Home Articles Orbits بين إيران والسعودية : علينا الارتقاء إلى المستوى الوطني العقلاني
بين إيران والسعودية : علينا الارتقاء إلى المستوى الوطني العقلاني
فتحي أبو النصر
فتحي أبو النصر

 ليس من المعقول أن نبتهج لمجرد أن إيران قد نقلت صراعها مع السعودية إلى اليمن إن اليمن أشد انهاكاً، فيما لن يحتمل تمزق نسيجه الوطني أكثر

ويستطيع اليمنيون إذا امتلكوا الإرادة المأمولة كسر هيمنة آل سعود الأكثف حضوراً وشناعة في بلادهم ..غير أن ما لايطاق الآن هو الخطر الجديد

 لذلك على اليمنيين أن يرتقوا إلى المستوى الوطني العقلاني بدلاً من التحيزات الضيقة المهووسة ..أن يتنازعوا من أجل خلق الدولة وتحقيق المواطنة المتساوية قبل أن تأتي اللحظة الماحقة التي لن ينفع عندها الندم

 وإذ علينا أن نناضل ضد استمرار مسك السعودية بخناق اليمن على هذا النحو البغيض الذي تراكم منذ عقود ، ليس علينا بالمقابل سوى أن نشذ بشدة عن العصبية المضادة للعمالة الى إيران، بحيث أن هنالك من يعتقد سخفاً - من المؤيدين لأحد من الجانبين -بأن الإتجاه إلى إيران سيقوض تمركزات السعودية القائمة هنا، وليس من عجب كذلك أن هنالك من يرى العكس للأسف، مايعني ان الجنوح إلى المصلحة وتأجيج الصراعات صار يغوي كثيرين بمبررات واعتبارات واهية شتى مايجعلهم ينتفعون على حساب أوجاعنا الجمعية فقط

 على ان تلك التجاذبات السياسية اللاوطنية بالتأكيد لاتنطوي إلا على مصائب تتفاقم خدمة للايديولوجيا الاستراتيجية العليا الأنانية للدولتين هنا واقليميا إضافة إلى خدمة شقيها الوهابي الاثنعشري الدخيلان علينا تماماً .. وعلى اليمن أن تنجو بأحلامها من رعاة التبعية والخراب والإنهيار .. أن تنجو من قلب العاصفة الطائفية وكراهياتها وصراعاتها ومصالحها الشريرة الحافلة بالمآسي، فيما توطيد الولاء الوطني هو الذي تفتقده غالبية النخب المرتهنة ماسبب لنا كثيراً من التشوهات والهزات وصولاً إلى محاولات محق النسيج الوطني ورهن المصير والمستقبل أيضاً..

 وبالطبع علينا أن لا نيأس في نضالاتنا حتى تحقيق تلك اللحظة التي نتحرر فيها من كل أعدائنا في الداخل والخارج بدون إستثناء ، وقبلاً كي لاتصاب نضالاتنا بالتناقض من أجل يمن مدني ديمقراطي متجانس بإرادة كريمة وسلام اجتماعي وبلا أية استلابات