الوحدوي نت تنشر نص كلمة المهندس فيصل بن شملان في حفل تكريميه

  • الوحدوي نت - خاص
  • منذ 17 سنة - Tuesday 10 October 2006
الوحدوي نت تنشر نص كلمة المهندس فيصل بن شملان في حفل تكريميه

الإخوة‮/ ‬قادة أحزاب اللقاء المشترك‮:‬
أصحاب السعادة أعضاء السلك الدبلوماسي‮ ‬العربي‮ ‬والأجنبية
السيادات والسادة من المنظمات الجماهيرية اليمنية والدولية
سيداتي‮ ‬وسادتي‮ ‬الحاضرون جميعاً‮..‬
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
في‮ ‬الواقع بعد أن سمعنا كل الكلمات التي‮ ‬قيلت عن التماني‮ ‬والأماني‮ ‬والآمال والعملية الانتخابية مقدماتها ونتائجها،‮ ‬لايبدو أنه‮ »‬لم‮ ‬يزل في‮ ‬القوس منزع وفي‮ ‬الكأس فضلة‮« ‬ولكن على أي‮ ‬حال لابد من كلمة‮.. ‬لا أريد أن أردد ما سبق سماعه‮.. ‬وذلك كله حق‮.. ‬ولكن من معاني‮ ‬هذه الانتخابات وبعد هذه التجربة بعد قيام الوحدة من الانتخابات بسنة ‮٠٩‬،‮ ٣٩‬،‮ ٧٩‬،‮ ٣٠٠٢‬م،‮ ‬والرئاسية في‮ ٩٩‬م،‮ ‬قلنا ربما وصلنا الى مرحلة نستطيع أن نعطي‮ ‬الكلمات معانيها؛ ما معنى برلمان،‮ ‬ما معنى انتخابات،‮ ‬ما معنى هيئة تشريعية،‮ ‬ما معنى دولة،‮ ‬وجهاز إداري‮.. ‬ولكن وفقاً‮ ‬لما سمعته وسمعتموه أنتم من هذه التقارير،‮ ‬وأيضاً‮ ‬برژأي‮ ‬متواضع أننا لم نزل بعيدين عن الالتزام باللغة وتحديد معاني‮ ‬الكلمات‮.. ‬الكلمة ممكن أن تعني‮ ‬أشياء كثيرة،‮ ‬ولكنها أصبحت لاتعطي‮ ‬المعنى المسموع أو المنشود والمقروء منها،‮ ‬هذه حقيقة مشكلة كبرى هي‮ ‬أنه اذا فقد الإنسان اللغة،‮ ‬كيف‮ ‬يتفاهم‮.. ‬اذا لم‮ ‬يعد للغة معنى لن‮ ‬يكون للحياة معنى أبداً‮. ‬هذه قضية،‮ ‬هناك قضية أخرى نعلم علم اليقين أن أوضاعنا الداخلية تحتاج الى جهد كبير في‮ ‬كل النواحي،‮ ‬سواء الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية،‮ ‬وهنا سأكرر فقط،‮ ‬لايمكن ولن‮ ‬يمكن أبداً‮ ‬أن‮ ‬يتم إصلاح اقتصادي‮ ‬أو اجتماعي‮ ‬بدون إصلاح سياسي‮ ‬أبداً،‮ ‬فمن أراد أن‮ ‬يستمر في‮ ‬هذا الوهم فليستمر فيه،‮ ‬ونرجو له كل التوفيق،‮ ‬ولكننا نقول له من الآن لايمكن أن تكون المقدمات الخاطئة معطية لنتائج صحيحة أبداً‮.‬
نتمنى من الحزب الحاكم رغم أن النتائج بكل ما رافق العملية من‮ ‬يوم الاقتراع،‮ ‬مشت في‮ ‬الحقيقة في‮ ‬مرحلة الدعاية الانتخابية،‮ ‬وجدنا في‮ ‬هذا الجانب أن الجماهير اليمنية تسبقنا رغبة في‮ ‬التغيير،‮ ‬ذهبنا إليها لنقول لها شيئاً‮ ‬عن التغيير،‮ ‬فإذا بها تسبقنا وتقول لنا لقد بطأتم كثيراً‮ ‬في‮ ‬هذا الجانب،‮ ‬وعليكم الآن أن تشدوا‮.. ‬كلنا نريد التغيير لأن البلد لم تعد تحتمل أن تعيش بهذا الشكل‮.‬
على أي‮ ‬حال بهذه الجماهير الفقيرة والراغبة في‮ ‬التغيير لدينا مسؤولية تجاهها،‮ ‬وبالخروقات التي‮ ‬رافقت العملية الانتخابية اذا وقفنا أمامها‮.. ‬بكل هذه الخروقات كان‮ ‬يجب أن نرفضها،‮ ‬ولكن هنالك دولة قد أعلنت نتائج،‮ ‬لم تعلن النتائج اللجنة العليا للانتخابات،‮ ‬الإعلان جاء من تليفزيون الدولة في‮ ‬البداية،‮ ‬وفوق هذا هنالك خروقات أخرى وأعمال جسدية،‮ ‬بما في‮ ‬ذلك الحبس والقتل‮.. ‬حتى النساء أوذين في‮ ‬هذا الجانب،‮ ‬اذا لم‮ ‬يخضعن لرغبات الحزب الحاكم في‮ ‬بعض المناطق،‮ ‬وليس في‮ ‬كل المناطق،‮ ‬على أن هذه العملية أفضل من العمليات السابقة،‮ ‬ونرجو أن في‮ ‬الانتخابات القادمة،‮ ‬سواء كانت محلية أو نيابية أو رئاسية،‮ ‬تكون أيضاً‮ ‬أفضل من الخطوة الأولى التي‮ ‬تحققت في‮ ‬هذا الجانب‮.‬
