تصـريـح لــم اصـــرح او اعــلـم بــه

  • عبد الله سلام الحكيمي
  • منذ 17 سنة - Thursday 13 July 2006
تصـريـح لــم اصـــرح او اعــلـم بــه

الاستاذ محمد الخامري اخ عزيز وصحفي كفء احترمه كثيرا واقدره تقديرا كبيرا ولقد استغربت مانشره عني وحولي في موقع (ايلاف) الموقر .. ومعظم ماورد في مانشره صحيح وليس لي فيه اعتراض لانه عبارة عن اقتباسات لتصريحات سابقة ادليت بها وليس فيها جديد ..وانما اريد هنا فقط ان اعلق على ثلاث قضايا وردت تارة منسوبة الى مصادر مقربة مني واخرى تنسبه إلي مباشرة وهي:
اولاً: موضوع جبهة الانقاذ الوطني:

لقد تبادلت رسائل قصيرة بالتلفون ذات طابع شخصي مع الاخ العزيز محمد الخامري الذي سألني ما العمل بعد؟ ورددت عليه في إطار شخصي صرف ان هناك معلومات تتداول حول موضوع مثل هذه الجبهة في اوساط المعارضة في الخارج وانني لا اعلم الكثير عنها ولست مخولا بالتصريح او بالحديث عن امر لا اعلمه ولكنني اشرت عليه ان يتصل بالاخ العزيز المناضل احمد عبد الله الحسني فهو الذي بمقدوره فقط ان يصرح وطلب مني رقم تلفونه والترتيب للقاء معه وبالفعل ابلغته برقم تلفونه ورتبت له لقاء لذلك الغرض، كان هذا قبل اسابيع من الآن وانتهى الامر عند هذا الحد، واعلم كما يعلم اصحاب المهنة،اقصد المهنة،الصحفية ان هناك فارقا جوهريا بين الاحاديث الشخصية،بين اصدقاء وبين التصريح الصحفي، إذ لايكون التصريح تصريحا الا بموافقة الطرف المعني بالتصريح وهو مالم يحدث بالنسبة لي بل على العكس من ذلك اوضحت للاخ العزيز الخامري انني لست مخولا بالتصريح اصلا، ناهيك عن معرفتي بهذا الموضوع اقصد الجبهة .. ولعله من اخطر الامور على الصحفي ان يخلط بين العلاقات الشخصية وعمله المهني فلكل مجاله وخصوصياته وقوانينه.

ثانياً: اللقاء المشترك:

لا اذكر على الاطلاق، ولاينبغي، انني قلت للاستاذ محمد الخامري او غيره ان اللقاء المشترك تعامل معي او مع غيري كأطفال، فهذا مما لايليق لابالمشترك ولا بي ولابغيري.. وليس هناك مجال كي استاء من المشترك بسبب الترشيح ذلك انني -كما يعلم الاستاذ محمد الخامري وغيره- ارسلت رسالة خطية للمشترك قبل عدة شهور ونشرتها في وسائل الاعلام رجوتهم فيها وطلبت ان لا يدرجوا اسمي ضمن قائمة من يريدون من المشترك ترشيحهم للانتخابات الرئاسية بإسمه وقلت لهم بأنني سأترشح كمرشح مستقل فكيف يستقيم منطقيا ان استاء منهم إن هم رشحوا شخصا آخر، حيث اني من طلبت ذلك،ولم يكن هناك في هذا الصدد أي تعامل يمكن وصفه بتعامل اطفال او كبار لأنه لا وجود له بالاصل ..وأود بهذه المناسبة ان اعلن تضامني مع احزاب اللقاء المشترك التي تمثل، بحق، المعارضة الجادة في البلاد في مواجهة الحملة الشرسة التي يتعرض لها المشترك بسبب ممارسته لحقه في اختيار مرشحه بحرية كاملة ..ولعل اختيار المشترك لشخصية مستقلة مثل الشخصية الوطنية البارزة فيصل بن شملان يحسب للمشترك لا عليه ذلك ان المشترك وهو مجموعة احزاب مؤتلفة وقد اختار مرشحا مستقلا حزبيا إنما يدل على عمق ايمانه بالديمقراطية وعلى نفوره من التقوقع والتعصب الحزبي، إن هذا الاختيار سوف يسجل في صفحات التاريخ للمشترك بأنه الاوسع افقا والاعمق ايمانا بالديمقراطية والاكثر شعورا بالمسؤولية من غيره.. ولعلي اختتم هذه الفقرة بالاشارة الى ان انسحابي من الترشيح جاء قبل ايام عديدة من اعلان المشترك لمرشحه للانتخابات الرئاسية فمن اين سيأتي عتبي اواستيائي من المشترك إذن..

