ال سعود وليس العكس
اليوم يسمح الرئيس بدخول القوات السعودية الى الاراضي اليمنية لضرب الحوثيين بحجة وجود الايرانيين وحزب الله ومقتدى الصدرالى جانبهم وهو الذي سمح عام 202لطائرة امريكية بدون طيار بقتل القائد الاسلامي الحارثي واعتبرها هدية للرئيس لبوش الابن معتبرا طالما انها حرب بالوكالة بين ايران والسعودية سياسية لتهديد المصالح الامريكية في حال تعرض منشآتها النووية لهجوم ومذهبية شيعية وهابية وفي الحروب كل شئ جائز والمستحيل يصبح ممكنا ، و اكيد لم ينس مافعله الرئيس الاريتري اسياسي افورقي عندما سمح لما كانت تسمى بالقوات الشرعية بضرب مواقع ماكان يسمى بالانفصاليين في الجنوب عام 94 من المجال الجوي الارتيري مقابل وعود بتسوية موضوع الجزر معه وعندما لم يتحقق الوعد اعتدى واحتل عام 95 جزر يمنية واسر فرقة حامية الجزيرة بقيادة المرحوم العميد محمد الكهالي قائد لواء الحديدة الذي طالب في اجتماع سابق لضباط القوات المسلحة بمنح الرئيس رتبة المهيب وطافوا بهم في شوارع اسمرة كالمجرمين وقطاع الطرق
مالم يعلم به البعض ان الحوثيين رفعوا علم اليمن في اراضينا السابقة وانهم ينوون عند تبادل الاسرى مبادلة الاسرى السعوديين بسجناء يمنيين قابعين في زنازين ال سعود منذ سنوات لم تقدم لهم الحكومة اليمنية شيئا ، من قبل كانوا يقتلون جنودنا على الحدود ويسرحون ويمرحون كما يشاؤون وهاهم اليوم
ياالهي يعيدون المتقاعدين الى الخدمة العسكرية من شدة الضربات ومن قوة المواجهة والمفاجآت