Home News Locally

بعد تدهور حالته النفسية والصحية.. ناشطون ومنظمات يُطالبون بالإفراج الفوري عن الصحفي “يونس عبدالسلام”

بعد تدهور حالته النفسية والصحية.. ناشطون ومنظمات يُطالبون بالإفراج الفوري عن الصحفي “يونس عبدالسلام”

يعيش الصحفيون في اليمن وضعا شديد الخطورة، بعد أن تعرضت بيئة العمل الصحفي جراء الحرب للتجريف والقمع والإغلاق، وإلغاء التعددية الإعلامية، والتعامل مع الصحفي كعدو من أطراف الحرب، تارة بالتفجيرات المفخخة كما حدث في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب)، وتاره أخرى بالاعتقال والاخفاء القسري وإصدار أحكام الإعدام بحق بعضهم كما جرى ويجري في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وباتت اليمن واحدة من أسوأ الأماكن عالميا من حيث الحريات الصحفية، إذ تعرض نحو49 صحفيا ومصورا للقتل منذ بدء الحرب، فيما فقد مئات أعمالهم، وزج بالعشرات في المعتقلات والسجون التابعة لأطراف الصراع، أغلبهم في سجون جماعة الحوثي التي تسطير على العاصمة صنعاء، وفق آخر تقرير صادر عن نقابة الصحفيين اليمنيين.

ومن بين هؤلاء الصحفيين، الصحافي اليمني يونس عبدالسلام الذي اختطف مطلع أغسطس/آب العام الماضي 2021م من أحد شوارع العاصمة صنعاء من قبل جهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة، أثناء خروجه ليلاً من منزله رغم حالته الصحية والنفسية المتدهورة.

#انقذوا_الصحفي_يونس

وإثر ذلك، أطلقت عدد من المنظمات الحقوقية والناشطين الصحفيين على مواقع التواصل الاجتماعي الأربعاء، حملة إلكترونية، تحت هاشتاق #انقذوا_الصحفي_يونس، وذلك للمطالبة بالإفراج الفوري عن الصحفي يونس عبدالسلام وكافة المعتقلين الصحفيين، حث يعاني تدهورا في حالته النفسية خاصة بعد اعتقاله من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي قبل عامين في العاصمة المؤقتة عدن.

وحسب مرصد الحريات الإعلامية (مرصدك Marsadak)، فقد اُتهم الصحافي يونس بالتخابر مع أطراف خارجيه، طُلب من أسرته ضمانة تجارية مقابل الإفراج عنه ومرت أربعة أشهر من إيصالها, لكنه مازال في المعتقل ،شاب طموح مكافح , كاتباً مُلهم وشاعر ينسج  بأبجدية اللغة عالماً من الحس المُرهف النابض بالحياة.

من جانبها، طالبت منظمة “رايتس رادار” وعدد من المنظمات الحقوقية للدفاع عن حقوق الإنسان، الحوثيين إلى بسرعة الإفراج عن الصحفي يونس عبدالسلام، وحملت الجماعة مسؤولية ما قد يحدث للصحفي يونس عبدالسلام، بسبب تدهور حالته الصحية والنفسية والمعاملة القاسية والتعذيب حسب ما أثبتته التقارير الطبية.

كما طالبت المنظمات، المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحرية الرأي والتعبير بتكثيف الجهود من أجل الإفراج عن الصحفي يونس عبدالسلام، وجميع الصحفيين المختطفين وفي مقدمتهم المهددة حياتهم بالخطر نتيجة التعذيب أو تدهور الحالة الصحية.

‏‎ودعت هذه المنظمات، المبعوث الأممي إلى ‎اليمن هانز جروندبرغ، والاتحاد الدولي للصحفيين، إلى مزيد من الضغوط لضمان سلامة المختطفين في سجون ‎مليشيا الحوثي.

“الحرية للصحفيين”

من جانبه، طالب أحمد سيف حاشد، وهو عضو في البرلمان الواقع تحت سيطرة الحوثيين بصنعاء، الجماعة، بإطلاق سراح الصحفي يونس عبدالسلام المعتقل في صنعاء دون سند من دستور أو قانون أو قضاء”.

وأضاف حاشد “تضامني مع يونس وإدانتي للأجهزة القمعية التي اختطفته واخفته، فيما هوامير الفساد يعيثون في الأرض فسادا ولا يوجد من يلاحقهم أو يتصدى لهم او يعترض فسادهم في عهد ساد فيه، ويعيش ذروة زهوه وازدهاره”.

وتساءل الكاتب والروائي اليمني علي المقري، عن ما “الذي يريده الحوثيون من مواصلتهم اعتقال كاتب صحافي أعزل ومسالم ليس لديه سوى الرأي”، مضيفاً “الحرّية لـ يونس عبدالسلام ولزملائه الصحافيين”.

