Home Articles Orbits دعوة الى كتابة التأريخ بحيادية وموضوعية
دعوة الى كتابة التأريخ بحيادية وموضوعية
محمد شمسان
محمد شمسان

                دعوة الى كتابة التأريخ بحيادية وموضوعية

                      ونظرة لمذكرات عدد من السياسيين والمناضلين هل يعتد بها ؟ -

مدخل :

ليس من السهل البحث عن حقيقة حدث ما في ضل معلومات ووثائق وبيانات متناقضة ومتباينة حملتها مراجع وكتب حاولت رصد وتوثيق تأريخ ذلك الحدث . وهذا ماحدث معنا نحن جيل ما بعد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م حيث نحاول البحث عن حقيقة هذه الثورة المجيدة ومعرفة تفاصيل احداثها مجرياتها بين عشرات الكتب والمذكرات لعدد من المؤرخين والمناضلين الذين قدموا جهدا كبيرا في سبيل ايصال الحقيقة ونقلها للاجيال التي تأتي بعدها لتتعامل مع تلك المراجع كوثائق تأريخية يعتمد عليها في معرفة الحقيقة التي يصعب الحصول عليها من خلال هذه المراجع كونها اختلفت كثير في روايتها لبعض الاحداث واتفقت في بعضها .

وان كانت رحلة البحث عن حقيقة ثورة سبتمبر وصفها الدكتور المرحوم عبدالرحمن البيضاني في كتابه اسرار ووثائق ازمة الامة العربية وثورة اليمن بالرحلة الشاقة وهو الامر الذي ذهب اليه الباحث والمؤرخ السياسي اليمني الاستاذ قادري احمد حيدر في كتابه (ثورة 26 سبتمبر بين كتابة التاريخ وتحولات السلطة والثورة ) حيث دعا الى فتح حوارات جادة وموضوعية من اجل اعادة قراءة مسار الثورة السبتمبرية وبما يقود الى الاثراء واغناء الجدل الابداعي المخصب والمحفز حول الثورة اليمنية بعيدا عن عقل السلطة , فأنه من الممكن التوصل اليها ومعرفتها اذا ما استمر البحث عنها في أفاق جديدة تساعد على اخراج ما تم اخفائه والتستر عليه من قبل السلطة السابقة التي عمدت على تقديم ما يتوافق معها ومع سياساتها وتجاهلت معلومات وشهادات تأريخية كانت ربما كافية للمساعدة في معرفة الحقيقة ولعل حديث المناضل عبدالله الضبي الذي اشار اليه الكاتب قادري حيدر في كتابة السابق الذكر عندما قال وعلى لسان الضبي (لا يزال هناك الكثير من الحقائق التي تحتاج الى توثيق ويمكنني الاسهام بذلك في الوقت المناسب ) كما اورد الكاتب على لسان الدكتور عبدالعزيز المقالح ( لقد ظهرت عن الثورة اليمنية عشرات الكتب لكن ايا منها لم يكن في مستوى ذلك الحدث العظيم ومازالت الثورة تنتظر من يكتب مسيرتها بطريقة اكاديمية تضع حدا للكتابات الانشائية والصحفية )

 

 مصادر كتابة تأريخ الثورة وانواعها .

تعددت المذكر ات التي صدرت وما تزال تصدر لبعض السياسين والمناضلين الذين شاركوا في الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962م واختلفت اقوال البعض الاخر التي سطرتها بعض المراجع لعدد من الكتاب والصحفيين و التي جاءت كمقابلات صحفية او شهادات ادلى بها بعض السياسين او المناضلين في مناسبات مختلفة، وجميعها تهدف إلى صياغة تاريخ الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962  م

ويمكن تصنف او تقسيم تلك المذكرات او الشهادات الى قسمين:

القسم الاول   مذكرات   لبعض من السياسيين والمناضلين من القطاع العسكري واغلبهم من المؤسسين لتنظيم الثورة ) تنظيم الضباط الاحرار) والبعض منهم ممن شاركوا وتحملوا قيادة الثورة ولم يكونوا من المؤسسين او اعضاء في التنظيم الضباط الاحرار مع أنهم ايضاً من العسكريين .

