الرئيسية الأخبار شؤون تنظيمية

(الوحدوي نت) ينشر نص البيان السياسي الصادر عن الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري حول تدهور الأوضاع في مدينة عمران

  • الوحدوي نت - خاص
  • منذ 10 سنوات - Friday 11 July 2014
(الوحدوي نت) ينشر نص البيان السياسي الصادر عن الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري حول تدهور الأوضاع في مدينة عمران

بسم الله الرحمن الرحيم

هَٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ

صدق الله العظيم

تتعرض الجمهورية اليمنية – شعبا وترابا وقيما- لخطر داهم وحقيقي، ليست الفتنة التي أُركِست فيها مدينة عمران الجريحة سوى إحدى حلقات مسلسل رعب تفتيت الوحدة الوطنية، وتدمير منجزات ومقدرات الوطن، وهو المسلسل الذي توعد به علي عبد الله صالح الشعب عقابا له على ثورته الشبابية الشعبية السلمية، ضد فساد المخلوع وعصابته، الممتد لثلث قرن من الزمن، مورس خلاله نهب منظم للثروات الوطنية، وتدمير مبرمج للقيم السامية المترسخة في مجتمعنا حضاريا ودينيا. ويرتفع مستوى هذا الخطر مع تأجج الصراع بين مشروعات غير وطنية، ضيقة برؤاها، رجعية بأهدافها، ووحشية بأدواتها وأساليبها. تستمد وقودها من مصادر خارجية -إقليمية ودولية-اختارت الساحة اليمنية لتكون مسرحا لحربها الباردة ومعاركها الساخنة، مستغلة ضعف النظام السياسي، وغياب الدولة المدنية الديمقراطية.

الوحدوي نت

شعبنا المناضل:

إن القوى المتصارعة - وإن كانت تتناقض مصالحها في محاولة كل طرف السيطرة، وفرض أجندته على الآخرين- فإنها حتما تتفق جميعها على عرقلة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، التي سبق أن وقعت هي نفسها عليها، ربما من قبيل المناورة والمزايدة، إلا أنها بالنظر إلى ثقافتها التقليدية المشدودة إلى الانتماء القبلي أو المذهبي أو الطائفي، لن تكون بأي حال من الأحوال صادقة في المشاركة الفاعلة بإقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة. إذ أنها تعي أن هذا الهدف الذي يتطلع إليه شعبنا المناضل، يتعارض مع مصالحها كقوى تقليدية، ويتناقض مع مقومات وجودها واستمرارها. وبالتالي أثبتت التجربة، أنه كلما تقدمت القوى الوطنية الحية بخطوات جادة نحو تحقيق الدولة المدنية، فإن القوى المتصارعة تتعمد اشعال بؤر توتر هنا وهناك، بغية عرقلة تلك الخطوات. ويساعدها على ذلك عاملان أساسيان هما:

1-        ابتلاء الوطن بحكومة ضعيفة، عاجزة عن القيام بمهامها ومسؤولياتها، مما أتاح للقوى المتصارعة المجال لفرض أجنداتها غير الوطنية، ومكنتها من مصادرة الوظيفة العامة. وبالتالي إعادة إنتاج الفساد المالي والإداري بشكل أكثر ضراوة وتغولا عما كان عليه في العهد السابق.

2-        تعدد ولاءات قطاعات مهمة في الجيش والأمن، قبليا وحزبيا، وقد زاد الطين بلة، استغلال الوضع غير الطبيعي في المرحلة الانتقالية، من قبل مراكز القوى في تغذية القوات المسلحة والأمن بعناصر جديدة موالية لها، مما أفقد تلكما المؤسستين المهمتين صفتي الوطنية والاحترافية. 

