Home Articles Dialogues اللواء حاتم أبو حاتم : النظام السابق يستهدف القوات الجوية ويعرقل مهمة بناء الجيش
اللواء حاتم أبو حاتم : النظام السابق يستهدف القوات الجوية ويعرقل مهمة بناء الجيش
الوحدوي نت
الوحدوي نت

قال الخبير العسكري اللواء حاتم ابو حاتم ان من ابرز تعقيدات بناء جيش وطني قوى هو الركام الذي خلفه النظاتم السابق والثقافة التي تركها داخل قوات الجيش القائمة على خلق الولاءات والتبعية للافراد لا الوطن.

الوحدوي نت

واكد ابو حاتم وهو عضو فريق بناء الجيش والأمن بمؤتمر الحوار الوطني النظام السابق صحّر الجيش من القوى الوطنية وأصبح كله جيشا شكليا ووهميا، واوضح ان قوام القوة العسكرية 450ألف في المرتبات، في حين لا يوجد على أرض الواقع إلا آلف، منهم حوالي 20ألف مرافقين للمشايخ وللقادة.

وفي حوار مع (الصحوة نت) تحدث ابو حاتم عن عديد قضايا تخص الجيش وهيكلته وما تمم ازاء ذلك والعراقيل التي تقف على الطريق.

ولاهمية الحوار يعيد (الوحدوي نت) نشره:

حاوره/ عبدالله المنيفي

* حبذا لو تطلعنا أولاً عن ما أنجزه فريق بناء الجيش والأمن بمؤتمر الحوار الوطني خلال الأشهر الماضية.

- بدأ فريق الجيش والأمن خلال الأيام الماضية برنامج النزول الميداني للوقوف على الوضع الميداني للقوات المسلحة والأمن، والاطلاع على سبع المناطق اللوجستية التي أعلنت، وكذلك الخطوات التي اتخذتها قيادة القوات المسلحة ورئاسة هيئة الأركان العامة، في توحيد الجيش وإعادة الهيكلة وإلى أين وصلت هذه الخطوات، وقد اطلعنا على انجاز خطوات كبيرة، لكن ما زالت هناك عراقيل تعيق التوحد الكامل للجيش.

* ما أبرز هذه العراقيل التي تواجه استكمال توحيد الجيش؟

- أبرزها الانقسام الحاصل في الجيش، والولاءات التابعة لمراكز النفوذ، وبالذات للحاكم السابق، حيث غير عقيدة الجيش إلى ولاء شخصي للأسرة وللفرد، وحتى على مستوى الوحدات كل قائد وحدة ولاءه كما يقال للزعيم ويبني وحدته بولاء شخصي للقائد نفسه، وصارت القوات المسلحة جزر، كل لواء تابع لقائده الذي يدين بالولاء للرئيس السابق، وهذه مشكلة كبيرة جداً حتى أن القوات المسلحة شبه مجزأة من العناصر الوطنية وبالذات جزء الجيش الذي من الجنوب، والذي أُقصي بعد حرب 94 وهذا كان جيشا حقيقيا، صحيح أنه كان تابعا لحزب معين، لكنه بُني بناء صحيحا، وكان جيشا احترافيا ولديه كفاءات، وخلال الـ36سنة الماضية، النظام السابق صحّر الجيش من القوى الوطنية واصبح كله جيشا شكليا ووهميا، حيث أن القوة العسكرية 450ألف في المرتبات، في حين لا يوجد على أرض الواقع إلا 120ألف، منهم حوالي 20ألف مرافقين للمشايخ وللقادة.

* معنى هذا أن المعالجة في هذا الجانب لم تبدأ بعد فضلاً عن أن تستكمل.
 

- ما زالت.. المعالجة صعبة جداً وتحتاج لوقت.

* لماذا صعبة جداً ما دام قرارات هيكلة الجيش قد مهدت الطريق؟
 

- التمردات في الجيش دليل على ذلك سواء في مأرب أو في البيضاء، كما نشاهد اللواء الثالث جبلي الذي كان تابع لخالد علي عبدالله صالح، وفي كثير من الوحدات اتضح أنها وحدات وهمية، القائد يستلم مرتبات وهي عبارة عن ميليشيات كلها أو معظمها في البيوت، وهذه المعضلة صعب جداً معالجتها لأنه لو تم مثلاً الغاء هذه الأسماء الوهمية سيتحولون إلى مخربين في المناطق؛ لذلك التداعيات كبيرة جداً وقيادة الجيش والمفتش العام يعملون ليل نهار وبجهد كبير من أجل ذلك، مثلاً نحن نزلنا حضرموت، وقوات الأمن في حضرموت الشاسعة، في المرتبات حوالي أربعة ألف جندي وضابط لكن في الواقع لا يوجد غير ألف فقط، في حضرموت كلها التي تمثل 30% من مساحة اليمن وفيها البحر وفيها حدود مع دول أخرى، وفيها التهريب والقاعدة، وسُخر الجيش ليقوم بأدوار أمنية في نقاط وغير ذلك وهذا يعرض الجنود للفساد، حيث يبتزون الناس في النقاط، ولذلك الصعوبات كثيرة جداً، ولو تم بناء جيش جديد كان سيكون أسهل من ترميم الموجود؛ لأن ما هو الآن مثل الركام الكبير لعمارة وتريد أولاً أن تزيل الأنقاض، وهذه الأنقاض مليئة بالألغام، فأنت لا تستطيع أن تزيل هذه الانقاض بحراثة أو شيول، وإنما بالأيادي لأنه ملغم، فالأمر صعب جداً نحو إعادة البناء الآن.

