Home Articles Orbits إغلاق السفارة بين حكومة لا تتحمل مسؤوليتها ومملكة لا تأبه
إغلاق السفارة بين حكومة لا تتحمل مسؤوليتها ومملكة لا تأبه
فتحي أبو النصر
فتحي أبو النصر


أشعر بالأسى على مصالح الناس المعطلة بسبب استمرار اغلاق المملكة لسفارتها في صنعاء : ماذنب المتضررين من هكذا مزاجيات رعناء غير مبررة اخلاقيا كما لاتمت لشرف العمل الديبلوماسي بصلة ؟
ان قيادتنا بلا حنكة ووزارة الخارجية بلا احساس يذكر للاسف بحيث جعلت السعودية مشكلة شخص بمثابة عداوة ديبلوماسية صريحة وشائنة نرفضها تماماً مثلما نرفض ماتعرض له قنصلها على ايدي الارهاب ..ولعلنا نعرف ان الارهاب مشكلة عالمية وليس مشكلة يمنية فقط ..وإذن : فلنتعاون جميعا ضده عوضا عن ان القاعدة تصدرت لنا تاريخيا من السعودية في الاساس فيما تكبدنا بسببها مايفوق الوصف كما أرجو ان لايزايد احد علينا في مواجعنا جراء الارهاب حتى وان كنا فقراء كما بسياسيين استغلاليين وفسدة لا ضمير لهم ولا وطنية سليمة خاضعين ولائهم لآل سعود حتى في اقصى لحظات الاهانة كما هو حاصل بعد عملية اغلاق السفارة في وجوه آلاف المتضررين ..المهم : ثمة خسائر واضرار وازمات بالجملة ماديا ومعنويا يعانيها مواطنون منتظرون لوضع حد لائق بانهاء معاناتهم المتعددة جراء هذا الاغلاق ..الا ان الحكومة الموقرة لم تتحمل مسؤوليتها في احتواء الموقف حسب ماينبغي مايجعلنا نعتبر هذا السلوك الرسمي اليمني السلبي جدا على انه جزء اصيل من عدم انقطاع ساستنا الاوغاد عن تعريضنا مرارا لهرق ماء الوجه الشعبي تحت رحمة المملكة المفرطة في غناها واستخفافها ولامبالاتها وشراء ذممهم ايضا وبمايجعلهم غير امناء على مصالح شعب لاتنقطع معاناته لهذه الاسباب المستمرة منذ عقود ..غير ان الانكى بالطبع هو استمرار السكوت الاعلامي والسياسي عن القضية - وربما كي لانجرح مشاعر ال سعود اصحاب الحظوة العليا لمسؤولينا - لكن بما يزيدنا في الاذلال الجمعي كما يراكم من حجم السخط والقهر الشعبيين على الجانبين في آن ..لذلك علينا ان نخلص الى ان اغلاق السفارة بهذا الشكل السافر الذي يترك انطباعا غير جيد عن تعامل السعودية بصيغة عقابية بغيضة وأسوأ لم تعد محتملة على الاطلاق ضد شعب بكامله : اجراء معتوه وصلف يزيد من اضرار المصالح العليا المشتركة بين الدولتين الشقيقتين حسب مايفترض في حين يصيب اواصر الود الشعبي في الصميم فضلا عن انه اجراء عنجهي للغاية وهو لايضع اي اعتبارات ولو انسانية منذ شهور للاسف .. 
من هنا -وببساطة تامة مثلما دون اي تحفظات سياسية مقرفة كذلك -لي ان القي الاسئلة التالية وبالصوت المليان لمسؤولينا ومسؤوليهم على السواء : ألا تخجلون فعلا؟ ألا يوجد عقلاء بينكم ياهؤلاء فعلا ؟ وهل فعلا هكذا يكون الجزاء العادل لشعب عزيز كان ولايزال يتجرع منكم مختلف المتاعب والمرارات وشتى صنوف عدم الانصاف والتقدير فقط ؟