وقال الصحفي اليمني حسن الفقية، إن “العمل الصحفي هي تهمة الصحفي يونس عبدالسلام وغيره من الصحفيين المختطفين في سجون مليشيا الحوثي الارهابية وسبب اعتقالهم الحقيقي وهي أغرب تهمة في التاريخ”، مضيفاً “العمل الصحفي ليس جريمة”.

الصحفي المفرج عنه مؤخراً من سجون الحوثين عصام بلغيث، قال إن “يونس يشعر اليوم  بما كنا يشعر هو سابقاً كل مختطف في سجون الحوثي ،أن الصديق والحبيب والأهل والأقرباء وكل العالم تخلوا عنه”.

وأضاف “بمنهجية قذرة تجعلك سجون الحوثي تشعر أن العالم لم يعد كما كان ،لم يعد لك أحد في هذا الوجود غير صرخات السجان في وجهك”.

وكيل وزارة الاعلام اليمنية عبدالباسط القاعدي شارك المحملة بتغريدة طالب فيها بالحرية للصحافي المختطف يونس وكل الصحفيين المختطفين في سجون الحوثيين.

الناشط الحقوقي اليمني رياض الدبعي قال هو الأخر، إن “عملية ترهيب واختطاف الصحفيين والناشطين من قبل جماعة الحوثي لاتزال مستمرة وتُعرض حياتهم للخطر”.

رئيس منظمة الراصد لحقوق الانسان أنس الرشيد، قال إن “صنعاء لم تعد مكان للصحفيين والصحافة إن لم تكن تابع لنهج جماعة الحوثي” التي تسيطر على المدينة ومحافظات يمنية اخرى.

الصحفي المحرر من سجون الحوثيين حمزة الجبيحي شارك الحملة بالقول: “الحوثيون تمادوا باعتقال الصحفيين.. يونس عبدالسلام يعاني المرارات في سجون الميليشيا.. الحرية له ولرفاقه”.

الناشطة الحقوقية والمدوِّنة اليمنية سامية الأغبري، شاركت الحملة المطالبة بالإفراج عن الصحفي يونس بالقول: ” مرة قال لي يونس انه يغار من قراء صمويل بيكيت لأنه وحده يحب الكاتب الايرلندي ،لكن مسموح لي ان أشاركه هذا الحب”.

وأضافت “نحن لا ننتظر جودو.. نحن في انتظارك يا يونس عبدالسلام”.

الناشطة اليمنية وضحى مرشد غردت بالقول: ” مليشيا الحوثي تتعامل بعدائية مع الصحفيين بسبب هويتهم المهنية وتمارس بحقهم كافة أنواع الانتهاكات والارهاب والترهيب والخطف والاخفاء القسري والاعتقال والتعذيب وتلفيق التهم والمحاكمات الصورية ومنع زيارة الاهل وحق التداوي والعلاج”.

ومنتصف يونيو الماضي، دعت لجنة الصليب الأحمر الدولي بصنعاء والمفوضية السامية لحقوق الإنسان “لتنظيم زيارة عاجلة للصحفي يونس عبدالسلام وكافة الصحفيين المختطفين والاطمئنان على حالتهم الصحية والنفسية جراء استمرار جماعة الحوثي في احتجازهم تعسفيا، حيث أن بعضهم محتجزين منذ سنوات”.

وأدانت المنظمة “تدهور الحالة الصحية للصحفي يونس عبدالسلام المختطف لدى جماعة الحوثي منذ 10 أشهر في سجونها”، داعية سلطة الميليشيا الى “الإفراج الفوري عنه، وعن كافة الصحفيين المختطفين لديها دون قيد أو شرط”.

ومساء الأربعاء الماضي (15 يونيو 2022)، قتل الصحافي اليمني صابر الحيدري، بعبوة ناسفة استهدفت سيارته في العاصمة المؤقتة عدن، وأودت بحياته واثنين آخرين، وإصابة الشخص الرابع، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، قتلت المصورة الصحفية رشا عبدالله الحرازي، وهي حامل في الشهر  التاسع، في انفجار عبوة لاصقة بسيارتها بذات المدينة بعد أن كانت في طريقها إلى المستشفى للولادة، فيما أصيب زوجها الصحفي محمود العتمي في الانفجار.

وفي صنعاء، يواصل الحوثيون اعتقال عدد من الصحفيين، أبرزهم الصحفيون الأربعة الذين أصدرت بحقهم أحكاما بالإعدام بعد اختطافهم وإخفائهم وتعذيبهم منذ العام 2015، وهم “عبدالخالق عمران وتوفيق المنصوري وأكرم الوليدي وحارث حميد”