Home News Locally

المؤتمر السابع للحاكم.. حضره الرئيس فغاب الحزب

مؤتمر الدفاع عن الفساد

مؤتمر الدفاع عن الفساد

لا جديد  في مؤتمر الحاكم  الذي اختتم اعماله الاثنين  بمدينة عدن سوى ان  صورة العبث والفوضوية وغياب الديمقراطية زادت وضوحا  في حزب  يدير  مقاليد الحكم في البلد  ويعول عليه محاربة فساده...؟!
وفي المؤتمر التاسع للحزب الحاكم  غاب الحزب المؤسسي الذي لم  يوجد اصلا وحضر شخص الرئيس  باعتباره الحزب  والامر الناهي  في كل شيئ.

فردية
خلافا لتفاؤل عديد سياسين   ومراقبين  بان مؤتمر  "الحاكم" سيستوعب تردي الاوضاع التي وصلت اليها البلد اليوم كانت المفاجأة ان المؤتمر برموزه الحاكمة كانت مدافعه عن فساد 28 عاما اوصل البلاد فيها الى اسفل مراتب التنمية  والتطور,واثبت عدم نيته  في اجرى اصلاحات جوهرية او انتهاجه للديمقراطية وسيلة لادارة الحكم.
كان رئيس البلد هو الحاسم لمعظم قضايا المؤتمر  دون حضور الديمقراطية او ظهور اراء  ووجهات مختلفة , ايماننا بقاعدة مؤتمرية مفادها "لا مخالفة لرأي الرئيس الذي لا يخطئ".
كنا نتمنى ان يمارس المؤتمريون الديمقراطية في اعمال مؤتمرهم وان  يتساوى  اعضاء المؤتمر  دون تمييز للرئيس او باجمال او اخرون ,ولكن الحقيقة المرة ان السياسية الواحدية هي من تدير  حزب السلطة والامر الذي يريده الرئيس هو الذي سيكون .
في حفل الافتتاح  تعهد صالح  بمواصلة الإصلاحات الديمقراطية والتشريعية والقضائية ومكافحة الفساد والإرهاب مؤكداً أن الديمقراطية خيار لليمنيين منذ وقت مبكر ولم يفرض عليهم من أحد الا ان ممارسات المؤتمر  اثبتت عكس ذلك ,وغيبت تدخلات الرئيس في حسم معظم القضايا  الخيار الديمقرطي  الذي تعهد بنهجه.
وقال صالح في كلمته  أنه في ظل الديمقراطية والتعددية فليتنافس المتنافسون من خلال البرامج,وان مؤتمر حزبه السابع سيكون  مؤتمرا للتجديد نحو مستقبل أفضل الا اننا لم نلحظ تغيير او تجديد  في مخرجات المؤتمر  الذي تشبث برموزه المحنطه.
تشديدات
 
