إما التغيير و إما السقوط

  • أروى أحمد
  • منذ 17 سنة - Wednesday 20 September 2006
إما التغيير و إما السقوط

عرس مكلف باذخ كيف لا؟ و الأعراس تكاليفها في تصاعد مستمر، بذخ و تكلف و نهب للمال العام و الفرصة سانحة و في أوانها؛ ذلك هو العرس الديمقراطي المؤتمري عرس لا يليق إلا بحكام المؤتمر دون سواهم.
الحزب الحاكم و مرشحه قد عقدوا العزم حقاً على إتيان ما لم يأتوا به من قبل طوال السنوات الماضية، و فترة الدعاية الانتخابية الحالية خير شاهد على حجم ذلك العزم من النهب المتصاعد دون رادع، فالدعاية الضخمة المهولة التي تجاوزت المعقول و تجاوزت بأضعاف مخصصات الدعاية الانتخابية، فمن أين؟
أليس نهباً من المال العام؟ أم أن عتاولة المؤتمر من النزاهة لينفقوا من مالهم الخاص الذي يعلم الله كيف اقترفوه؟
و حتى الشعارات لها نبرة و نغم مختلف يتسم بالترغيب و الإغراء بمستقبل واعد و غد مشرق- شعار رفعه المؤتمر لسنوات - و حيناً بالتهديد و الترهيب – بافتعال الأزمات و أن التغيير سيحمل في طياته الفتن و القلاقل التي ستكون حتماً من حبكة أسرة الحزب الحاكم و زبانيتهم الذين يتشبثون بما تحت أيديهم من مناصب و قيادات - و هذه مجرد عينة لما سيكون عليه الحال في المستقبل الموعود، فكل ما قد مضى في كفة و ما هو آتٍٍ في كفة أخرى.
و يظهر جلياَ تجنيد مقدرات الدولة في مزايدات حزب المؤتمر الحاكم من أهمها تأخير إعلان نتائج الثانوية العامة كل هذا الوقت، أيعقل أن تستخدم العملية التعليمة و نتائج طلاب الثانوية العامة و على مستوى الجمهورية ورقة مزايدة لهذا الحزب،لا لشيء إلا لأنه المتحكم بمقدرات البلد يسيرها وفق مصالحه، لا لأنه الحزب الحاكم بما تمليه عليه مسؤولياته وفق النظام و الدستور.
يضاف لذلك صرف رواتب موظفي الدولة قبل أوانها كأسلوب تلاعب و تأثير على المواطنين بحقوقهم التي ليست مجال مزايدات.
و مظهر آخر هو الأعراس الجماعية التي يقيمها المؤتمر و حكومته دون ضابط أو رابط إلا لأن الانتخابات و أعراسها موسم الغنائم.
إن دفع و تحريض إن لم نقل إرهاب و إجبار رجال المال و الأعمال و المنظمات المدنية على المشاركة في الحملة الانتخابية للمؤتمر - دون سواه – نوع آخر من استخدام السلطة للتسلط على رقاب الناس، و إلا ما الذي يدفع برجل الأعمال إلى دخول معمعة الدعاية و إهمال أعماله و تعطيل مصالحه سوى مخافة أن تطاله لعنة المغضوب عليهم من حزب الفساد الأكبر الذي يتوجب عليه كحزب حاكم رعاية رأس المال الوطني و تشجيعه و توفير أجواء الهدوء و الطمأنينة له في ظل القوانين و التشريعات لما لرأس المال الوطني من دور حيوي في النهوض بالاقتصاد الوطني.
و مع اقتراب ساعة الصفر يستمر استغلال السلطة على أشده لبث الرعب و القلاقل بين المواطنين بافتعال تفجيرات تمثيلية هزيلة لا تليق بخطط تنظيم القاعدة التي تتسم بالتدبير و التخطيط المحكم و الضربات القوية المؤثرة، ثم يسارع من في المؤتمر لتوجيه الاتهام إلى أحزاب اللقاء المشترك، مقلدين بذلك الولايات المتحدة و إسرائيل التين سارعتا باتهام المسلمين في أحداث 11 سبتمبر؛ مما يوحي بأنه عمل دبر له بليل.
أما لو كان عملاً إرهابياً حقاً فإن الإتهام الموجه للمشترك يعد جريمة و تشهيراً بأحزاب اللقاء المشترك قبل أن يقول القضاء كلمته في القضية.
هذه الإنتخابات ستكون فاتحة خير و أداة عظيمة للتغيير بما تكشفه من فساد و خروقات و ستعطي الشعب من الوعي ما يجعله يدرك جيداً ما كان غائباً عنه من مفاسد.
إن بناء دولة بناءً على فرد و ليس اعتماداً على بناء مؤسسي صحيح هو بداية سقوط للنظام القائم على حكم الفرد.
و سيأتي يوم تنهض فيه الأمة و تعلنها ثورة على الفساد و المفسدين و ستطأ أقدام الجماهير أعناق المتآمرين و الفاسدين و سيسفط نظام الفرد الفاشل في وحل الفساد ومياهه الآسنة التي طالما أغرق فيها البلاد. فالتغيير قادم لا محالة مهما طال الوقت أو قصر.

[email protected]