يا أبناء أمتنا العظيمة:

إن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، إذ يستشعر مسؤوليته الوطنية، وحرصه الشديد على العمل لوقف نزيف الدم اليمني الغالي، ووضع حد للدمار الحاصل لمقدرات البلد وإمكانياته الاقتصادية والعسكرية، ومنع التدهور الخطير للأوضاع، وحرصا على عدم اتساع رقعة المواجهات تحت أي مسمى أو مبرر، فقد بذلنا منفردين، ومع شركائنا العديد من المساعي والمحاولات الجادة للتواصل مع الجهات المعنية لإطلاعنا على حقيقة ما يجري، من أجل بلورة موقف وطني ضاغط على أطراف النزاع المسلح والدامي، بيد أن محاولاتنا لم تجد آذانا صاغية. وبالتالي فإن التنظيم وهو يراقب عن كثب مجريات الأحداث الأليمة التي اصطنعها المقامرون في محافظة عمران، يعتصره الألم لما مر على المنطقة من ساعات الرعب، وما تكبده أبناؤها من خسائر في الأرواح والأموال، والحالات النفسية السيئة التي خلفها تهور المقامرين بأرواح الأبرياء، ضاربين عرض الحائط بكل القيم الإنسانية في رمضان المبارك - شهر الرحمة والمغفرة، فضلا عن تطاولهم على حرمة وهيبة الدولة ومؤسساتها العسكرية والمدنية؛ لذلك فإن التنظيم وهو يحمِّل الجهات المعنية مسؤولية التدهور الحاصل ،مضطر لأن يعلن على الملأ موقفه السياسي من تلك الأحداث ويجمله بالنقاط الآتية:

1-        يدين التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري كافة أعمال العنف التي تتعرض لها مدينة عمران الصابرة، وكافة المناطق اليمنية، أيا كانت هويات القوى المتصارعة فيها، ومهما كانت أهدافها، انطلاقا من مبدأ أن الأهداف النبيلة لا يمكن أن تتحقق إلا بوسائل نبيلة.

2-        يدعو التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري كافة القوى الوطنية إلى تشكيل اصطفاف وطني سياسي ومجتمعي لرفض وإدانة تشكيل ميليشيات مسلحة من قبل القوى السياسية، واللجوء إلى العنف، في التعبير عن الاختلاف السياسي بين الفرقاء، كما يكرر التنظيم الدعوة لكل القوى الوطنية إلى دعم أيه خطوات تقدم عليها القيادة السياسية باتجاه بناء الدولة المدنية الحديثة على قاعدة الشراكة والتوافق الوطني.

3-        يدعو التنظيم القوى المتصارعة إلى ضرورة تمكين كافة مؤسسات الدولة في محافظة عمران من استئناف عملها الرسمي في المرافق الحكومية، لتقديم الخدمات العامة للمواطنين، وتسيير مصالحهم المعطلة منذ احتدام الاقتتال.

4-        يشدد التنظيم على ضرورة انسحاب جميع الميليشيات المسلحة من مدينة عمران وضواحيها، وكذلك تسليم كافة المواقع والنقاط العسكرية للقوات المسلحة والأمن، ويوجه الدعوة إلى حل هذه الميليشيات، ودمجها في العملية السياسية المدنية.

5-        يناشد التنظيم الأطراف المتصارعة إلى الإسراع في تسليم كافة الأسلحة والأعتدة العسكرية التي تم الاستيلاء عليها من معسكرات القوات المسلحة والأمن، في أي وقت كان إلى الدولة، والتشديد على أن تكون مؤسستا الجيش والأمن هما الحائز والمتحكم الوحيد بالأسلحة أيا كان نوعها، بصفتهما الجهتان الوحيدتان المعنيتان بحماية حدود الدولة وأمن مواطنيها.

6-        يدعو التنظيم كافة الأطراف الموقعة على الاتفاقية الأخيرة عبر اللجنة الرئاسية، إلى الإسراع في تنفيذ بنود تلك الاتفاقية، وإشراك الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني في الإشراف على التنفيذ، من أجل فضح أي طرف يعمل على عرقلة التنفيذ. أو انتهاك أيا من بنودها.

7-        يوجه التنظيم دعوته للأخ رئيس الجمهورية إلى الإسراع بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ويشدد على ضرورة الالتزام بها من قبل كل الموقعين عليها.

