بدات الحكومة اليمنية الجديدة بالتآكل اثر رفض أحد اعضائها المعينين لموقعه الوزاري في سابقة هي الاولي من نوعها في اليمن، والتي اثارت ردود افعال متباينة وخطفت اضواء التشكيلة الحكومية المعلنة.
فبعد ساعات فقط من اعلان التشكيل الحكومي الجديد مساء امس الاول نشرت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) الرسمية خبرا عاجلا يقول ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اصدر قرارا جمهوريا بتعيين الدكتور يحيي يحيي المتوكل وزيرا للصناعة والتجارة، خلفا للدكتور سيف العسلي، الذي نُقل من وزارة المالية الي وزارة الصناعة والتجارة في التشكيلة الحكومية الجديدة التي اعلنت مساء الخميس.
وكان العسلي اكد فور اعلان التشكيلة الحكومية انه سيقدم استقالته وانه لن يتولي المنصب الجديد كوزير للصناعة والتجارة، من اجل توفير الانسجام داخل الحكومة الجديدة برئاسة مُجوّر.
وشكّلت عملية الاستقالة او الرفض للمنصب الجديد من قبل العسلي عنصر المفاجأة في الحكومة اليمنية الجديدة، التي لم تتضمن تشكيلتها مفاجآت حسب التوقعات ووفقا لما اُعلن سلفا بانها ستشهد تغييرات شاملة، وبالذات للحقائب السيادية.
وبذات السرعة التي قدّم فيها وزير الصناعة والتجارة الدكتور سيف العسلي استقالته من منصبه الجديد في التشكيلة الحكومية سارعت صنعاء بتعيين وزير جديد خلفا له في هذا الموقع وهو الدكتور يحيي المتوكل.
عملية الاستقالة التي سارع العسلي بتقديمها عقب الاعلان عن التشكيل الحكومي جاءت احتجاجا علي تغييره من موقعه الوزاري السابق كوزير للمالية، وتعيين خلف له في هذا الموقع هو خصمه اللدود رئيس مصلحة الضرائب نعمان الصهيبي الذي خاض معه صراعا مريرا بشان قانون ضريبة المبيعات الذي اثار ردود افعال متباينة في الاوساط الحكومية والتجارية وتعطّل اصداره مرارا بسبب الاختلافات الحكومية حيال مضمونه.
وبرر العسلي اسباب استقالته بعدم توافقه مع رئيـــس الحكومة الجديد الدكتور علي محمد مجوّر في الادارة الحكومية، وبالتالي شعر انه لن يستطيع تقديم اي شيء في موقعه الحكومي الجديد.
وقال وجهة نظري تختلف مع الدكتور علي محمد مُجوّر رئيس الحكومة الجديدة، فنحن نحمل وجهتي نظر مختلفتين في طريقة الادارة .
واضاف انا اريد ان لا يتحول مجلس الوزراء الي ماراثون للصراعات والسباق، لذا قدمت استقالتي مقدرا في ذات الوقت تواصل الرئيس معي من اجل ابقائي في الوزارة .
ونسب اليه موقع (الصحوة نت) الاخباري الاصلاحي قوله رايت ان مصلحة الوطن تتمثل في ان انفصل عن حكومة مجوّر، وهذا كان سبب استقالتي . وذكر انه لن يشارك في الحكومة الجديدة حتي وان طُلب منه العودة الي وزارة المالية.
واعرب العسلي عن تمنياته للحكومة الجديدة بالتوفيق والنجاح في مهامها وقال افضل ان لا اقيّمها لان تقييمي لن يكون محايدا .
مراقبون اوضحوا لـ القدس العربي ان تعيين المتوكل وقبول استقالة العسلي خلال الساعات الاولي من عمر الحكومة اليمنية اعطي انطباعا لدي الشارع اليمني عموما وللوسط السياسي بوجه اخص ان حكومة مجوّر بدات بالتآكل من اول لحظة من تشكيلها، وتوحي بان وراء الاكمة ما وراءها من خلافات وصراعات قد تؤثر سلبا علي مستقبل الاداء الحكومي .
وذكروا ان استقالة العسلي او رفضه تقلّد منصبه الوزاري الجديد عقب اعلان التشكيلة الحكومية، بادرة تعد الاولي من نوعها في اليمن، وهي دون شك سببت حرجا كبيرا لصانعي القرار اليمني، وكشفت ان الوزراء المعيّنين لم يعرفوا نبأ تكليفهم بالوزارات الجديدة الا من خلال وسائل الاعلام، مثلهم مثل غيرهم من المشاهدين، ولم يستشاروا سلفا لمعرفة مدي استعدادهم لتحمل المسؤوليات الجديدة.
واشاروا الي ان التشكيلة الحكومية الجديدة كانت مخيّبة للآمال لعدم احداث تغييرات جذرية في تركيبتها، وشكّكوا في امكانية اقتناع المانحين الدوليين لليمن بهذه التشكيلة الحكومية التي جاءت اساسا تلبية لمطالب هؤلاء المانحين، كوسيلة لابداء حسن النوايا تجاه مكافحة الفساد وتحسين الوضع الاستثماري والاقتصادي في البلاد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن القدس العربي