ومع تحفظنا على كل ذلك،‮ ‬وقبولنا بالأمر الواقع،‮ ‬ونتعايش مع هذا الأمر كأمر واقع،‮ ‬وليس كنتيجة صحيحة،‮ ‬إلا أن هذه أيضاً‮ ‬أعطتنا فكرة أن الحزب الحاكم لايزال حتى هذه اللحظة‮ ‬غير قابل لقبول معارضة،‮ ‬وهذا هو كل السر‮.‬
لكن الخروقات التي‮ ‬ارتكبت‮.. ‬ليس هناك قبول لمعارضة حقيقية‮.. ‬وبالتالي‮ ‬نعود مرة ثانية الى معاني‮ ‬الديمقراطية ومعاني‮ ‬الكلمات‮.. ‬وعلى أي‮ ‬حال نتمنى أن الحزب الحاكم‮ ‬يقوم بما وعد به في‮ ‬برنامجه الانتخابي‮.‬
لن نطيل في‮ ‬الجانب المحلي‮.. ‬هنالك أيضاً‮ ‬لليمن حقوق وعليه واجبات تجاه الوضع الإقليمي‮ ‬والوضع الدولي‮ ‬والوضع العالمي،‮ ‬ونتمنى له التوفيق والنجاح في‮ ‬كل هذه الأمور‮.‬
هنالك نقطة‮.. ‬يقولون لماذا بن شملان لم‮ ‬يبارك بالفوز‮.. ‬لن نبارك،‮ ‬مع أنه لم‮ ‬يكن شيء أحب الى نفسي‮ ‬من أن نبارك للفائز مهما كان هذا الفائز وأي‮ ‬مرشح كان،‮ ‬ولكن نحن في‮ ‬عملية ديمقراطية،‮ ‬وهي‮ ‬مسؤولية‮.. ‬هنالك هذه الجماهير صوتت للتغيير‮.. ‬وهذه الخروقات‮.. ‬هل نقبل أن نخذل هؤلاء الناس،‮ ‬ونخذل مبادئ هذه الديمقراطية؟ أيهما أفضل وأكبر مسؤولية،‮ ‬أن تبارك أو أن تلتزم بمبادئ الديمقراطية؟‮ ‬يعني‮ ‬أيهما الواجب اتباعه،‮ ‬أن تخضع لواجب أو أن ترفض ولا تبارك،‮ ‬أو أن تستكين لأن هذ‮ ‬يرضي‮ ‬غرور بعض الناس؟‮! ‬هذه في‮ ‬الحقيقة مسألة أردت أن أدلو بها‮. ‬يقول بعض الناس لأنه لم‮ ‬يبارك معنى ذلك أنه كان طامحاً‮ ‬في‮ ‬الرئاسة‮. ‬انظروا الى المنطق العجيب‮! ‬ما هو التلازم بين هذا‮..‬؟ وألا‮ ‬يستطيعون أن‮ ‬يفكروا إلا في‮ ‬إرضاء‮..‬؟ لماذا لايلتمسون ويقولون إنه ربما لم‮ ‬يبارك الرجل لأن هذه الخروقات‮.. ‬ومن مسؤوليته تجاه الديمقراطية وتجاه الجماهير قضت هذه الشيء‮.‬
لايجد حقيقة في‮ ‬المنطق بين أن تقبل بنتائج إذا لم تنجح‮. ‬بالعكس التقليد المعمول به‮.‬
كنا نريد العملية تسير الى النهاية بشكل مقبول ومعقول،‮ ‬لكن هذه الخروقات لم تترك لنا طريقاً‮ ‬ولا سبيلاً‮ ‬إلا لعدم المباركة،‮ ‬وتجنباً‮ ‬لقضايا أيضاً‮ ‬محلية وإقليمية ودولية قد تعقد وضعنا في‮ ‬اليمن،‮ ‬ولا نريد لوضعنا أن‮ ‬يتعقد مهما كان موقفنا ممن‮ ‬يحكم‮. ‬هذه مسألة مهمة بالنسبة لنا في‮ ‬هذا الظرف،‮ ‬ويجب أن نعطي‮ ‬بقدر الإمكان،‮ ‬وما تسمح به الظروف،‮ ‬أن نناضل من أجل التغيير،‮ ‬ونستمر في‮ ‬هذا الضغط،‮ ‬ولكن في‮ ‬نفس الوقت أيضاً‮ ‬أن نعطي‮ ‬للحزب الحاكم من العون والمساعدة ما‮ ‬يمكنه أيضاًَ‮ ‬بالنسبة لعلاقاته الخارجية،‮ ‬خصوصاً‮ ‬القضايا الهامة التي‮ ‬تهم دولنا الإقليمية ودولنا العربية والإسلامية بشكل خاص‮.‬
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‮.‬