تعرض عدد من قيادات وكوادر التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في مختلف محافظات الجمهورية، خلال الأسابيع القليلة الماضية، الى القتل والاعتداءات البشعة على أيادي عصابات يدعمها نافذون في الدولة.
وفيما لاتزال جريمة قتل الشهيد خالد محمد شمسان عضو التنظيم الناصري بجبل حبشي، معلقة أمام حصانة القاتل التي استمدها من عضويته في الحزب الحاكم، تعرضت ممتلكات القيادي الناصري حمود علي مهيوب، عضو اللجنة المركزية للتنظيم، للحرق والتدمير على يد عصابة مجهولة، الأسبوع الماضي، حيث قام مجهولون منتصف ليلة الجمعة الماضية، بإحراق سيارة الأخ حمود مهيوب أمام منزله الكائن بقرية وادي الريم عنشق -عزلة العسيلة -مديرية السلام شرعب.
وحسب مصدر في فرع التنظيم بتعز، فقد قام المجرمون برش السيارة (نوع صالون تحمل لوحة معدنية رقم ٤٧٥٦١/٤) بالبترول، وإحاطتها بمواد أخرى سريعة الاشتعال، ومن ثم أطلقوا النار عليها، ما أدى الى إحراقها بالكامل وإثارة الرعب والفزع بين أفراد أسرة الأخ حمود علي مهيوب، خاصة الأطفال والنساء.
وكان المحصول الزراعي من »قصب الذرة« الخاص بالقيادي الناصري مهيوب قد تعرض لجريمة مشابهة في التاسع من الشهر الجاري، حيث أضرم المجرمون النار فيه، ما أدى الى حرقه بالكامل.
ويعد الأخ حمود علي مهيوب عضو اللجنة المركزية للتنظيم، من القيادات الناصرية النشطة والفاعلة في الدائرة ٧٣ بمديرية شرعب الرونة. وبذل جهوداً حثيثة ومضنية في الانتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة، وهو ما عده عدد من أصدقائه سبباً في تعرضه للاعتداءات المتتالية من قبل العصابات الإجرامية.
كما تعرض عدد من قيادات وأعضاء التنظيم في عمران وأمانة العاصمة وصعدة وإب، الى التهديد عبر الهاتف من أرقام خاصة وأخرى من مراكز اتصالات، بالاعتداء من قبل مجهولين. فيما لايزال عدد من أعضاء التنظيم في السجون منذ اعتقالهم على يد الأجهزة الأمنية في الانتخابات الأخيرة، ومن بينهم عبدالحميد علي حسن وهمدان عبدالله قائد عضوا التنظيم بمديرية السلام شرعب، واللذان تم إيداعهما السجن المركزي، وبدون أي مسوغ قانوني، ولايزالان فيه حتى اللحظة.
يأتي ذلك في ظل الإنفلات الأمني الذي تشهده البلاد، والذي ارتفعت وتيرته عقب فوز الحزب الحاكم في الانتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة، والتي صاحبتها نزعة عدوانية يبديها مسؤولون أمنيون في المؤتمر الشعبي العام تجاه المعارضة.
وهو ما دفع مدير أمن مديرية جبل حبشي بمحافظة تعز الى حماية القاتل والتهجم على أسرة المجني عليه الشهيد خالد محمد علي الذي قتل صبيحة يوم الانتخابات في العشرين من سبتمبر الفائت، على يد عبدالقادر حسان عبدالولي، أحد أعضاء المؤتمر الشعبي العام، والضابط في الحرس الجمهوري.
مدير الأمن المخول بتوفير الأمن وحماية أرواح الناس وأعراضها وممتلكاتها، أقدم نهاية الشهر الماضي على التهجم على أسرة الشهيد خالد داخل إدارة الأمن، لأنها ذهبت للمطالبة بإلقاء القبض على الجاني الذي يحميه مع وكيل وزارة الإدارة المحلية محمد عبدالجبار.
غرور مدير الأمن وغطرسته، الى جانب شعور بزهو النصر، دفعته للإعلان عن حماية القاتل -الذي أطلق سراحه دون أي مبرر قانوني- مؤكداً أنه لن يقوم بالقبض عليه حتى لو جاءت توجيهات من علي عبدالله صالح، حسب ما أفاد به عدد ممن سمعوا حديث مدير أمن جبل حبشي.
الرجل الذي سبق أن رفض توجيهات النيابة العامة بإحالة الجاني للتحقيق، أبى إلا أن يشعر زوجة الشهيد خالد ووالدته وأفراد أسرته بمرارة العيش في وطن تتنوع فيه مراتب المواطنة، ويفتقر الى النظام والقانون، ليكون أشبه بغابة البقاء فيها للأقوى.
وفي اتجاه آخر، لايزال أحمد محمد عبدالجبار عضو التنظيم الوحدوي بمديرية الرونة -محافظة تعز، يرقد في مستشفى الثورة بتعز، ويعاني من شلل نصفي بعد تعرضه لطلق ناري في الرأس من قبل عبدالقادر علي أحد أعضاء الحزب الحاكم، وعم مرشحه للانتخابات المحلية في المركز (ز) الدائرة ٤٥ بمديرية الرونة، والتي كان فيها المجني عليه مندوباً عن مرشح التنظيم.
ولايزال الجاني حراً طليقاً رغم محاولات عدة مع الجهات الأمنية للقبض عليه.
وأمام كل جرائم القتل والاعتداءات التي تطال أعضاء وكوادر التنظيم، طالب مصدر في التنظيم الناصري النائب العام ووزير الداخلية وقبلهما رئيس الجمهورية بالقيام بدورهم إزاء أمن وسلامة المواطنين. مشيراً الى أن مثل هذه الأعمال الوحشية لاتقوم بها إلا سلطة فاشية تريد أن تدخل البلاد في مهاترات ونزاعات لاتحمد عقباها.
وتساءل المصدر في ختام تصريحه عن الأمن والطمأنينة التي كان صالح يهدد المواطنين بتغييبهما إن لم يرشحوه.