سلوك الحوثيين ورفضهم للسلام يغيّر نظرة الولايات المتحدة للحرب في اليمن

  • الوحدوي نت - متابعات:
  • منذ سنتين - Sunday 12 December 2021
سلوك الحوثيين ورفضهم للسلام يغيّر نظرة الولايات المتحدة للحرب في اليمن

غيّرت الولايات المتحدة الأمريكية من نظرتها إلى جماعة الحوثي المسلحة، بسبب سلوك الحوثيين في رفض السلام، وتصاعد ذلك بعد أن اقتحمت الجماعة المسلحة مقرّ السفارة الأمريكية في العاصمة صنعاء واحتجاز عدد من موظفيها السابقين.
واتفقت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والكونجرس على دعم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، بعد أن كانت الإدارتين (البيت الأبيض والكونجرس) وعدتا بعدم بيع أسلحة للسعودية وإيقاف أي دعم تقدمه واشنطن للرياض بما في ذلك الدعم المخابراتي.
وقال دبلوماسي أمريكي لـ”يمن مونيتور”، يوم السبت، إن انتهاك الحوثيين للسيادة الأمريكية بالسيطرة على مقر السفارة الأمريكية في صنعاء أدى إلى تغيير واسع في رؤى أعضاء في الكونجرس كانوا يقودون حملة لوقف بيع الأسلحة للسعودية.
ووافق الكونجرس بغرفتيه “مجلس النواب/ومجلس الشيوخ” على بيع صواريخ للسعودية بقيمة 650 مليون دولار. 

تراجع الديمقراطيين

وتراجع نواب في الكونجرس عن موقفهم الذي يطلب وقف الحرب في اليمن وكانوا في مقدمة الديمقراطيين المطالبين بإنهاء حرب اليمن عام 2019م، وهم السيناتور “كريس مورفي” ورئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب “آدم سميث” ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ “بوب مينينديز” الذين دعموا بيع الأسلحة للسعودية.
وقال الدبلوماسي الأمريكي الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: تُقدم الولايات المتحدة المساندة المخابراتية والفضائية للقوات الحكومية اليمنية والمملكة العربية السعودية في مواجهة الحوثيين.
وأضاف: “هناك قناعة في الخارجية والدفاع والكونجرس في الولايات المتحدة أن تحقيق الحوثيين لأي انتصار في الوقت الحالي سينهي أي آمال باتفاق سلام عادل في اليمن”.
وقال السيناتور آدم سميث: “ما أشعر بقلق حقيقي بشأنه الآن هو أنه إذا كان تركيزنا بالكامل على المملكة العربية السعودية… فإن الرواية التي نحصل عليها، على ما أعتقد، لا تنظر إلى ما يفعله الحوثيون”.
كان سميث واحداً من أعضاء الكونجرس الأكثر دعماً لوقف الحرب في اليمن، لكن يبدو أن تصريحه الجديد تغير كثيراً عن مواقفه السابقة.
السيناتور “مورفي” الذي كان أكثر حماساً لإنهاء العمليات العسكرية ضد الحوثين في الماضي، غيّر نظرته بسبب سلوك الحوثيين ورفضهم مبادرات السلام. وفي مارس/آذار الماضي زار “مورفي” المنطقة وأطلع من المسؤولين في عدد من الدول الخليجية والعربية على ظروف الحرب في اليمن ورفضهم مبادرات الأمم المتحدة وواشنطن والمبادرة السعودية لوقف إطلاق النار.
قال مورفي: إن الحوثيين يرسلون الطائرات دون طيار إلى الأراضي السعودية، من المهم في الواقع أن تكون لديهم القدرة على إطلاق النار عليها”، واصفًا عملية بيع الأسلحة للسعودية بأنها “بيع أسلحة دفاعية حقيقي”.
السيناتور “مينينديز” الذي قدم عدد كبير من مشاريع القرارات للضغط على السعودية لمنع مهاجمة الحوثيين قال: أؤيد دائمًا استخدام أنظمة الأسلحة للدفاع عن السكان المدنيين. … ليس هناك من ينكر أن الحوثيين ينشرون بشكل متزايد أسلحة أكثر تطوراً، وخاصة الطائرات بدون طيار المسلحة، لاستهداف السكان المدنيين في المملكة العربية السعودية”. 

