شهد لبنان اليوم طقسا عاصفا سببه منخفض جوي سيطر على الساحل الشرقي للبحر الابيض المتوسط واشتد مع وصول جبهة هوائية باردة قادمة من القطب الشمالي الى لبنان عبر اوروبا الشرقية ما ادى الى وقوع اضرار كبيرة في مختلف المناطق اللبنانية.
واعلنت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية انه تم تعليق حركة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي مع ساعات المساء الاولى لبعض الوقت نتيجة العاصفة قبل ان تعود الحركة الى طبيعتها مشيرة الى تأخر وصول خمسة طائرات قادمة الى لبنان عن موعدها واضطرار طائرة خاصة كانت متوجهة الى بيروت الى العودة الى مطار اضنة في تركيا.
واصدر وزير التربية اللبناني الياس بو صعب قرارا باقفال كافة المدارس والمعاهد الرسمية بكافة مستوياتها في لبنان غدا بسبب العاصفة.
وادت الرياح العاتية التي تجاوزت سرعتها 80 كيلومترا في الساعة الى تضرر عدد كبير من الخيم البلاستيكية الزراعية والحاق اضرار فادحة بالاشجار المثمرة وبساتين الحمضيات والموز المنتشرة في المناطق الزراعية الساحلية في لبنان.
وسببت العاصفة اضرارا في شبكتي الكهرباء والهاتف في بعض قرى منطقة (البترون) شمالي لبنان ما ادى الى انقطاع الكهرباء عن عدد من القرى في المنطقة فيما توقف العمل في معظم موانئ الصيد الصغيرة المنتشرة على طول الساحل اللبناني كما توقفت حركة الملاحة في مرفأ مدينة (صيدا) في جنوب البلاد.
وتوقع رئيس الفرع المناوب في مصلحة الارصاد الجوية وسام ابو خشفة في ان يستمر الطقس العاصف في لبنان خلال الايام المقبلة وان يؤدي الى تساقط الثلوج لتلامس المناطق التي ترتفع 600 عن سطح البحر.
ولفت الى ان درجات الحرارة ستشهد انخفاضا كبيرا خلال اليومين المقبلين لتصل ليل الخميس الى حدود الاربع درجات مئوية في مناطق لبنان الساحلية والى ما دون الصفر في (البقاع) والمناطق الجبلية.
واستبعد ابو خشفة ان تؤثر العاصفة على حركة الطيران في مطار رفيق الحريري الدولي خلال اليومين القادمين خصوصا وان الرياح وصلت الى اقصى سرعة متوقعة لها اليوم عند حدود 90 كيلومترا في الساعة فيما لا يتوقع ان تتجاوز غدا حدود 70 كيلومترا في الساعة.
وكانت الاجهزة الرسمية المختلفة اعلنت حالة الاستنفار والجهوزية الكاملة لمواجهة العاصفة في مختلف المناطق اللبنانية لا سيما في المناطق الجبلية المرتفعة حيث قطعت الثلوج عددا من الطرق الرئيسية التي تربط جبل لبنان بمنطقة البقاع.
وفي سياق متصل اعلنت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان انها اكملت استعداداتها لاستقبال العاصفة وواصلت تقديم الدعم الخاص بفصل الشتاء لحوالي 660 الف نازح سوري مشيرة الى ان منظمة (اليونيسيف) وزعت ملابس شتوية لحوالي 40 الف شخص منذ الشهر الماضي وستواصل توزيعها ل160 الف شخص اضافي.
ولفتت ممثلة المفوضية في لبنان نينات كيلي الى ان العديد من اللاجئين ما يزالون يواجهون ظروفا صعبة للغاية في لبنان رغم كل الجهود المبذولة مشيرة الى ان المفوضية عززت خطة الطوارئ التي جهزتها مع شركائها لمواجهة العاصفة كما تبقي كل فرق العمل على اهبة الاستعداد لمواجهة اي حالة طارئة.
وشددت على ان الوضع في لبنان غير مستقر بالنسبة للنازحين نظرا للظروف السيئة التي يعيشون فيها وكونهم موزعين على اكثر من 1700 موقع في مختلف الاراضي اللبنانية ما يشكل تحديا كبيرا امام عمل المفوضية وشركائها لتقديم الدعم لهم خلال الشتاء.
يذكر ان عددا كبيرا من النازحين السوريين الذين يتجاوز عددهم مليون شخص في لبنان يقيمون في مخيمات عشوائية واماكن اقامة غير مجهزة لمواجهة طقس عاصف كالذي يشهده لبنان حاليا لا سيما مع اشتداد الرياح وتدني درجات الحرارة بشكل كبير.