والقسم الثاني مذكرات واقوال البعض الاخر وجميعهم من القطاع لمدني من ابناء الشعب اليمني وشاركوا في قيادة التنظيم والثورة والبلاد، وهم  ايضا من المساهمين الاوائل في احداث التغيير في منظومة الحكم السياسي في البلاد منذ ثلاثنيات القرن العشرين وهم اولئك الذين لا يمكن ان يذكر اي تاريخ معاصر من دون ذكرهم وذكر نضالهم ومواقفهم التاريخية في جميع مسيرات النضال الوطني بمختلف المراحل التاريخية  ويمكن ان يواخذ على هذه المذكرات والاقوال العديد من الملاحظات وبإيجاز سريع مايلي :

   اولا : مذكرات واقوال وشهادة السياسيين العسكريين قد شابها التكثيف الذاتي والاناء , و يلاحظ ذلك من خلال ابراز الدور الريادي والقيادي العسكري على حساب الدور المدني بقصد وبدون قصد وتحجيم دور المناضلين من ابناء الشعب اليمني احياناً والقفز على النضال السياسي المدني احياناً اخرى .

من خلال اتساع دور القطاع العسكري ليشمل مساحة 80٪ من مساحة النضال الوطني في جميع المراحل والمحطات والاحداث التاريخية .

كما سطرته مذكرات واقوال الراعي واقول يحيى المتوكل والدفعي وجزيلان واخرون .

التي حاولت تحجيم ذلك الدور للسياسيين المدنيين واظهاره في اقل من دوره الحقيقي الذي يعرفه معظم من عاصر تلك المرحلة التاريخية بل ومن قبل تلك المرحلة في 1948م و1955 و1961م .

وقد وصل ذلك احياناً الى تغييب ادور مناضليين كبار عبر مراحل مسيرة النضال الوطني امثال عبدالقوي حاميم ومحمد قايد سيف بل وتعدى الى ومحاولات التقليل من الدور البارز للمناضل الوطني الابرز عبدالغني مطهر والغاء دور الدكتور البيضاني كاملاً في تلك المذكرات واغفال بعض اعضاء مجلس قيادة الثورة كمحمد مهيوب ثابت وعلى محمد سعيد والطيار عبدالرحيم عبدالله وجميعهم كانوا ضمن اول تشكيله لمجلس قيادة الثورة الذي اعلن عنه في يوم 27سبتمبر 1962م أي بعد يوم واحد من الاعلان عن الجمهورية كما ورد في كتاب (اوجاع اليمن ) للدكتور البيضاني .

ثانيا : مذكرات وأقوال وشهادات السياسين المدنيين وهي الاخرى يمكن ان يوخذ عليها محاولة ابراز الدور السياسي المدني واعطائه مساحة واسعة عبر مختلف المراحل التاريخية في مسيرة النضال الوطني تزيد وتغالي عن مساحتها الفعلية في الواقع وعلى الارض وعلى حساب الدور التاريخي للسياسيين العسكريين اكانوا اعضاء مؤسسين او اعضاء عاديين في تنظيم الضباط الاحرار او عسكريين لم يكونوا اعضاء او مؤسسين في تنظيم الضباط الاحرار ويلاحظ محاولات التضخيم والذاتية ووضوح الانانية السياسية الزائدة التي جاءت في مذكرات العديد من اصحاب المذكرات والاقوات والشهادات سطرتها مذكرات د . عبدالرحمن البيضاني في كتاب ثورة اليمن وازمة الامة العربية، أحمد محمد الشامي في كتابه رياح التغيير في اليمن واقوال وشهادات الفسيل، الارياني، الربيعي، المعلمي في اسرار ووثائق   الثورة اليمنية   ووثائق اولية، أحمد جابر عفيف، البيضاني يرد على البيضاني واخرون .

ومن خلال ما تقدم يمكن ان نصل الى سمة اساسية ومشتركة اظهرتها تلك المذكرات التي سطرها معظم السياسيين في القطاع العسكري ومعظم السياسيين في القطاع المدني .

او تلك الاقوال والشهادات التي ادلى بها السياسيين عسكريين ومدنيين في العديد من المقابلات والشهادات فيالندوات والتياعدها او نظمها مركز الدراسات والبحوث وكانت تتضارب احياناً وتتباين احياناً وتتناقض احياناً اخرى .