ثالثا: الانسحاب من الانتخابات:

ذكر الاخ العزيز الاستاذ محمد الخامري انني أكدت في عدة تصريحات بأنني مصمم على الترشيح سواء ترشح الرئيس او غيره وهذا صحيح لكنه فاته ان يمر على تصريحات اخرى منشورة تتجاوز ضعف التصريحات التي استند اليها والتي أكدت فيها مرارا بأنني سوف لن اخوض الانتخابات مطلقا إذا لم تتوفر الحدود الادنى من الحرية والنزاهة لهذه الانتخابات،ويعلم الاستاذ محمد كما اعلم ويعلم الآخرون أن هناك مئات الآلاف،ويقول المشترك انها قد تصل الى ثلاثة ملايين إسم مزور في جداول الانتخابات ومما يؤكد ذلك ويثبته اتفاق الحزب الحاكم والمشترك في وثيقة المبادئ الموقعة بينهما على تشكيل لجنة قانونية مشتركة لغربلة وتنقية تلك الجداول من التزوير الفظيع هذا ما اتفقوا عليه أما هل ينفذ ام لا ينفذ والى اي مدى ستمضي عملية التصحيح فذلك شأن آخر.. فهل الاشرف لمرشح مثلي ان يستمر في ترشيح نفسه في ظل وضع انتخابي كهذا ام ان الاشرف له ان ينسحب؟ ليس المهم ان يقال بأن الانسان قد ترشح ولكن الاهم هو ان يترشح الانسان في ظل معايير وشروط صحيحة وهو ماليس متوفرا..

هذا مااردت ان اوضحه تعقيبا على ماذكره الاخ العزيز الاستاذ محمد الخامري في ايلاف ولعله من المفارقات العجيبة انني كنت قبل ايام قد تبادلت الرسائل مع اخي وصديقي الاستاذ جمال عامر أبث له فيها همومي ومعاناتي واعلنت له فيها، وكان الوحيد الذي اطلعه بذلك، بأنني قد قررت اعتزال العمل السياسي العام، بما في ذلك الكتابات الصحفية والمقابلات الاذاعية والصحفية وكذا العمل السياسي المباشر بجميع اشكاله، وقررت التفرغ بالكامل لتأليف كتاب بعنوان (هكذا كنت سأحكم) وهو عبارة عن بلورة وتأصيل وتفصيل وشرح واسناد لبرنامجي الانتخابي اردت انزاله في كتاب للتاريخ ليس إلا.. اضافة الى استكمال كتابة مذكراتي التي بدأتها قبل سنوات خلت في صحيفة البيان الاماراتية.. وهو قرار جاءت هذه المناسبة،التي لم اكن اريدها ان تكون مناسبة،لتجعلني اعلنها هنا على صفحات صحيفة الوسط ..ولن ادخل بعد هذا القرار في اي سجال مع الاخ العزيز الاستاذ محمد الخامري او غيره حتى لا اتناقض مع مقتضيات ذلك القرار النهائي وحسبي الله ونعم الوكيل.

نقلا عن صحيفة الوسط