عدن ثغر اليمن الباسم شهدت تشديدات امنية مكثفة شاركات فيها وحدات من الجيش و الشرطة العسكرية والامن العام والمركزي ناهيك عن  الانتشار الواسع لقوات الحرس الخاص و الحرس الجمهوري و الامن السياسي على اسطح منازل المواطنين بالمدينة وتوغلهم في الاسواق و المرافق العامة وداخل الاحياء الشعبية .
كما تعرضت السيارات الواصلة الى مدينة عدن الى تفتيش امني دقيق  بما فيها سيارات قادة الاحزاب السياسة واعضاء البرلمان  والشخصيات السياسية القادمين الى المدينة للمشاركة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر .
و كان الاخ سلطان العتواني - الامين العام للتنظيم ورئيس كتلتة البرلمانية قد تعرض مساء الاربعاء الى تفتيش  ومضايقات وتعامل غير مسئول من قبل الاجهزة الامنية في مدخل مدينة عدن  بمنطقة دار سعد دون مراعية لحصانته البرلمانية  بمدينة عدن 
وقال العتواني ان اجهزة الامن رفضت دخوله  مدينة عدن لحضور مؤتمر الحزب الحاكم  وانها فرضت عليه تفتيش دقيق وتعامل غير لائق  رغم تعريفه بنفسه واثبات هوبته البرلمانبة
واضاف العتواني ان على الحزب الحاكم ان يفرض رقابة ويشدد التفتيش على مكان انعقاد مؤتمره وليس على مداخل المدن ,معتبرا ماحدث انتهاكا صارخا للحصانة البرلمانية
وتسائل :اذا لم تنفعنا هذه الحصانة في بلادنا ففي اي بلاد اخرى اذا ستنفعنا ؟ مستنكرا الاسلوب غير الحضاري او الديمقراطي التي تتعامل به الاجهزة الامنية في محافظة عدن  مع الداخلين اليها ومواطنيها  هذه الايام والتي اثرت على حركة الناس وتنقلاتهم بسبب تواجد الرئيس هناك.
كما عاد الشيخ عبد المجيد الزنداني الى صنعاء دون حضور المؤتمر بسبب منعه ومرافقيه المسلحين  من دخول المدينة.
الكويتي أحمد الربعي  خاطب المؤتمرين قائلا: لابد أن يتوقف المؤتمر الشعبي الحاكم عن مصارعة الأحزاب الأخرى عندما يتحول إلى قبيلة .محذرهم  "من العدو الأكبر الفساد علة العلل وآفة الوطن أرجوكم نافسوا الآخرين كحزب نظيف" حسب تعبيره.
تساؤل
دعونا نتسائل ما جديد مؤتمر الحزب الحاكم  واذا دار في اروقته من ممارسات وافعال .. وهل لبى هذا المؤتمر طموحات الشعب و المتفائلين...؟
وسوى جملة من المخالفات والممارسات التي تثبت عدم رقي  "الشعبي "الى مرتبة تسميته بحزب لا نجد شيئ  جديد يمكن تناوله.
المؤتمر اعاد الرئيس صالح  ونائبه عبد ربه منصور الى قيادته في موقعي رئيس المؤتمر ونائبه واستحدث موقع جديد  هو نائب ثاني شغره عبد الكريم الارياني فيما اختار رئيس الحكومة  عبد القادر باجمال امينا عاما.. فاين التجديد  والنظر الى المستقبل حسب  كلمة الرئيس..؟
 ترشيح رئيس الوزراء باجمال  لمنصب الامين العام للمؤتمر قوبل برفض عدد كبير من المشاركين في المؤتمر إلا أن النتيجة حسمت لصالحه في النهاية ضد منافسه الأمين العام المساعد للشئون التنظيمية وزير الإدارة المحلية "صادق أمين أبوراس".بعد تزكية الرئيس لباجمال ماجعل القاعة  تؤيد تزكية الرئيس
انسحاب وخيبة امل
وعلم  من مصادر مطلعة ان عدد من اعضاء المؤتمر السابع للمؤتمر الشعبي العام  انسحبوا من فعاليات المؤتمر مساء الجمعة بسبب  غياب الديمقراطية  في عمل  المؤتمر  ,واحتجاجا على الالية  التي  اديرت بها المؤتمر .
وقالت المصادر ان  المنسحبين  اعترضوا على  الالية التي انتخب بها عبد القادر باجمال امينا عاما للحزب الحاكم  ,بتدخل  من رئيس الجمهورية ما جعل المسألة محسومة  .
وافادت ان الرئيس صالح  قام بترشيح باجمال لمنصب الامين العام  ما جعل اعضاء المؤتمر  يزكون مقترح الرئيس  ارضاء له وليس قناعة في باجمال الذي  لاقى معارضة كبيرة من مندوبي المؤتمر ,ما يعني ان   انتخاب باجمال امينا عاما للمؤتمر الشعبي  لم يكن استجابة لقناعة  اعضاء المؤتمر وانما ارضاء وخوفا من مخالفة الرئيس  الذي يريد باجمال الذي من المحتمل ان  تكون هذه الخطوة هي الاولى في طريق ازاحته من رئاسة الحكومة الفاسدة.
