وافق مجلس الاتحاد الروسي, اليوم السبت, على طلب الرئيس فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة الروسية في شبه جزيرة القرم بأوكرانيا "حتى عودة الاستقرار السياسي والاجتماعي" إلى هذا البلد, في حين يجتمع مجلس الأمن في وقت لاحق اليوم لبحث الأوضاع في أوكرانيا.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن مجلس الاتحاد، الذي عقد جلسة طارئة للنظر في مقترح بوتين، يدعو إلى إرسال قوات روسية إلى أوكرانيا بغية حماية المواطنين الروس، أيد بالإجماع المقترح.
وطالب الرئيس بوتين من مجلس الاتحاد السماح باستخدام القوات المسلحة الروسية على أراضي اوكرانيا, بسبب "الحالة الطارئة في البلد، والتهديد الموجّه لحياة المواطنين الروس، والأسطول الروسي المتمركز في شبه جزيرة القرم بأوكرانيا، وامتثالاً للاتفاقات الدولية، أطلب من مجلس الاتحاد السماح باستخدام القوات المسلحة الروسية على أراضي اوكرانيا، حتى عودة الاستقرار الاجتماعي والسياسي لذلك البلد".
ودعا مجلس الدوما الروسي الرئيس بوتين، إلى اتخاذ إجراءات لإستقرار الوضع في القرم، وإلى استخدام جميع الإمكانيات لحماية سكانه من العنف.
وكان رئيس حكومة القرم سيرغي أكسيونوف قال, في وقت سابق السبت,، إنه تقرر تقديم موعد إجراء الاستفتاء العام بشأن الوضع القانوني للجمهورية إلى 30 آذار الجاري، بعد أن كان مقرراً في 25 أيار القادم، وهو اليوم الذي حدده البرلمان الأوكراني موعداً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، علماً أنه في حال صوت الناخبون بـ"نعم"، فستتمكن سلطة القرم من إعلان دولة مستقلة.
وتوجّه أكسيونوف إلى بوتين، بطلب "تقديم المساعدة في حفظ الأمن والأمان في أراضي الجمهورية، وهو طلب أكّد مصدر في الكرملين أن روسيا ستنظر باهتمام فيه.
وسبق ان أعربت الخارجية الروسية عن قلقها الشديد "إزاء تطورات الأحداث في القرم"، وأضافت أن "مسلحين مجهولين مرسلين من كييف حاولوا الليلة الماضية الإستيلاء على مبنى وزارة الداخلية في هذه الجمهورية الذاتية الحكم"، مشيرة إلى أن "هذا الإستفزاز الغادر أدى إلى وقوع إصابات".
ورغم الموافقة، أعلن مفوض الرئيس الروسي، نائب وزير الخارجية، غريغوري كاراسين، أن موافقة المجلس على استخدام القوات المسلحة الروسية في أوكرانيا لا يعني تنفيذها فورا، قائلا إن "الموافقة التي حصل عليها الرئيس لا تعني بالمعنى الحرفي انه سيتم تنفيذ هذا الحق فورا".
وأشار إلى عدم تحديد عدد القوات الروسية التي من الممكن إرسالها إلى شبه جزيرة القرم"، مبينا أنه "لا يوجد حديث عن ذلك بعد، إذ يجب فهم بشكل صحيح، أولا طلب الرئيس، وثانيا الموافقة التي أعطاها مجلس الاتحاد".
وكانت شبه جزيرة القرم إقليماً روسياً حتى العام 1954 عندما قرر الزعيم السوفياتي، نيكيتا خروشوف، ضمّه إلى جمهورية أوكرانيا السوفيتية, وتقع القاعدة الرئيسية للقوات البحرية الروسية في البحر الأسود في شبه جزيرة القرم.
وفي سياق متصل, يجتمع مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق اليوم السبت للنظر في الأوضاع حول أوكرانيا.
ونقلت وكالة إيتار-تاس الروسية للأنباء عن مصدر مطلع في مقر الأمم المتحدة بنيويورك, لم تسمه, قوله ان "مجلس الأمن الدولي سيعقد اليوم اجتماعا طارئا للنظر في الأوضاع بأوكرانيا".
وطالب الرئيس الأوكراني المعزول، فيكتور يانوكوفيتش، الخميس، من روسيا ضمان سلامته، في حين أعلن مصدر حكومي روسي، موافقة بلاده على ذلك, الا ان الرئيس الأوكراني الانتقالي حذر أسطول البحر الأسود الروسي من أي "عدوان عسكري, في وقت ابدت وواشنطن قلقها من تحركات القوات الروسية.