المؤتمر ينتصر بسوء اخلاقه

  • خالد محمد هاشم
  • منذ 17 سنة - Wednesday 18 October 2006
المؤتمر ينتصر بسوء اخلاقه

كثرت الكتابات بعد الانتخابات عن اسباب الخسارة الكبيرة التي مني بها اللقاء المشترك لصالح المؤتمر الشعبي العام الا ان معظم تلك الكتابات لم تستقي الاسباب من واقع الشارع اليمني وما تلقاه من جرع غير اخلاقية ضد اللقاء المشترك عن طريق مكونات الدولة وانا هنا ساعرض باقتضاب بعضا من تلك الشائعات المسرفة بالسفه وكان لها اثر بالغ في تحديد اختيار الناخبين للمرشحين مع التاكيد انني لن اتعرض لتوظيف المال العام والوظيفة العامة وامكانات الدولة من قبل الحزب الحاكم لاغتصاب ارادة الناخبين وساكتفي بالشائعات التي جعلت الجو العام للانتخاب مشحونا بالتوتر والرعب والخوف .
فقد كشفت الانتخابات الرئاسية والمحلية الفائتة هول البون الشاسع بين تفكير احزاب اللقاء المشترك ومناصريه من جهة وبين غيرهم من ابناء المجتمع اليمني من جهة اخرى فلم يستطيع كثير من ابناء المجتمع الارتقاء بمستوى تفكيرهم الى ذلك السمو الفكري والوطني لاحزاب اللقاء المشترك ومناصريه وليس ادل على ذلك من عدم قدرتهم على استيعاب التحالف بين مكونات اللقاء المشترك وخاصة بين الاصلاح والاشتراكي ( اعداء الامس حد قولهم ) لأنهم انطلقوا من رؤيتهم الى هذا التحالف من عقلية جاهلية مغرقة في ثقافة الثأر والصراع التي لا يحلو لهم العيش الا في مستنقع الدم او معارك الهجاء بين اطراف الصراع ، وهنا مكمن الخلل في تقييم المشترك وبالتالي التوظيف السيء لهذه العقلية الجاهلية ضد المشترك في مجتمع ما زال غارقا في هذه العقلية ذاتها ولكي يصل المرء الى انصاف حقيقي للقاء المشترك يجب عليه بذل جهد عقلي يتجاوز العقلية الجاهلية الى العقلية الحضارية في القرن الواحد والعشرين تلك العقلية التي تسامت على ثارات الماضي وجراحه فجمعت اطراف المشترك بروح وظنية تستوجب الاشادة بها لا القد فيها ، وكم كان مخزي ومحزن ان نجد كتابا يعتبرون انفسهم كبارا اعجزتهم عقولهم او مصالحهم عن الرقي وتجاوز العقلية الجاهلية فصبوا جام كتابتهم يدينون المشترك مذكرين اطرافه والناس اجمعين بصراع الماضي وآلامه وكان قدرنا ان نعيش في اسر  الماضي ودمائه الجامدة وقد بلغت بهم السخافة القاتلة الى حد التساؤل كيف يمكن ان يحكم المشترك في ظل مكوناته دون ان يكلفوا انفسهم النظر الى كثير من دول العالم حولهم التي تحكم بائتلاف قائم على وحدة البرنامج السياسي للحكومة لا على وحدة الفكر !!. وفي ظل هذا السقوط المدوي لكثير من كتاب السلطة لم يكن بوسعنا لوم العامة من الناس الغارقين في الامية والتخلف ولا حتى اقناعهم باهمية المشترك لحياتهم ومستقبلهم لأنهم اصبحوا تربة خصبة لغرس مفاهيم الصراع والثأر الجاهلي على ايدي اؤلئك الكتاب وعبر وسائل الاعلام المحتلفة الموظفة من قبل الحاكم . ان ترسيخ العقلية الجاهلية في المجتمع وسيطرتها على الدعاية الانتخابية للحزب الحاكم كانت احدى اسباب خسارة المشترك اضافة الى مقاومة النفس للتغيير خاصة في مجتمع تربى على يد تلك العقلية التي غرست في وعيه ابوة الحاكم بل وتأليهه وهنا تصبح الخسارة في منتهى المنطق .
الا ان الحزب الحاكم لم يكتف بذلك فاخرج من جعبته العفنة كل الوسائل غير الاخلاقية لتشويه صورة المشترك ومرشحه الرئاسي وانا هنا ساسرد بعض جوانب الدعاية الانتخابية للحزب الحاكم ليس من الابراج العاجية المحيطة بالاخ الشرعبي او نصر طه او غيرهما من الكتاب ممن حملوا خطاب المشترك اسباب الهزيمة دون ان يسالوا انفسهم ما هو خطاب الطرف الاخر وهل كان افضل وانضج واكثر اخلاقية .. بل سانقلها من واقع الشارع في المدينة والقرى في الريف ومن تلك الدعاية : -
-اذا فاز بن شملان سينفصل بالجنوب ويدمر وحدة الشعب .
