Home News Arabic and International

المفوضة السامية لحقوق الإنسان تعرب عن قلقها من الاعتداءات على المواطنين العرب في اسرائيل

المفوضة السامية لحقوق الإنسان تعرب عن قلقها من الاعتداءات على المواطنين العرب في اسرائيل

في بيانها الخاص حول الأحداث التي تشهدها المنطقة، خصصت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه، جزءا من البيان للاعتداءات العنصرية على المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، وقالت إنها “قلقة بشكل خاص من أن الشرطة الإسرائيلية فشلت بالتدخل حين تعرض المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل لاعتداءات عنيفة”. الوحدوي نت
وأضافت أنها قلقة بأن “وسائل التواصل الاجتماعي للجماعات اليمينية المتطرفة قامت بتحشيد الناس على إحضار السلاح والسكاكين وغيرها من أجل استعمالها ضد المواطنين الفلسطينيين”. وأشارت باشليه في بيانها إلى أن “هناك تقارير عن استعمال مفرط وعنصري للقوة ضد المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، الذين تمّ اعتقال المئات منهم بهذا السياق”.
وأكّدت باشليه في بيانها: “أذكّر الحكومة الاسرائيلية بواجبها في حماية كل سكانها وكل مواطنيها دون تمييز بحسب انتمائهم القومي أو الديني، وضمان معاملتها المتساوية أمام القانون”.
وقال دكتور يوسف جبارين، مركّز المنتدى الحقوقي في لجنة المتابعة العليا في تعقيبه على بيان باشليه: “إن تطرق المفوضة السامية لحقوق الانسان لوضعية المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل هو تطور هام على صعيد تدويل قضايانا، وخاصة انتقادها الواضح لممارسات الشرطة الإسرائيلية العنصرية ولعصابات اليمين المتطرف”.
وأكد جبارين على “أهمية مواصلة طرح سياسات وممارسات التمييز ضدنا بقوة في المحافل الدولية المختلفة من أجل تجنيد الدعم الدولي لقضايانا العادلة. وكانت لجنة المتابعة العليا قد توجهت لجهات دولية عديدة وطالبتها بالتدخل لحماية المواطنين العرب في ظل الاعتداءات العنصرية عليهم وقمع احتجاجهم المشروع من قبل الشرطة العنصرية وعصابات المستوطنين.
وواصلت السلطات الإسرائيلية حملة اعتقالاتها التي تجاوزت 1100 شاب فلسطيني من الداخل، فيما قدمت النيابة العامة نحو 200 لائحة اتهام بحقهم، بينما لم تقدم لائحة اتهام واحدة ضد عناصر جمعات اليمين والمستوطنين المعتدين على العرب. وبالأمس حمل وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال أمير أوحانا على مفوض الشرطة يعقوب شبتاي لقوله إن هناك “إرهابيين” من الطرفين ستتم معالجتهم. وزعم الوزير أن الحقيقة هي أن العرب هم من يعتدي على اليهود داخل المدن المختلطة.

المتابعة العليا: شعبنا قال كلمته؛
أكد رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة أنها “تحيّي جماهيرنا العربية، والتي خرجت عن بكرة أبيها الثلاثاء، في الجليل والمثلث والنقب والساحل، في إضراب تاريخي وصنعت يومًا مجيدًا يسجَّل بأحرف من ذهب في تاريخ شعبنا”. وقال بركة إن “لجنة المتابعة العليا تعتزّ بكل أبناء شعبنا الذين صنعوا هذا اليوم المجيد، شيبا وشبانا وأطفالا ورجالا ونساء في الجليل، والمثلث، والنقب، والساحل”. وتابع: “إننا نعتز بأبناء شعبنا في المدن التاريخية، في يافا واللد والرملة وحيفا وعكا الذين واجهوا القمع والتحريض والتهديد وصاغوا سطورهم الناصعة في هذه الملحمة الوطنية”.
كما وجه بركة التحية للجرحى الذين أصيبوا في المواجهات الأخيرة وإلى ذويهم وتمنى لهم الشفاء العاجل والكامل وأرسل التحية للمعتقلين الذين أطلق سراحهم وللذين ابعدوا عن بيوتهم والذين ما زالوا رهن الاعتقال وللشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات في لجنة المتابعة العليا وطالب بإطلاق سراح جميعهم فورا وإلغاء لوائح الاتهام.
كما حيي بركة قطاعات ديموقراطية يهودية، والتي على قلّتها، سبحت ضد تيار العنصرية الجارف في الشارع الإسرائيلي، وخرجت الى الشارع للوقوف الى جانب شعبنا وضد الاحتلال. واعتبر بركة أن هذا الإضراب “إضراب الكرامة” الذي انطلق من يافا والذي أقرته لجنة المتابعة العليا في اجتماعها الأخير هناك تحول إلى إضراب الكل الفلسطيني، في الداخل وفي الأراضي المحتلة عام 1967 وفي مواقع اللجوء والشتات، ليؤكد أن الشعب الفلسطيني شعب حي، متمسّك بقضيته العادلة وبحقوقه الوطنية وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وحقه في الدفاع عن نفسه وعن كرامته وعن مقدساته الإسلامية والمسيحية. وقال إنّ الهجمة التي تشنّها أذرع البطش الإسرائيلية، من الملاحقات والاعتقالات الى قطع الأعناق وحتى قطع الأرزاق، لن تفتّ في عضدنا ولن تثني جماهيرنا الثائرة عن ممارسة حقها الأساسي في التعبير عن انتمائنا وعن تماثلنا مع قضية شعبنا المذبوح، والذي يقاوم الظلم والعدوان ببسالة.

