في انعطافة خطيرة وغير مسبوقة في مسلسل أعمال العنف في العراق أثار العثور علي مواد كيماوية سامة في وسط العراق وتحديدا في محافظة بابل مخاوف الأجهزة الأمنية من تصاعد العنف الي مستوي كارثي ما قد يؤدي الي أحداث اكثر مأساوية في العراق الي جانب ما يشهده أصلا من عنف غير مسبوق.
وقد جاءت هذه المخاوف بعد ان كشفت مصادر أمنية في محافظة بابل وفي مركزها مدينة الحلة جنوب بغداد 100 كم عن ضبط كميات كبيرة من المواد الكيماوية السامة يعتقد أنها معدة لاستخدامها في عمليات إرهابية ضد المدنيين العراقيين، حيث شهدت هذه المدينة أعمال عنف كبيرة كان آخرها تفجير في موقف للعمال ادي الي مقتل اكثر من 25 شخصا في الاسبوع الماضي.
المصادر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها قالت انه تم ضبط كمية من المواد السامة في منطقة الحي الصناعي وسط مدينة الحلة، وبالتحديد في احد معامل صناعة (الدبس) الأهلية ، وبينت أن معلومات استخبارية قادت أجهزة الأمن إلي مكان وجود المواد المذكورة . وتعرب المصادر عن اعتقادها بـ وجود مخطط لاستخدام هذه المواد في عمليات إرهابية ضد المدنيين، من خلال إلقاء هذه المواد الشديدة الخطورة علي حياة الإنسان في محطات تصفية المياه ، غير أن المصادر نفسها استدركت قائلة التحقيق مع الأشخاص المتورطين في حيازة هذه المواد وحده سيكشف الغاية من وجودها داخل معمل لصناعة الدبس، وما إذا كانت الغاية من وراء الاحتفاظ بها إرهابية أم لا ، ولم تشر المصادر إلي عدد الأشخاص المتورطين في القضية.
وهذه هي المرة الأولي التي تضبط فيها مواد سامة شديدة الخطورة في العراق، فيما كانت تقارير أمريكية أشارت مؤخرا إلي احتمال امتلاك تنظيم القاعدة في العراق مواد كيماوية وأسلحة خبيثة، ربما يخطط لاستخدامها ضد المدنيين، مما يشكل منعطفاً خطيراً في الأساليب التي تعتمدها القاعدة في استهداف العراقيين.
واعلن مدير شرطة بابل بالعراق اللواء قيس المعموري امس عن اعتقال استاذ جامعي يعمل في قسم الكيمياء بجامعة بابل امس الثلاثاء بتهمة حيازة مواد كيميائية مشبوهة.
واوضح ان المواد المضبوطة تمت احالتها للفحص المخبري لمعرفة طبيعتها واستعمالاتها.
وقال ان الشرطة حصلت علي معلومات إستخباراتية عن وجود مواد كيميائية في أحد معامل صناعة الدبس (عسل التمر) في منطقة الحي الصناعي بمركز مدينة الحلة وضعت داخل محجر محكم الاغلاق ، موضحاان الشرطة اضطرت الي تهديم جدرانه من اجل الدخول اليه.
من جهة اخري فرض الرئيس الامريكي جورج بوش امس وصف ما يجري في العراق بانه حرب اهلية وقال ان تصاعد العنف اخيرا هو جزء من تزايد العنف الطائفي الذي بدأ قبل تسعة اشهر، كما رفض سحب القوات الامريكية منه قبل انجاز المهمة رغم الضغوط التي تمارس عليه في الولايات المتحدة. وقال بوش اننا نمر بهذه المرحلة منذ وقت . ومن المقرر ان يتوجه بوش بعد القمة الي الاردن حيث سيجري محادثات حول العراق.
وقد اضيفت هذه الزيارة الي جولته بعدما شهد العراق اسبوعا كان الاكثر دموية منذ الغزو الامريكي للعراق قبل نحو ثلاث سنوات ونصف السنة للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.
ومن المقرر ان يلتقي بوش برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في تحد لتهديدات رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدي الصدر بالانسحاب من الحكومة اذا جري اللقاء. وسترافق وزيرةالخارجية كوندوليزا رايس بوش في زيارته الي الاردن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن القدس العربي