وخصوصاً في بعض مراحل ومحطات تاريخية عادية   واحياناً هامة ومفصلية كمراحل الاعداد والتجهيز و حتى يوم   26 سبتمبر وما يليها من مراحل ووصولا الى   عام 1970م ولكن يمكن ان يعود كل ذلك التباين او التناقض احياناً الى عدم التوثيق التاريخي زماناً ومكاناً والاعمال على الذاكرة والسرد التاريخي بعد الاحداث ربما بعقود زمنيه هذا من جانب ومن جانب اخر الافتقار الى الوثائق الاساسية والاصلية، كالمحاضر والمراسلات والقرارات والتوصيات التي تساعد الكاتب في السرد وفق الاحداث في مكانها وزمانها و التي كانت لو توفرت لمكن ذلك من   الابتعاد عن المبالغة في الادوار الشخصية ووضع الاحداث التاريخية في سياقها الصحيح ومع ان الثورة طاقة داخلية تفجرها الشعوب بأعماقها ولا يمكن تصديرها من الخارج ( 1 )

إلا أنه ومما لا شك فيه ان تناول اية كتاب للتاريخ بعيداً عن الاطروحات والافكار والمفاهيم التي كانت قد رافقت وترافق مع قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م فإنه لا يمكن اغفال اثر الدور القومي العربي لمصر عبدالناصر واثر ثورة 23 يوليو 1952م والدعم المادي والمعنوي التي قدمته لثورة 26 سبتمبر خصوصاً وانها قد جاءت بعد فشل مشروع     الوحدة    العربية بين مصر وسوريا وهو ما يعتبرها بعض الكتاب الرد السريع لسقوط الوحدة . ( 2 )

وكذلك لا يمكن انتصار   حركة التحرر العربي في ثورة تموز العراق وثورة الجزائر، وبنفس القدر لا يمكن الابتعاد عن صراع القوى العالمية حينها خصوصاً وانها اي ثورة سبتمبر 62م قدجاءت بعد مقدمات ومحاولات جماعية سابقة فاشلة كحركة 1948 و1955م ومحاولات فردية التي اردت احداث التغيير كمطلب ملح وضروري للشعب اليمني عبر وسائله الاغتيالات ولأن تنظيم الضباط الاحرار كان هو الاداة الثورية التي انيط به احداث التغيير المطلوب كان قد جاء ليشكل نقلة نوعية وكبرى متقدمة على الوعي الاجتماعي والسياسي التاريخي . وقد تحقق ذلك فعلاً ومتأثر وتأثير مباشر وغير مباشر من 23 يويليو 1952م وتنظيمها تنظيم الضباط الاحرار وذلك واضحاً من خلال ذلك التشابه بين التنظيم ( الضباط الاحرار ) في مصر واليمن والتقارب الكبير في صياغة الاهداف الستة لثورتي 23 يوليو 52م و26 سبتمبر 62م .

وهو ما اتفقت عليه جميع المذكرات والكتابات المراجع   واقوال وشهادات السياسيين عسكرين ومدنيين,وانه ومن خلال قراءة متأنية و متابعة لمجمل تلك الكتابات التاريخية والمذكرات التي تحاول صياغة تاريخية للثورة 26 سبتمبر 62 او تلك الاقوال والشهادات التي تمتلئ بها اصدارات مركز الدراسات والبحوث التي كانت بشكل ندوات او كتابات لبعض الكتاب المهتمين بالتاريخ المعاصر مثل «26 سبتمبر دراسات وشهادات» «التاريخ السري للثورة اليمنية» عبدالله جزيلان تعتبر مذكرات اللواء عبدالله جزيلان وكتاب «اسرار ووثائق الثورة اليمنية» كل من المرحوم صالح الاشول، ناجي الاشوال، محمد الخاوي، عبدالله صبره، عبدالله المؤيد واخرون   والتي يواجه فيها القاري الحصيف بل والعادي  ملاحظه اولية وسريعة لمعظم تلك المذكرات والكتابات للسياسسين مدنيين وعسكريين كانوا قد شاركوا وقادوا الفعل الثوري ابتداء من الاستعداد والتجهيز وتفجير ثورة 26 سبتمبر 62م وما تلها من نضال وصمود بطولي في تثبيت موااقع الثورة المتقدمة حينها وصد الهجوم المضاد سرطته ملحمة السبعين وتلك الملاحظات لا تحتاج الى أيجهد كبير في انها اي تلك المذكرات والاقوال والشهادات في معظمها ان لم يكن مجملها قد ابتعدت قليلاً وكثيراً عن الحياد والموضوعية وججمعت الذات الشخصي على حساب الجمع الموضوعي وذلك من خلال التعاطي وفق فرض منطق المفاهيم الخاصة للاشخاص وبالتالي كتابة التاريخ بأثر رجعي واسقاطات ارادية اودونها   معاصرة على تاريخ سابق كان وتحقق كجزء من التاريخ الوطني للشعوب وجزء اصيل واساسي من نضالات الشعوب ضد الاستبداد بإعتبار التاريخ الوطني للشعوب هو ذاكرته السياسية والثقافية .

