Home News Locally

قيادي منشق: الحوثيون ينظرون لكل يمني بوصفه عدو فهو إما متهم أو متآمر

قيادي منشق: الحوثيون ينظرون لكل يمني بوصفه عدو فهو إما متهم أو متآمر

اتهم القيادي المنشق عن جماعة الحوثي، صالح هبرة، الحوثيين بتنفيذ مخطط خطير يستهدف ضرب فكرة التعايش المجتمعي في اليمن والذهاب الى أبعد من ذلك عبر تعزيز الولاء الطائفي المتشدد من خلال التجريف الممنهج للمناهج الدراسية وتوجيه المنابر الدينية.

وقال هبرة الذي شغل منصب رئيس المكتب السياسي للجماعة حتى عام 2015، إن الشعب اليمني يعيش أصعب مراحل حياته وأشدها سوءاً، نتيجة تعرضه لأبشع أنواع المؤامرات التي تحاك ضد داخليا وخارجيا للحيلولة دون بناء الدولة التي ينعم في ظلها الجميع دون تفرقة، وإبقائه غارقا في الحروب.

وأوضح في منشور على حائطه بموقع فيسبوك، أنه يجري تنفيذ تلك المؤامرات من خلال التخلص من كل مخرجات (ثورة السادس والعشرين من سبتمبر) وما أنتجته من فكر مغاير لمبدأ حاكمية الفرد عبر التخلص من جيل الثورة نفسه.

مضيفاً، إن محاولة التخلص مما تبقى من الجيل الذين نعموا بخيرات ثورة 26 وتعايشوا في كنفها كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، فضلا عن الزج بعشرات الآلاف من الشباب اليمني في محارق الموت وحرب مفتوحة، ما هو الا جزء يسير من تلك المؤامرة لإفناء جيل كامل،وتأسيس مرحلة جديدة تقوم على جيل مغيب.

وأشار القيادي الحوثي الى أن هذه الحرب التي أشعلها الحوثيون، "تتبنى عداوة الجميع، ولاتؤمن بالتعايش مع أحد؛ فالجميع في نظر أصحابنا إما متّهم أو متآمر".

وجدد هبرة إتهامه للجماعة الحوثية بالضلوع في تصفيات جسدية طالت عددا من أبرز "القادة المتنورون في الحركة" مثل الدكتور شرف الدين والمتوكل، والخيواني والمحطوري وجدبان وحسن زيد وصالح الصماد،في محاولة منها لتجفيف منابع فكر التعايش ودعاة (الدولة المدنية)، حد قوله.

كما حمّل جماعة الحوثي مسؤولية "تشويه كل ما أنجزته الثورة وحققته من تغيير لدى الأجيال اليمنية خلال الخمسين عامًا ، عبر جرف وتدمير كل ما أنتجته الثورة من مقار ومنشآت وطرق وأشجار ومستشفيات، إما بتفجيرها أوبإهمالها، في عملية تدمير ممنهجة؛ وبما يحقق طمس كل مظاهر الثورة والجمهورية"، حسب تعبيره.

ولفت القيادي الحوثي السابق إلى ما تمارسه الجماعة من "إهمال للتعليم الرسمي ومحاولة القضاء عليه تمامًا، إنما بشكل تدريجي وبما يهيء الوضع لإيجاد مرحلة فاصلة جديدة يتم بعدها تغيير المناهج بمناهج دينية جديدة وأفكار مذهبية وطائفية كأساس للتعليم الرسمي مستقبلا والذي يتضمن في مخرجاته تجسيد الولاء للطائفة على أساس مبدأ الاختصاص والحق الالهي.

وأشار أيضا الى قيام جماعة الحوثي بـ "إغلاق المدارس العلمية التي تدرس الفكر الزيدي المعروف بنظرياته المعتدلة واجتهاداته المتوازنة، والحكم على ذلك الموروث الفكري والثقافي الذي انتجه قادة ورموز المذهب الزيدي على مدى مئات السنين بأنها ثقافات مغلوطة تصد عن العمل بالقرآن، مادفع بالكثير من اتباعنا لإحراق مكتباتهم" وفقا لتعبيره.

وانتقد هبره ماوصفه بـمحاولة القضاء على رمزية كل ما كان في عهد الثورة، بما في ذلك التوصيفات الوظيفية.

موضحاً، أن الوزير والمدير والمحافظ والأكاديمي، وغيرها، باتت مناصب ومسميات تقدم أمام الجمهور باعتبارها فاقدة لأي قيمة مجتمعية أو صلاحية وظيفية، في مقابل مشرف يملك كامل الصلاحيات، علاوة على منح الرتب العسكرية لمن لا يعرف معنى تلك الرتبة؛ ما جعلها تفقد رمزيتها ومعناها في عملية ممنهجة دقيقة، فضلا عن تسطيح الوعي المجتمعي وتدجينه، من خلال تسطيح الإعلام، حيث نمتلك أكثر من خمسة عشر فضائية لا تنتج سوى الزوامل وكيل المديح ،(حسب قوله).