* هل فريقكم متابع بدقة خطوات إزالة الألغام وإعادة البناء؟
 

- لقد اطلعنا ونحاول بالتنسيق مع قيادات القوات المسلحة والأمن وقيادة هيئة الأركان، وكذلك بقية فروع القوات المسلحة ايجاد معالجات آنية لكثير من القضايا، منها إعادة المبعدين قسراً.

* هناك شبه اتفاق أن خطوات استكمال الهيكلة وتوحيد الجيش تسير ببطء، كيف تقيمون ذلك؟ وكم قطعت؟
 

- فعلاً هي تمشي ببطء نتيجة الظروف الصعبة وإعادة البناء الذي ذكرت لك، ولكن تمشي إلى الأمام، والدليل أنه حتى الوحدات العسكرية كانت شبه جزر، ولذلك لا بد من غربلة القوات المسلحة، من أجل تجسيد الوحدة الوطنية داخل الوحدات، تصور قائد من منطقة معينة، من 80- 90% من الوحدة هم من قبيلته وهذا يتنافى تماماً مع معايير القوات المسلحة التي تخدم الوطن، فصارت تخدم أفرادا فقط، وهناك صعوبة في الدمج وإعادة الغربلة، ونحن نقدر لوزارة الدفاع وهيئة الأركان الجهود التي يبذلونها، إضافة إلى المواجهات اليومية للقوات المسلحة مع قطاع الطرق والكهرباء والنفط، ومع المخربين والإرهابيين والمهربين على الحدود البحرية أو البرية فيه صعوبة جداً لأنهم يعيشون معارك يومية في المواجهات، ويحاولون إعادة البناء وتوحيد القوات المسلحة، والأمر ليس بهين.

* ما جرى خلال السنتين الماضيتين من استهداف القيادات العسكرية والأمنية بالاغتيالات، إلى ما ترجعونه؟
 

- أنا أرى أن هناك اختراقات للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية من القوى المعادية وبالذات من الذين يوصفون بالإرهابيين، لما رأينا في حضرموت قبل أن يستهدفوهم يصدروا منشورات بأسماء المستهدفين ثم ينفذون، ويقول لنا محافظ حضرموت إن المكلا نفسها فيها كثير إرهابيين فما بالك بالمناطق النائية؛ لأن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية محدودة جداً، تصور أن في كل مديرية من مديريات حضرموت سبعة جنود فقط.. ماذا يعملون في هذه المناطق الشاسعة، ولذلك حتى عندما ضُرب الإرهابيون في أبين وشبوة معظمهم هربوا إلى هذه المناطق الواسعة لأنها توفر لهم عدم المواجهة لعدم وجود قوات حقيقية لهذه المواجهة.

* هذا يعني أن الهيكلة وتقسيم المناطق لم تحقق أي تقدم في مواجهة المسلحين؟
 

- المناطق شُكلت قريباً قبل حوالي شهر، وإلى الآن لم يتم استكمال الترتيبات، فمثلاً قائد منطقة في حضرموت طرح أنه لم يُلم بالوضع العسكري والجانب المالي في المنطقة، وهذا يحتاج إلى جهود ومن الرئيس بالذات واجراءات من حكومة الوفاق التي حقيقة لم تنجز على الأرض أعمالا للقضاء على الفساد، وتقوم بدورها في إقالة الفاسدين، فمثلا المحافظون معظمهم ليسوا أهل لهذه المحافظات، فلم يتم التغيير في مناطق كثيرة جداً والاستجابة لأهداف التغيير، سواء أهداف شباب ثورة فبراير، أو عبر المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، معظم الفساد ما يزال موجودا، حتى في القوات المسلحة.