الصحافة العبرية أبواق مجندة
وقال بركة إن رسالتنا في هذا اليوم واضحة: “ارفعوا أيديكم وعدوانكم وحصاركم عن غزة، ارفعوا أيديكم عن القدس والمسجد الأقصى والشيخ جرّاح، أوقفوا القتل والدمار والتهجير والتنكيل والملاحقات والاعتقالات، ألجموا العصابات الاستيطانية الفاشية التي تعيث إرهابًا وعدوانًا تحت حماية ورعاية الشرطة الإسرائيلية”.
وأضاف: “إننا نحيّي وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية التي واكبت الإضراب وغطته بمهنية والتزام، موصلة صرخة شعبنا الوطنية والإنسانية بأمانة ومصداقية”.
وأكد: “إننا ندين موقف غالبية وسائل الإعلام العبرية من الإضراب والتي جانبت المهنية والموضوعية وتصرفت كجوقة لجهاز المخابرات والجيش والحكومة وكانت بمثابة ذراع إعلامي للمؤسسة، وندعوها إلى إعادة النظر في التغطية الإعلامية الجاهزة والمسبقة وإلى ممارسة دورها بموضوعية ونزاهة”.
ودعا بركة المجتمع الدولي والهيئات الدولية والمنظمات الحقوقية والقوى الديموقراطية في العالم بأسره أن يقوموا بدورهم للجم الانفلات الرسمي في التشريعات وفي الممارسة وانفلات العصابات الفاشية في إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وضد حقوقه الوطنية والمدنية والإنسانية. مذكرا بأن الاضراب كان سلميا وشاملا يحمل مضمونا وطنيا وحضاريا.
وتابع ” أثبت شعبنا اليوم أنّه، بوحدة موقفه ونضاله التي عبّر عنها هذا الإضراب التاريخي المشهود، قادر على تحدّي المخططات الإجرامية العنصرية، وقادر على إفشال مخطط تصفية القضية الفلسطينية، وقادر على فرض قضيته. هذا الاضراب بمثابة محطة فارقة لها ما بعدها ونضالنا متواصل ومستمر ولجنة المتابعة ستعلن عن الخطوات القادمة وفق التطورات والمستجدات”.

تبعات العدوان على مصير الصراع
وعلى خلفية ذلك، يتساءل مراقبون محليون عن تبعات هذه الأحداث على مصير الصراع وخيارات تسويته ودور فلسطينيي الداخل فيه وفي الحركة الوطنية الفلسطينية بعدما تم تهميشهم واستثناؤهم، وهل بات حل الدولة الواحدة أقرب؟ وكيف ذلك إذا تبيّن أن تسوية الدولتين تبدو أمرا بعيدا في ظل اشتباكات بين العرب واليهود داخل المدينة الواحدة في الداخل؟ وهل ومتى وكيف تدفع الأحداث الأخيرة على طرفي الخط الأخضر الفلسطينيين لخوض نضال موحد ضد نظام فصل عنصري إسرائيلي؟ كذلك هل تحسن الفعاليات السياسية الفلسطينية داخل أراضي 48 التقاط اللحظة التاريخية هذه لإعادة ترتيب أوراقها وتعود لتوجيه الأجيال الجديدة التي هبت دفاعا عن القدس والأقصى وللتكافل مع غزة، عبر التعبئة المنظمة والتثقيف المنهجي والتوعية السياسية أم تبقي ما حدث فزعة محركاتها عاطفية وجدانية؟