-اذا فاز بن شملان سيسرح الجيش والامن .
-اذا فاز بن شملان ستقوم حرب اهلية مثل العراق والصومال .
-اذا فاز بن شملان ستاتي امريكا تحتل اليمن .
اليس هذا ارهاب معنوي حقير يستغل طيبة ووطنية وسذاجة ابناء شعبنا من اجل التمسك بالسلطة ؟ !! فاذا اكتمل ما سبق بمسرحية قذرة بمحاولة تفجير المنشآت النفطية في مارب وحضرموت ثم القبض على مجموعة صنعاء وصولا الى الحارس الشخصي لبن شملان المبعد ادركنا الى أي مدى استطاع الحزب الحاكم ترسيخ الارهاب المعنوي وزرع الخوف والرعب في نفوس اليمنيين ولي رقبة ارادتهم نحوه .. ولم يكتف الحزب الحاكم بهذه الدعاية الرخيصة فابى الا ان يغرق في الانحطاط الاخلاقي الى ابعد مدى فتناول شخص بن شملان بما يليق باخلاقهم وممارساتهم فروجوا : -
-اذا فاز بن شملان سيستبيح اعراض الناس ويامر العساكر بسحب النساء من البيوت واغتصابهن امام اقاربهن ؟؟ !! .
-اذا فاز بن شملان سيملأ اليمن بالخمر لأنه كان مدير مصنع صيرة قبل الوحدة .
-بن شملان عجوز خرف دون اسنان .. وهنا نهنئ من كانوا يريدون رئيسا لغرف نومهم بهزيمة بن شملان .
فبالله عليكم اية اخلاق هذه وما ابقى الحزب الحاكم من قيم انسانية او حتى ديمقراطية تنافسية وهل بقى للشرف والرجولة من اثر في دعايتهم ؟؟ !! . ومن ذا سيفوز وهذه صورته في المجتمع انتشرت بالاساليب الاستخبارية والاجهزة الامنية للدولة كانتشار النار في الهشيم .
ارجو من ينتقدون خطاب المعارضة اثناء الانتخابات ان يبدوا رايهم بما سبق لعل ذلك يخفف عنهم ذلك الاجهاد المضني الذي يبذلونه لتفسير خسارة المشترك في الانتخابات وتحميله المسؤولية دون ادراك لحقيقة ما جرى .
ولن انوه لحقيقة الخطاب الهستيري الذي شنه مرشح الحزب الحاكم وابواقه على المشترك ومرشحه في المهرجانات ابتداء بالتخوين والعملة والسطو على موارد الدولة وانتهاء بالانفصال والارهاب والرئيس المستاجر والانمعة كما كان يردد ذلك الانمعة المستاجر من الحزب الحاكم ( ياسينو ) فانا ارى نفسي لست بحاجة لذكر ذلك ومن ينكره فهناك شك في عقله وضميره .
وبعد هذا كله هل يمكن لعمر بن الخطاب وحزبه ان يفوز في مثل هذه الاجواء الملبدة بالا اخلاق الطافحة بالابتذال والحقارة والنذالة ؟؟ !!! .
على أي حال لقد فاز اللقاء المشترك اخلاقيا ومعنويا وفاز المؤتمر بالارقام التي حرمته متعة النصر النابع من الذات لذلك بالغوا بالانتشاء الظاهري ليخفوا ما في نفوسهم من مرارة اثم اغتصاب نصر الاخرين وهم يدركون حقيقة ذلك اكثر من غيرهم .
وختاما لي ان اسرد سريعا اهم مرتكزات الخطاب الانتخابي للقاء المشترك وارجو ان يصحح لي احدهم ان اخطأت في شيء منه : -
-الاصلاح السياسي
-الفساد المالي والاداري
-معاناة الناس من الجوع والفقر .
-معاناة المحافظات الجنوبية جراء حرب 94م .
-اصلاح كل ما سبق .
فهل هذا الخطاب سبب الهزيمة ؟ وهل هناك خطاب ارقى واسمى من هذا ؟ لم يتعرض لشخص بل لم يرد على كل الاسقاطات الحقيره ضده ..
هل الالتزام بالاخلاق النبيلة والتنافس الديمقراطي الشريف هو سبب خسارة المشترك ؟؟ !! .
اذا كان ذلك فلنا ان نفتخر ونعتز بهذه الهزيمة ليشهد لنا التاريخ ان سمو الاخلاق هزمنا  .. وانتصر الحزب الحاكم بسوء اخلاقه .
مع التاكيد ان هذا لا يعني مطلقا تجاهل القصور في اداء المشترك الذي كان جزءا من اسباب الخسارة للمشترك وليس سببا وحيدا لها