مراقبون وسياسيون عبروا  عن خيبة أملهم لعدم حدوث اي تغيير في  المؤتمر السابع للحزب الحاكم ,وقالوا في تصريحات مختلفة اجرتها معهم "الوحدوي نت"ان إعادة الحزب الحاكم للوجوه القديمة الى قيادته دون  الاقتناع بمبدأ التغيير فان ذلك مؤشرا سلبيا فيما يخص الديمقراطية داخل المؤتمر الشعبي الذي يعتمد على شخصيات قيادة النظام دون محاولة خوض الحياة الحزبية كحزب مؤسسي ديمقراطي يتيح للكفاءات والقدرات والوجوه الشابه فرصتها قي الوصول الى المواقع القيادية
واعتبروا اعادة رئيس الجمهورية ونائبه الى موقعي رئيس المؤتمر ونائبه ,اضافة الى ايجاد موقع جديد للسياسي عبد الكريم الارياني كنائب ثاني لرئيس المؤتمر وهو الموقع الذي تم استحداثه بمقترح من رئيس الجمهورية يظهر عدم قناعة حزب المؤتمر بالتغيير واعتماده على الشخصيات القديمة والمرتبطة بالسلطة بشكل مباشر .
تمثيل
سيناريو مسرحي  جرت احداثه  في قاعة المؤتمر عندما انبرى الدكتور الارياني الى منصة المؤتمر متحدثا بان مسألة  البت في قضية  تحديد  المؤتمر لمرشحه الى الانتخابات الرئاسية  القادمة من صلاحية اللجنة الدائمة حسب  النظام الداخلي , بعد ان مسك النائب ياسر العواضي المايكروفون داعيا المؤتمرين الى اختيار  الرئيس مرشحا لهم ,وما يدعي للضحك  ان العواضي هو الشخص الذي  ايد قرار الرئيس صالح بعدم الترشح مرة اخرى في عديد ندوات في فترات ماضية متقنا فنون المزايدة على احزاب المعارضة حينما كان يدعيها لعدم الوقوف بجانب صالح
في جلسة لاحقة تقدم نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي  امام المؤتمرين طارحا مقترحا باختيار المؤتمر للرئيس  صالح مرشحا في الانتخابات الرئاسية باعتبار المؤتمر أعلى هيئة تنظيمية للمؤتمر ليوافق الاعضاء على مقترح "هادي".
وقبل ذلك  قدم شباب المؤتمر الشعبي وثيقة معمدة بالدم ناشدوا فيها الرئيس بالعدول عن قراره ..هذه المسرحية التمثيلية هدفت لايجاد مبررات لعدول الرئيس عن قراره الذي لاقى ترحيبا شعبيا واشادة دولية كبيرين.
تدخلات
تدخلات الرئيس في تحديد هوية من يصعد او يسقط كانت بارزة  حيث  رشح  محمد أبو لحوم  الى اللجنة العامة دون خوضه للاقتراع مكأفأ ة لأنه دخل المؤتمر مع حزبه الجمهوري، حسب قوله , وعبدالله مجيديع لانضمامه المؤتمر رغم أنه كان عضوا في المكتب السياسي للإشتراكي وما كان امام القاعة الارفع  أيديها بالموافقة.
القيادي المؤتمري السابق  عبدالسلام العنسي  منع من الترشح للتنافس على المناصب القيادية في المؤتمر دون معرفة الاسباب فيما فاز اربعة من أقرباء الرئيس  في قيادة المؤتمر وهم  كل من عبدالرحمن الأكوع، محمد عبدالإله القاضي، ويحي دويد، واحمد الحجري بعضوية اللجنة العامة.
وكما كان الرئيس هو  الموجه لاعمال المؤتمر كان حاضرا بقوة كذلك في بيانه الختامي  الذي وجه أعضاء اللجنة الدائمة بان يجعلوا نصب أعينهم  جهود الرئيس في تسع نقاط  ذكرت مناقب الرئيس  وصفاته القيادية الفذة  ومساعيه لترجمة اهداف الثورة  والحفاظ على السيادة الوطنية... هنا اتسائل اين السيادة في مقتل الحارثي  والتفريط بالاراضي اليمنية لمصلحة السعودية.
فاقد الشيء
فاقد الشيء لا يعطيه هكذا وصف عديد مشاركين في احد منتديات الانترنت ناقش  توقعات المشاركين فيه مخرجات مؤتمر الشعبي  فاجمع عدد من المشاركين ان المؤتمر لايملك  رصيد ديمقراطي فلذلك يصعب ان ننتظر منه شيئ  في هذا المجال .
و ما لا يمكن اغفاله ان مؤتمر الحزب الحاكم  كان مؤتمرا للدفاع عن الفساد .. حيث بدا ذلك جليا من كلمة رئيسه الذي  ظل يدافع عن حكومته وحزبه غير مستشعرا بالاوضاع المأساوية التي وصل اليها البلد بسبب حكوماته المتتالية وحزبه الهش.
انتهى المؤتمر السابع للحزب الحاكم وكأن شيئ لم يحدث سوى بعزقة ما يقارب 7 مليارات ريال  وربما اكثر لو كان هناك قانون ابرئ الذمة..
حضر الرئيس فغابت الديمقراطية  وزادت حقيقة ان المؤتمر الشعبي العام هو الرئيس وبدونه لا يوجد حزب اسمه المؤتمر .

[email protected]