الرئيسية الأخبار عربي ودولي

لماذا تأخر أولمرت في الانسحاب من الضفة ؟

  • سامي الأخرس- كاتب وباحث فلسطيني
  • منذ 17 سنة - Sunday 04 February 2007
لماذا تأخر أولمرت في الانسحاب من الضفة ؟

يثبت رئيس وزراء الكيان الصهيوني يوميا إنه وحكومته في قمة الغباء السياسي ، حيث لم يتمكن من دراسة الحالة سياسيا ونفسيا واجتماعيا بشكل ذكي في ظل الأوضاع التي تعيشها الساحة الفلسطينية حاليا وخاصة في قطاع غزة .
حرب حقيقية وأهلية تجري في غزة ، بل وتمادت الأيدي الآثمة لفعل ما لم تفعله وحشية الاحتلال ونازيته منذ احتلاله لفلسطين ، فلم تتمادي وحشية هذا الصهيوني لإشعال النيران في الجامعات الفلسطينية ، حيث تم إحراق الجامعة الإسلامية وجامعة القدس المفتوحة في معركة الشرف العظيم ، ومقرات الأجهزة والمنازل ، ومهاجمة قوافل السيارات ... الخ من مظاهر البطولة التي  يسطرها رهبان القسام ، ومجاهدي الأقصى ، ومن خلفهم الحكومة الربانية والرئاسة الفتية.
حالات تشاهد يتجمد لها العقل البشري ويصاب بكل أنواع التجلط الدماغي وهو ما أثبت عمليا أن مصطلح قلب الطاولة كان معد له سلفا وبمهنية عاليه وكان ينتظر إشارة التنفيذ من أصحاب القرار .
منذ الانسحاب الصهيوني من غزة والوضع ينفجر وينزلق لأدني مستويات الضحالة ، حيث لم يتبق لنا شيء نفعله سوي فتح المزيد من المقابر واستيراد ثلاجات الموتي لحفظ الجثث ، ومن يعزي نفسه بقرب الانفراج فهو واهم فقد أنبتت دعوات التحريض في المؤتمرات والصحف والمساجد حقدا أعمي تشبعت به الصدور ، ولن يغسله سوي الارتواء من الدم الفلسطيني .
إنها وحشية تنتشر في شوارع غزة لم تمارسها قوات الاحتلال بكل همجيتها ونازيتها ، وحشية حصدت مئات الأرواح ، وطالت منابر العلم ، وحشية بشرية قاتله لم تستثني شيئا محرما إلا وفعلته ، وحشية حرقت أخر ذرة شرف وكرامة تبقت لهذا الشعب .
في ظل هذه الحالة وأمام هذا المشهد لا أدرك الفلسفة التي لا زال يحتكم لها رئيس وزراء العدو من بقاء قواته في محافظات الضفة الغربية ، حيث يمكنه تحقيق كل أهدافه دون أن يعرض قواته للمصاعب ، وكذلك توفير ملايين الدولارات من موازنه جيشه التي تهدر في الضفة الغربية ، فهناك من يضطلع بالمهمة ويحقق له اسمي أمانيه وأهدافه ، وجميع الأهداف التي يصبو منذ نصف قرن لتحقيقها .
حيث يباح ما لم يباح له من قبل فها هي المنازل تهدم علي رؤوس الأطفال ، والجامعات تحرق وتشعل بها النيران ، ومقرات الأجهزة تقصف وتدمر ، والقتل يطال الطفل والشاب والمرأة والقائد .. فماذا ينتظر هذا الغبي ؟
بل ويمكنه من تحقيق حلم هرتزل صانع الصهيونية ومفكرها بإحراق وتدمير المسجد الأقصى وبناء هيكلهم مكانه ، ولما لا وأصحاب القضية يخوضوا حربا القدس من المسجد الأقصى وأقدس من قضية فلسطين .
إذن فهل يفهم هذا الغبي أولمرت الرسالة التي توجه إليه يوميا ، وهل استوعبها وفهمها ؟
أتمني عليه الانسحاب من الضفة الغربية لنري رهبان الليل وحماة الأقصي ماذا سيفعلون ، وكيف نمني النفس بمشاهدة مبان جامعات بيرزيت والنجاح وبيت لحم وهي تحرق تحت حسرات طلابها ، فلا نريد جيلا متعلما ، ولا نريد مؤسسات أكاديمية يكفينا بكل فخر أن بيننا حماس وفتح ، وقيادة ربانية متمثلة بمشعل وحكومته ، ورمزية رئاسية بقيادة الرئيس ومستشاريه .
فيهنأ من أعدوا لهذه الحرب فقد حققوا أكثر وأعظم مما كانوا يصبوا إليه .. وليبقي شعبنا صامتا حتي نري نساءنا يهتك عرضهن بالشوارع .