8-        يكرر التنظيم مطالبته للقيادة السياسية بإعادة هيكلة الجيش على أسس علمية ووطنية بحتة، بعيدا عن الولاءات القبلية أو الحزبية ، أو المناطقية، مؤكدا على ضرورة الاستعانة بالخبرات العسكرية الاحترافية ذات الكفاءة العالية، والتي أقصيت من المؤسسة العسكرية من قبل النظام السابق، لأسباب سياسية أو مناطقية. كما يشدد التنظيم على ضرورة حيادية مؤسستي الجيش والأمن، وعدم الزج بهما في أتون الصراع السياسي، أو تسخيرهما لمصلحة أطراف ضد أطراف آخر.

9-        يدعو التنظيم كافة الأطراف المتصارعة أو حلفائها إلى وقف كافة الحملات الإعلامية المتبادلة، التي تعمل على تأجيج الفتنة بالتحريض المذهبي والمناطقي والطائفي.

10-      يحث التنظيم القيادة السياسية إلى تشكيل لجنة محايدة لتقصي الحقائق والتحقيق في كل مسببات ونتائج الصراعات المسلحة، منذ بداياتها وحتى الوقت الراهن، وتسمية الأطراف المشاركة فيها، وتحديد الناكثين للاتفاقيات التي أبرمت لإيقاف النزيف الدموي، ومنع تشريد المواطنين من مناطقهم التي تحولت إلى ساحات اقتتال. وتحديد التعويض المادي والمعنوي العادل عما لحق بهم وبممتلكاتهم من أضرار.

11-      يؤكد التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري على دعوته المتكررة إلى ضرورة تشكيل حكومة كفاءات تشارك فيها كافة القوى الوطنية الموقعة والملتزمة بمخرجات الحوار الوطني.

12-      يكرر التنظيم دعوته للأخ رئيس الجمهورية إلى ضرورة التواصل مع كافة أطراف القوى السياسية بلا استثناء، بصفته رئيسا لكل اليمنيين، وعدم اتباع سياسة النظام السابق في التهميش المتعمد للقوى الوطنية الفاعلة، والتفرد باتخاذ القرارات المصيرية، مما أدى إلى تراكم الأزمات وتفاقمها، وإحداث شق عميق في الوحدة الوطنية، وهنا ينبه التنظيم إلى أن اتباع نفس سياسات النظام السابق سوف يعرقل – حتما- الوصول إلى الدولة الاتحادية المنشودة.

المواطنون الشرفاء:   

 قبل الختام لا ننسى نحن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري الترحيب بالتحول الإيجابي لموقف أطراف الحراك الجنوبي، بما يخدم المصلحة الوطنية العليا، في مثل هذه لظروف الصعبة التي تحاول فيها قوى التخلف والفساد العودة إلى المعترك السياسي، والعمل على إجهاض منجزات الثورة الشبابية الشعبية السلمية، والزج بالوطن في مستنقع الفرقة والاقتتال بغية النيل من الوحدة الوطنية، وإقلاق أمن وسكينة المواطنين. ويدعو التنظيم إلى استمرار بذل الجهود والمساعي لإشراك بقية مكونات الحراك الجنوبي، في العملية السياسية، وبما يكفل توفير أفضل الظروف لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.

 أخيرا يضرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري إلى الله العلي القدير في هذه الأيام المباركة من الشهر الفضيل أن يتقبل ضحايا الفتنة من الأبرياء الذين أزهق المغامرون أرواحهم بلا رحمة، وأن يحتسبهم من الشهداء والصالحين، كما يتقدم التنظيم لأسر الضحايا بعظيم المواساة لما لحق بهم من أضرار نفسية ومادية ومعنوية، ويؤكد مؤازرته لهم، وللذين أخرجوا من ديارهم وأوذوا في معاشهم، حتى يحصلوا على التعويضات العادلة.

}واعْتصِموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون{

المجد والخلود لكل شهداء الوطن والأمة، والخزي والعار لكل من ناصب الوطن والأمة العداء. وعاش نضال التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري على طريق الحرية والاشتراكية والوحدة.

صادر عن الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في اجتماعها الاستثنائي المنعقد في صنعاء مساء الأربعاء الموافق 10 يوليو 2014 

12 رمضان 1435هـ