Home Articles Orbits ناصر وعصبية الحكم المركزية في اليمن
ناصر وعصبية الحكم المركزية في اليمن
فتحي أبو النصر
فتحي أبو النصر

 

من المفارقات اليمنية العجيبة

ان قدماء الاخوان هنا واصحاب الوعي الامامي لم يتفقا على شيء أبداً إلى اليوم مثل كراهيتهما لتواجد عبد الناصر بعد 62م إضافة الى تمجيدهما للقبيلة واستخدامها على نحو مركزي يعيق بناء سلطة الدولة وتحقيق العدالة المجتمعية كما كان منتظراً

فلقد تصالح زعمائهما بعد خروج القوات المصرية من اليمن لتتكفل السعودية حينها بالانفاق عليهما

ثم ليتفقا على مواصلة تصفية العناصر الوطنية الحقيقية في الجيش والمجتمع وتصعيد العناصر الرجعية المتجنية على فكرة الجمهورية للأسف

ومن ذلك الرحم جاء علي عبد الله صالح كنتيجة طبيعية

على انه يمكننا ايجاد العذر لتوحش الملكيين ضد المصريين الذين توحدوا مع الثوار الشرفاء في حلم واحد بشكل اسطوري خلاب

لكن كيف سنعذر من قالوا انهم مع الجمهورية آنذاك وكانوا اكثر من اعاقوا محاولات عبد الناصر والقوى الوطنية في تثبيت مداميك الجمهورية الغضة التي نُهشت من داخلها أيضاً وبشكل أشد مضاضة؟

بالتأكيد ثمة أخطاء لسلطة مصر حينها في اليمن .. أخطاء في المراحل الاولى على صعيد محاولات السيطرة الكلية على ارادة الثوار انتجت مخاوف من انتهاك السيادة كان إن تم نقدها والتحذير منها اكثر من مرة حتى من موالين لعبد الناصر فيما تم تعديل المسار لاحقاً ومنح القرار الثوري للداخل قبل الخارج

لكن الحقيقة ان مراكز قوى ماقبل الثورة كانوا يتكالبون على هذا الحلم من داخل الصفوف الجمهورية قبل الملكية ،ثم سرعان ماعادوا للحكم معاً - كعصابة- من اجل مصالحهما بالتأكيد لا من اجل مصلحة بلد يستحق الكرامة والتطور والتقدم ..ولذلك كانت الضحكة الاخيرة لنسل هؤلاء تماماً كما يقول اليوبيل الذهبي لـ62م

صحيح انهم لايزالون يتصارعون ويختلفون شكلاً لا مضموناً، إلا انهم على عدم تحقق فكرة الدولة وسلطتها يتفقون .كذلك كانت آفة هذا الوعي المركزي هي السارية على حلم الوحدة

أما الثورة الجديدة فإن أكثر من سيستمرون في مخاصمة حلمها المدني هم الذين لن يغادروا أبداً طور تكوين هؤلاء بالطبع .. هؤلاء الذين لايستسيغون يوماً ان يكونوا مواطنين كما يمجدون بوعي وبلا وعي كل مايتوفق مع العصبية المركزية فقط