* ما هي الاستراتيجية التي يجب أن تعمل بها الدولة لمواجهة جماعات العنف المسلحة، خصوصاً في ظل ما تردد عن تواجد عناصر الإرهاب في غيل باوزير وقبلها أبين وكذلك في ظل سيطرة جماعة الحوثي المسلحة على صعدة.. كيف ستفرض الدول سيطرتها على كل هذه المناطق؟

- هذه هي التركة الهائلة من المآسي والضياع للبلد من مخلفات النظام السابق، كل هذه من آثاره هو الذي أوجد كل هذه التناقضات، سواء كانت القاعدة، هو كان يستفيد أن يحارب القاعدة ويحصل على مساعدات، ويدعم القاعدة لكي يواصل طرحه أنه لدينا إرهاب، هذا النظام الوحيد في الوطن العربي الذي كان يتاجر بشعبه أنه شعب إرهابي ويغذي هذه المشاكل.

* ومشكلة سيطرة الحوثي على صعدة وسلوك العنف؟
 

- حرب صعدة اختلقها النظام في تحالفه أولاً مع الحوثيين ثم الانقلاب عليهم، ثم ضرب صعدة بالطرق الخاطئة وتدمير القرى، حتى تمرد الكثير وكانت بدايتها فقط في جبل مران، ثم قتل حسين بدر الدين الحوثي، وطلع والده للقاء الرئيس السابق، ثم كانوا يختلقون المشاكل لكي يحصلوا من السعودية على أموال أنهم يحاربون الحوثيين، والدماء والخسائر كلها على حساب الشعب اليمني وعلى حساب أبناء القوات المسلحة وكله على حساب اليمنيين، في صعدة دُمر أكثر من 21لواء وكانت مراكز القوى في السلطة عن طريق صعدة وحرف سفيان تدعم المسلحين، وكما حصل في الكود بأبين كان معظم الدعم من النظام السابق للإرهابيين، ولما اُنتخب الرئيس عبدربه منصور خلال شهرين استطاعت القوات المسلحة أن تصفي هذه المناطق من البؤر القاعدية التي كانت مسيطرة على معظم مناطق أبين.

* ما هو المطلوب اليوم للتغلب على كل هذه المعضلات وليكون للجيش دوره الوطني؟
 

- المطلوب هذه المعالجات، والتكاتف لإنجازها، وكذلك قرارات، فالقرارات التي اتخذها الأخ الرئيس هي الخطوات الأولى وليست النهائية، يجب أن يتم سريعاً دمج القوات المسلحة وإعادة هيكلتها ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب حسب معايير وطنية، ومعايير الأقدمية والكفاءة وليس الولاءات الضيقة التي كانت تتبع الفرد أو المنطقة أو القبيلة أو الأسرة، يجب أن تغير عقيدة الجيش لأنه كان الجيش في الماضي عبارة عن مرتزق، مقابل المعاش يعطي الجندي ولائه للقائد، والقائد ولائه للحاكم، الآن يجب أن تغير العقيدة القتالية للجيش بأن يكون جيش الوطن الذي يدافع عن الوطن ويحمي الدستور، ويصفى من الفساد بحيث تعطى الحقوق للضباط والجنود، ويتم تأهيلهم وتعاد الهيكلة بالدرجة الأولى بالنسبة للضباط حسب الأقدمية كما هو معروف في كل العالم، والتي ألغيت تماماً، واستبدلت حتى أصبح الضابط المتأخر يقود الأقدم، فيجب إعادة الاعتبار للضباط وللجنود، وإعادة الثقة التي فُقدت بين الجيش والمواطنين، وكذلك إعادة الهيبة للقوات المسلحة، قبل أن تكون قوة ضاربة تكون لها الهيبة في الدفاع عن الوطن وحماية الدستور.

* ما تتعرض له القوات الجوية من استهداف وخسارة لكوادرها وطائراتها، في أي إطار يندرج؟
 

- أنا شخصياً مهندس طيران وطرحت هذا من زمان، كانت القوات الجوية مرتعا للفساد عن طريق القيادة السابقة والولاء الضيق للقائد نفسه، وأقصيت الكفاءات الفنية من القوات الجوية وحل محلها الولاءات، لكن بعد أن تم التغيير حصل هذا التدمير الهائل، طائرات ضخمة مثل اليوشن62 هذه من أضخم طائرات النقل في العالم تحرق في المطار.

* طائرتين أو ثلاث تحرق داخل المطار.. من وراء هذا؟
 

- أكيد أنه بتآمر، وهذا لا يكون إلا بتآمر، الطائرات تتساقط لأن قطع الغيار لم يكن مستور عن طريق المصنعين، وإنما كانت تأتي عن طريق السوق السوداء، ومعظمها كانت مستهلكة، وأخيراً ثلاث طائرات التي اُستهدفت، وأكثر من ذلك، هناك طائرات ضُربت بالرصاص ولم تسقط، حوالي 6 أو 7 طائرات مقاتلات ضربت ولكن لم تسقط.

