انتقد حجاج ما وصفوه بانقسام الحكام العرب باعتباره السبب في عدم منع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بعد اعترافه بها عاصمة لإسرائيل.
جاءت الخطوة الأمريكية لتلغي ما كانت تنتهجه السياسة الأمريكية على مدى عقود. وافتُتحت السفارة في مايو أيار خلال احتفال كبير حضرته إيفانكا ابنة ترامب وصهره جاريد كوشنر المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط.
ويعد وضع القدس، التي تضم مقدسات إسلامية ويهودية ومسيحية، أحد العقبات الكبرى في سبيل أي اتفاق للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتقول الأمم المتحدة إن وضع المدينة القديمة، التي احتلت إسرائيل قطاعها الشرقي خلال حرب عام 1976، لا يمكن حله سوى عبر المفاوضات. ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقلة التي يسعون لتأسيسها بينما تقول إسرائيل إن القدس هي العاصمة الموحدة الأبدية لإسرائيل.
وبشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس قال الحاج سعد عوض سعد (53 عاما) من السودان يوم الاثنين أثناء سيره شرقي مكة ضمن أكثر من مليوني حاج من مختلف أنحاء العالم ”هذا حدث بتواطؤ من القادة العرب. إذا كان القادة العرب متوحدين ومتمسكين بالكتاب والسنة كان مستحيل الأمريكان أو غير الأمريكان يفعلوا عملا مثل هذا“.
وحثت السعودية الحجاج على تنحية اهتماماتهم السياسية جانبا والتركيز على روحانيات مناسك الحج.
وقلما ينتقد الحجاج السعودية صراحة، لكن الغضب بين عامة الحجاج العرب بشأن نقل السفارة يرتبط بغضبهم من حكومات أخرى في المنطقة، وخصوصا في دول الخليج الغنية بالنفط، لفشلها في وقف القرار الذي اتخذه ترامب في ديسمبر كانون الأول الماضي أو حتى الاعتراض بقوة عليه.
وقال حلال عيسى (70 عاما) من مدينة قصر البخاري في الجزائر ”العرب متخاذلين وما عندهم موقف من قضية القدس. أتمنى من العرب أن يتحدوا ويتخذوا موقفا للقدس الشريف“.
واتهم بعض المنتقدين السعودية بالتفريط في الحقوق الفلسطينية من أجل تحالفها مع ترامب وموقفه المتشدد من إيران.
ورغم أن السعودية وغيرها من دول الخليج انتقدت في السابق قرار نقل السفارة فإنها رحبت أيضا بموقف ترامب المتشدد من إيران التي ارتدت ثوب حامي الحقوق الفلسطينية.
وخلال الأعوام القليلة الماضية توارى الصراع العربي الإسرائيلي المستمر منذ عقود خلف المنافسة الإقليمية الحامية بين إيران الشيعية وحلفائها من جانب وتحالف تقوده السعودية السنية من جانب آخر.
وذكر تقرير لرويترز الشهر الماضي أن العاهل السعودي الملك سلمان طمأن حلفاءه العرب بأن الرياض لن توافق على أي خطة سلام لا تعالج وضع القدس أو غيرها من القضايا الأخرى الرئيسية، مما هدأ المخاوف من احتمال أن تؤيد المملكة اتفاقا أمريكيا وليدا ينحاز بدرجة كبيرة لإسرائيل.
وبخصوص نقل السفارة الأمريكية إلى القدس قال عمر أحمد علي (35 عاما) من اليمن ”لو العرب متوحدين ما حد بيقدر يسوي هذا ولا حد بيتجرأ ينقل السفارة الأمريكية. لكن إن شاء الله يتوحد العرب. هذه القضية توحد العرب والإسلام والمسلمين“.