ويمكن ان يتضح ذلك من خلال قراءة موضوعية بهدف الوصول الى مقارنة لأوجه الاتفاق والاختلاف بينها في أهم المفاصل التاريخية .

 اولا اوجه الاتفاق :

- اكدت معظم المذكرات والاقوال والشهادات بأن الخلفية التي قادة لفكرة انشاء  ) تنظيم الضباط الاحرار ( جاءت بعد ثورة 23 يوليو 1952م وتاثر بها وبتنظيمها الضباط الاحرار في مصر واثر المناخات القومية والاقليمية والعالمية في مفاهيم الثورة .

واتفقت جميعها على ان الدعم المصري المباشر للثورة الذي لولاه لما نجحت ثورة 26 سبتمبر 1962م لكان مصيرها مصير 1948 كما جاء في جميع تلك المذكرات والاقوال والشهادات كمذكرات جزيلان والسلال والبيضاني وعبدالغني مهطر والزبيري والنعمان وفي معظم اصدارات مركز الدراسات والبحوث كا اسرار ووثائق الثورة (التاريخ السري للثورة اليمنية (

- اتفقت معظم تلك المذكرات والكتابات والاقوال والشهادات على ان انعقاد اول اجتماع تاسيسي للتنظيم الضباط الاحرار  تم   بمنزل الملازم عبدالله المؤيد في مدينة صنعاء .

- أكدت جميع تلك المذكرات والشهادات والاقوال للسياسيين و اصحاب المذكرات وكتابات العديد من المهتمين بالتاريخ في الشان اليمني بأن قيادة الثورة - السلال، جزيلان، الجائفي لم يكونوا ضمن قيادات واعضاء التنظيم ( الضباط الاحرار ).

- غياب الهيكلية التنظيمية التي اعتمدت على العفوان في اللقاءات والاجتماعات وطابع العلاقات الشخصية في الاستقطاب حتى اكتمال البناء التنظيمي بعد انتخاب القاعدة التأسيسية .

- غياب التوثيق والافتقار الى الوثائق بفعل الدواعي الامنية التي كانت تجعل لزوم حرق الوثائق في اصول محاضر الاجتماعات وما تصدره من قرارات وتوصيات بدواعي السرية والامن كما سطر مذكرات جزيلان، الراعي، المتوكل، الاشول، وشهادة الفسيل، الارياني، عبدالسلام صبرة، الجائفي، الدفعي، اسرار ووثائق الثورة .

وفي تلك الوثائق التي نشرتها تلك المذكرات والكتابات وهي نادرة كما جاء في اوقال الراعي، المتوكل، في كتاب الاستاذ الصحفي صادق ناشر(حكاية ثورة وثوار ( والمتوكل . وهي لا ترتقي الى الوثائق التاريخية مثل محاضر الاجتماعات واللقاءآت فهي اقرب الى الخواطر والروى والمقالة   .

  اتفقت اغلب المذكرات في ان الشهيد علي عبدالمغني القائد الفعلي للتنظيم وتفرد مع زميله الشهيد محمد مهطر زيد بالشخصية الكارازمية بين زملائهم الاعضاء .

كما ذكرته كتابات عديدية ومعظم المذكرات والاقوال قادري احمد حيدر ) مصدر سابق  ( وعبدالغني   مطهر (يوم ولد اليمن) واقوال احمد جابر عفيف في ندوة مركز الدراسات ، الراعي، المتوكل، في كتاب عبدالله الراعي لصادق ناشر، و البيضاني، ثورة اليمن وازمة الامة العربية .

ثانياً اوجه الاختلاف :

- تباينت بعض الكتابات وتقاربت بعضها في اصل نشأة التنظيم اذ سطرت بعض المذكرات والاقوال والشهادات بان تاريخ نشأة التنظيم في يناير دون ذكر اليوم من عام 1962م كما جاءت في سطور اقوال الراعي (ثورة وثوار ) و   في     اسرار ووثائق، المتوكل حضور في قلب التاريخ , فيما كانت عند مذكرات البيضاني هو في ديسمبر من دون ذكر تاريخ اليوم عام 1961م كما اوردتها سطور ومذرات جزيلان واقوال ناجي الاشوال كما جاءت في كتاب قادري احمد حيدر ) ثورة سبتمبر بين كتابة التأريخ.....)    والخلفية التاريخية للتنظيم الضباط الاحرار ثورة 26 سبتمبر في كتابات وابحاث لعبد الكافي الارحبي .

- في تسمية التنظيم تباينت وتعارضت تلك المذكرات والاقوال حيث اكدت بعض المذكرات بأن فكرة التنظيم لم تكن فكرة جديدة بل هي امتداد للتنظيم سابق عسكري كان يقوده اللقية والخولاني والعلفي ولطف الزبيري .