* لماذا القوات الجوية بالذات؟
 

- لأنها لم تكن تحمي الكرسي، والآن بدأ التوجه لبناء قوات جوية حامية للوطن، فتم استهدافها لأنها أهم قوة تحمي حدود اليمن وسماءه من أي اعتداء خارجي، لذلك تم استهدافها، وخصوصاً بعد التغيير الذي حصل، حيث بدأت القوات الجوية يصبح ولاؤها للوطن وللقيادة والرئيس المنتخب.

* من المستفيد في نظرك من إضعاف القوات الجوية وكل وحدات الجيش؟
 

- المستهدف للقوات الجوية في اعتقادي هو النظام السابق، إضافة إلى الجماعات المسلحة، لأن القوات الجوية تخيفهم، لأنها تطاردهم، في الماضي لم يكن هذا السلاح يُستخدم ضدهم.

* قضية المبعدين والمسرحين من مواقعهم في الجيش من أبناء المحافظات الجنوبية خصصتم لهم مجموعة ضمن فريقكم.. ماذا حققتم حتى الآن لعودتهم إلى مواقعهم؟
 

- الواقع أنا شخصياً واحد من المقصيين، لكن لا اتجرأ أن اتكلم أمام الإخوة الجنوبيين، أنا منذ 78 عندما ساهمت في حركة انقلابية ضد علي عبدالله صالح وحُكم بإعدامي وأقصيت إلى يومنا هذا، وكنت أول مهندس طيران يحصل على شهادة الماجستير في الطيران على مستوى الشمال والجنوب في عام 1970 وأُقصيت إلى يومنا هذا، لكن ما جرى من إقصاء لأبناء المحافظات الجنوبية في القوات المسلحة جريمة لا تُغفر، فالذي أقصاهم هو الانفصالي الحقيقي، أن تقصي جزءا من أبناء الوطن من القوات المسلحة أصحاب كفاءة وحرفية وتعلموا تعليم عالي هذا هو الانفصال، وهذا كما فعل بريمر في العراق عندما نصحوه الصهاينة أن يلغي الجيش العراقي ليُهان الشعب وجيشه، فتحول الجيش العراقي إلى مقاومة، وإلى الآن المقاومة العراقية من أقوى المقاومات اليتيمة التي لا أحد يدعمها، كذلك الإخوة في الجنوب صبروا صبراً كبيراً، وتحملوا الغبن على مدى 22عام، وكان يجب أن تجري المعالجات قبل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني ولكن للأسف تأخر هذا، وأرى بأن من أهم مقومات بناء الدولة اليمنية الحديثة التي يتوق إليها اليمنيين هو حل القضية الجنوبية حلاً جذرياً باستعادة كل ما نُهب وإعادة الموظفين وإعادة المقصيين قسراً إلى وحداتهم، وكذلك بناء الجيش على أسس وطنية، خالية من الأسماء الوهمية التي يعاني منها الجيش هذه هي مقومات بناء الدولة ووحدة حقيقية.

أبناء الشعب يعلقون عليكم كأعضاء بمؤتمر الحوار آمالاً كبيرة.. أنتم في فريق بناء الجيش والأمن كيف تسير الأمور من أجل آمال اليمنيين في بناء جيش وطني؟

- في البداية كان الأمر صعبا جداً، وفريق بناء الجيش من أطراف متعددة لم يكن يجمعهم أي شيء، بل تناقضات كبيرة جداً، ومع الوقت تم التعارف، وأقول أن هذا الفريق بمجموعاته الأربع من أفضل الفرق انسجاماً، والكل يبذل جهده سواء المدنيين أم العسكريين، الجميع نسي من أين جاء وأصبحنا نشكل فريقا واحدا وعملا متواصلا للدراسة والبحوث والاطلاع على كل كبيرة وصغيرة من أجل بناء جيش على أسس وطنية، يشارك فيه كل فئات الشعب اليمني، جيش يحمي ولا يحكم، يحمي الوطن إلى جانب قوات الأمن، ويحمي الدستور الذي سيُعد من خلال الحوار وتشار فيه كل فئات الشعب اليمني، ونطمح أن يكون جيشنا من أقوى جيوش المنطقة لما لدينا من قدرات بشرية.

* ماذا تود أن تقول في ختام هذا الحوار؟
 

- على اليمنيين جميعاً أن ينقلوا الحوار من مؤتمر الحوار، إلى كل فئات الشعب لنرسخ ثقافة الحوار والنضال السلمي ونتخلص من ثقافة العنف، لخلق يمن ديمقراطي مدني جديد، نكون فيه جميعاً جبهة وطنية متماسكة من أقصى اليمن إلى أقصاه.