Home News Arabic and International

الجيش الأمريكي يحاكم عقيداً وفر السيجار الكوبي لصدام في سجنه

الجيش الأمريكي يحاكم عقيداً وفر السيجار الكوبي لصدام في سجنه

 يحاكم الجيش الأمريكي قائداً عسكرياً أمريكياً سابقاً بتهمة مساعدة العدو والسماح لمعتقلين بارزين بإجراء محادثات هاتفية دون رقابة في معتقلات من بينها المعسكر الذي قضى فيه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لحظاته الأخيرة.
وبرر محامي العقيد الاحتياط بالشرطة العسكرية، ويليام ستيل، تصرفات موكله بمحاولة “كسب عقول وقلوب العراقيين”،
وتتركز الأنظار على محاكمة ستيل كونه أول عسكري يوجه له الجيش الأمريكي تهمة مساعدة “العدو” منذ غزو العراق عام 2003.
وتزايدت حدة الاهتمام بالمحكمة فور أن كشفت الاستجوابات التي استبقتها مزاعم إجازة ستيل، 52 عاماً، شراء سيجار كوبي إلى
صدام.
ويوجه الجيش الأمريكي أربعة تهم إلى القيادي العسكري السابق، بجانب مساعدة العدو، منها السماح لمعتقلين باستخدام هواتف محمولة،
ومنح امتيازات لعراقية تعمل كمترجمة.
وأقر ستيل، في وقت لاحق من الشهر الجاري، بثلاث تهم منها التعامل بإهمال مع وثائق سرية.
وقال الجيش الأمريكي إن ستيل قد يواجه أحكاماً بالسجن تصل إلى ست سنوات، كعقوبة قصوى على التهمة بجانب التسريح من
الخدمة.
وقال الجيش الأمريكي إنه عثر على 11054 وثيقة سرية في سكن ستيل.
ويواجه العسكري السابق عقوبة السجن مدى الحياة، حال إدانته بتهمة مساعدة العدو.
وقال الناطق باسم الجيش الأمريكي، رودلف بارويل، إن القوات المسلحة استبعدت عقوبة الإعدام المحتمل.
ووقعت الحوادث إبان الفترة من أكتوبر/تشرين الأول عام 2005 وفبراير/شباط العام الحالي، حيث عمل ستيل كقائد لكتيبة الشرطة
العسكرية الـ451 في سجن “معسكر كروبر” حيث قضى الرئيس العراقي لحظاته الأخيرة قبيل إعدامه في ديسمبر/كانون الأول عام 2006.
وأنتقل ستيل لاحقاً للعمل كضابط رفيع في الكتيبة 89 التابعة للشرطة العسكرية في “معسكر فيكتوري.”
ولم يُحدد الجيش الأمريكي الشخصيات التي سمح لها ستيل بإجراء محادثات هاتفية أو إذا ما كان صدام من ضمنهم.
ونقل مسؤولون عسكريون إن افتتاح المحاكمة العسكرية الاثنين جرى خلف أبواب مغلقة نظراً لسرية المعلومات.
وصرحت محامية ستيل، النقيب يولاندا ماكاري، قائلة: “المحاكمة ليست حول مساعدة العدو، بل حول عقيد أراد ضمان معاملة
إنسانية لمدنيين معتقلين في معسكر كروبر.”
وأضافت قائلة: “بذل قصارى جهده لتطبيق الإرشادات المتوفرة له، وعمل على الفوز بقلوب وعقول العراقيين، أراد أن يقوم
بواجبه.”
وأردفت قائلة إن موكلها حاول “تحسين صورة أمريكا” بين العراقيين ومعاملتهم باحترام وكبرياء.
وقال شهود عيان قبيل المحاكمة في يونيو/حزيران إن ستيل أجاز شراء السيجار الكوبي إلى صدام، وإقامة علاقة صداقة مع ابنة معتقل
واستخدام سلاحه لاستفزاز حراس السجن. وأسقط الجيش الأمريكي كافة هذه التهم لاحقاً.
وطالب الادعاء العسكري، النقيب دانيل مايرز، المحكمة توجيه كافة التهم إلى ستيل، المعتقل في الكويت منذ مارس/آذار.
وجاء في طلب مايرز أن “بعضاً من أهم وأخطر المعتقلين كانوا محتجزين في معسكر كروبر” وأن “حوادث” وقعت جراء
الاتصالات الهاتفية التي سمح بها ستيل، مما عرض حياة جنود أمريكيين إلى الخطر.
إلا أن مايرز لم يفصح عن ماهية تلك “الحوادث.”
وأشار إلى نشأة علاقة “غير لائقة” بين ستيل وإحدى المترجمات المتزوجات، مضيفاً “كانت المفضلة لديه ونمت بينهما علاقة
شخصية عميقة.”
ولم يسبق أن وجه الجيش الأمريكي، ومنذ غزو العراق، تهم التواطؤ مع العدو سوى إلى الإمام النقيب جيمس جي. يي، عقب اتهامه
بالارتباط بشبكة تجسس في معتقل غوانتانامو بخليج كوبا.
وأسقطت التهم عن جي وسرح بصورة مشرفة من الخدمة العسكرية.