كما جاء في سطور مذكرات المقبلي واقوال وشهادات المعلمي والفسيل والمروني وحسن المقدمي . في اسرار ووثائق الثورة 26 سبتمبر ندوة في مركز الدراسات .

فيما ينفي ذلك اكثر المذكرات والاقوال والشهادات وتوكد بان لا علاقة بين تنظيم الضباط الاحرار واي تنظيم سابق له كما سطرتها مذكرات جزيلان، الاشول، البيضاني، واقوال وشهادة السلال، والارياني والدفعي والرحومي

- في التسمية اكدت معظم المذكرات والاقوال والشهادات في ان التسمية كانت تنظيم الضباط الاحرار، مذكرات البيضاني، عبدالغني مطهر، جزيلان، الرحومي وفي اقوال المتوكل والسلال والارياني وعبدالسلام صبرة والدفعي واخرون .

فيما ذكرت بعض المصادر من ان الاسم هو منظمة الضباط الاحرار وليس تنظيم الضباط الاحرار كما ذكرتها مذكرات اسرار ووثائق الثورة اليمنية - اقوال الخاوي، الرحومي، الدفعي في التاريخ السري للثورة وما اورده كتاب قادري احمد حيدر، مصدر سابق .

فيما عند الراعي منظمة الاحرار في البداية تطورت او تحولت الى تنظيم الضباط الاحرار فيما بعد في كتاب صادق ناشر، مصدر سابق .

- حتى الاجتماع التأسيسي الاول المنعقد في منزل الملازم المؤيد والذي تم حضور من قبل 15 عضواً عند البعض كما جاء في سطور مذكرات جزيلان، فيما الراعي المتوكل كما اوردها كتاب صادق ناشر ان القوام الذي انعقد به اول مجلس تأسيسي كان 11 عضواً فقط غياب اربعة اعضاء كما اوردها كتابات وابحاث اصدار مركز الدراسات .... عبدالكافي الارحبي . تحت عنوان الخلفية التاريخية، مصدر سابق .

اختتام :

من خلال هذه القراءه المبسطة في كتب ومذكرات المناضلين والسياسيين والمؤرخين يتضح لنا حجم الاختلاف والتباين في سرد احداث وتفاصيل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ما يعني ان الحقيقة لا تزال منتقصة وان كما هائل من المعلومات لا تزال مخفية يجب التحري والكشف عنها وذلك من اجل كتابة التأريخ بشكل موضوعي وحيادي كامله بعيدا عن تأثير السلطة او الاناه او أي ابعاد اخرى تحجب ايصال الحقيقة اوتعيق توثيقها التوثيق الصحيح

ولكي نستطيع ان نقدم للاجيال القادمة مراجع تأريخية تتضمن نقل الحقيقة كاملة وبطريقة سليمة علينا ان نتجرد من ذواتنا ونعطي كلا ذي حقا حقه دون انتقاص او تقليل من دور او مكانة احد مهما كانت خلفيته او انتمائه , وقد يساعد في تحقيق ذلك التحول السياسي الذي جائت به ثورة التغيير الشبابية الشعبية السلمية في اطار ثورة الربيع العربي وهي فرصة كبيرة لاعادة قراءة وصياغة التأريخ بالشكل الذي يكفل للاجيال القادمة معرفة كافة التفاصيل عن ثورتهم المجيدة ثورة 26 سبتمبر 1962م التي يصادف الاحتفال بعيدها الذهبي في ذكراها الخمسين خلال هذه الايام والتي اجد فيها فرصة مهمة للاقتراح والدعو الى تشكيل لجنة من الخبراء في صياغة التأريخ ومن المناضلين والسياسيين الذين شاركوا في صناعة هذا الحدث العظيم لمراجعة كل ماكتب حول ثورة سبتمبر والتحقيق فيه ومعرفة ما تم الاتفاق والاجماع عليه في جميع الكتب والمذكرات والمقالات والمقابلات الصحفية والتلفزيونية والاذاعية وتوثيقه والبحث والتحري والتدقيق في الاحداث والتفاصيل التي اختلفت فيه تلك المراجع ومن هنا ستكون بداية الانطلاق نحو كتابة تأريخ موحد لثورة السادس والعشرين من سبتمبر وبهذا نكون قد اعدنا الاعتبار لها بعد ان تم الانحراف عن مسارها سنوات طويلة

 

والله الموفق

نقلا عن صحيفة الجمهورية