حققت البورصة المصرية أكبر مكسب مئوي لها في يوم واحد فيما يزيد عن عام اليوم بعد يوم من عزل الجيش لرئيس البلاد محمد مرسي.
وقفز المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية اليوم بنسبة 7.3% ليغلق عند مستوى 5335 نقطة، وربحت البورصة اليوم بذلك رأسمال سوقي لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة المصرية نحو 22.7 مليار جنيه (3.23 مليارات دولار).
وبذلك قلص المؤشر خسائره منذ بداية العام إلى 2.3%، وحقق المؤشر أكبر صعود له في يوم واحد منذ 25 من يونيو/حزيران 2012.
وقلص التعافي في هذا الأسبوع من الخسائر الحادة خلال يونيو/حزيران الماضي بفعل الاضطراب السياسي الحاد، رغم أن البلاد لا تزال تواجه تحديات سياسية واقتصادية ضخمة.
وفي وقت مبكر اليوم كان رئيس بورصة مصر عاطف ياسين قد قال إن التطورات السياسية في مصر سيكون لها تأثير إيجابي على سوق المال بالفترة المقبلة.
واعتبر رئيس السوق المالية المصرية -الذي عمل في بورصة مصر منذ 1994 وتولى رئاستها مع بداية الشهر الجاري- أن عدم غلق السوق وعدم اللجوء للإجراءات الاحترازية "أعطى ثقة للمتعاملين، السوق قادرة على استيعاب الحراك السياسي في البلد".
وقال ياسين -الذي ساهم في إعداد الكثير من تشريعات وقواعد سوق المال المصري- إن قوة الشركات المصرية المقيدة وأسعار الأسهم المغرية "ستعمل على استعادة المستثمرين".
وعزا المراقبون الانتعاش الكبير للبورصة اليوم إلى أن كثيرا من المستثمرين انتابهم شعور بأن الإطاحة بمرسي ستؤدي إلى تشكيل حكومة كفاءات بمصر أكثر خبرة في مواجهة مشكلات البلاد الاقتصادية مثل هبوط قيمة العملة والاتساع الضخم في عجز الميزانية.
وإزاء التوجه لتشكيل حكومة تكنوقراط قال سباستيان حنين -مدير المحافظ لدى المستثمر الوطني وهي شركة استثمار مقرها أبوظبي- إن التكنوقراط يعرفون كيف يتعاملون مع المؤسسات، وهو ما من شأنه أن يساعد البلاد في حل مشكلاتها المالية نظرا لأن لديهم خططا وبرامج واضحة.
وأكد على أن مصر مقبلة على تغير سيحدث في مناخ أنشطة الأعمال سواء أمام المستثمرين الدوليين أو المحليين.
كما بدأ بعض المحللين يعدلون من توقعاتهم للشركات التي كان من المعتقد أنها تعاني من صعوبات لأسباب سياسية تحت حكم مرسي أو تضررت بفعل هبوط الجنيه أو أزمة الوقود.
من جهته قال فابيو إسكاسيافيلاني -كبير الخبراء الاقتصاديين لدى الصندوق العماني للاستثمار، صندوق الثروة السيادية- إن الحكومة المصرية القادمة ربما تكون أكثر قدرة على المضي قدما في الإصلاحات الاقتصادية.
وخلال تعاملات اليوم كان هناك ارتفاع جماعي للأسهم المتداولة بالسوق حتى أن العديد من الأسهم بلغت الحد الأقصى للصعود وهو 10% مما أدى لوقف تداولها مؤقتا.