سلوك الحوثيين واقتحام السفارة

مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول قال الخارجية الأمريكية: ساعد سلوك الحوثيين المستهجن في توحيد العالم ضدهم لإثبات للعالم أنهم على الأقل في الوقت الحالي غير مهتمين بالدبلوماسية ولا يبدو أنهم مهتمون بالسلام.
بالإضافة إلى قراره بالتمييز بين العمليات “الهجومية” و “الدفاعية” والسماح باستمرار عقود صيانة الطائرات الحربية السعودية، أشار بايدن إلى نهج أكثر تصالحية مع المملكة عندما عيّن تيم ليندركينغ للعمل كمبعوث خاص لليمن في فبراير/شباط. قبل ذلك كان ليندركينغ دبلوماسيًا محترفًا، وكان نائب رئيس البعثة في السفارة الأمريكية في السعودية بين عامي 2013 و 2016.
يوم الجمعة قال “ليندركينغ”: “نكرر التزام الولايات المتحدة لزملائنا اليمنيين في صنعاء الذين عانوا من الاحتجاز والتهديد والإساءات من الحوثيين”.
وأضاف: أن لهؤلاء الاشخاص عائلات ولديهم أمل في مستقبل أفضل وهذه مجرد أحدث حلقة في سلسلة اساءات وانتهاكات الحوثيين ضد المدنيين اليمنيين.
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية في تصريحات صحافية عبر البريد الالكتروني: “تصعيد الحوثيين للأعمال العسكرية، وتخزين الوقود والتلاعب بالأسعار، والانتهاكات ضد المدنيين، مثل احتجاز موظفينا في صنعاء، توضح عرقلة الحوثيين لحل السلام الدائم”.
وحول إمكانية الضغط على الحوثيين قال الدبلوماسي الأمريكي ”: “الولايات المتحدة قادرة على القيام بضغط على الحكومة اليمنية والسعودية لكن لا يوجد طرف قادر على توجيه ضغط على الحوثيين عدا إيران وسلطنة عُمان التي تستضيف مكتباً خاصاً للحوثيين في مسقط منذ سنوات”.
يشير الدبلوماسي إلى أن واشنطن طلبت من “مسقط” بذل مزيد من الجهد على الحوثيين لإخلاء السفارة الأمريكية والافراج عن المختطفين اليمنيين الذين عملوا في السفارة وعدده ستة أشخاص على الأقل. 

دبلوماسية بايدن

وقالت كاثرين زمرمان الباحثة الأمريكية إن الحوثيين المدعومين من إيران يستفيدون من دبلوماسية إدارة بايدن في اليمن: يعمل الحوثيون على تعزيز المكاسب للاستفادة من تلك الدبلوماسية التي تمنحهم اليد العليا في الحرب اليمنية، واحتجاز الرهائن هو حيلة أخرى للحصول على مزيد من التنازلات.
وأضافت أنه “عندما كان فريق بايدن يدعو للمفاوضات في فبراير/شباط 2021، كثف الحوثيون حملتهم في مأرب وتقدموا إلى مسافة 10 أميال من عاصمة المحافظة”.
وانتقدت زمرمان الضغوط الدولية على السعودية لوقف دعم القوات الحكومية ضد الحوثيين، في وقت أن “إدارة بايدن” أزالت جماعة الحوثي من المنظمات الإرهابية كحافز للتقدم.
وقالت إن إدارة بايدن تسلم اليمن لإيران مهددة أمن واستقرار المنطقة وحلفائها في الشرق الأوسط.
وقالت صحيفة وول استريت جورنال في افتتاحية في نوفمبر/تشرين الثاني، إن الحوثيين يزيدون من إحراج إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث تقدم الإدارة نوايا حسنة للحوثيين ليردوا بمزيد من التصعيد.
من جهته قال ديفيد شينكر مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط إن على إدارة جو بايدن القيام بعديد من الخطوات البديلة في اليمن من بينها إعادة جماعة الحوثي المسلحة إلى قائمة التنظيمات الإرهابية الأمريكية.
وأضاف: تتمثل الخطوة الأكثر أهمية لمنع إيران من إكمال مشروعها القائم على إنشاء كيان شبيه بـ «حزب الله» -اللبناني- عند الجبهة الجنوبية للسعودية بمجرد سيطرة الحوثيين على اليمن، في قيام إدارة بايدن بإعادة تفعيل حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على اليمن عام 2015.
وبالفعل قَدم مشرعون أمريكيون مشروعا قرار في الكونجرس الأمريكي لإعادة جماعة الحوثي إلى قوائم الإرهاب وتقييد سلوك إدارة بايدن في اليمن.

 إعادة الحوثيين إلى قوائم الإرهاب

وطرح السيناتور الجمهوري تيد كروز مشروعاً في مجلس الشيوخ، فيما أعاد النائب الجمهوري أندرو كلايد إحياء مشروع قانون مماثل طرحه في يونيو/حزيران الماضي، معتبراً أن الآن هو الوقت المناسب لحشد الدعم له وإقراره بعد هجوم السفارة.
ويسعى “تعديل كروز” إلى إعادة طرح العقوبات المرتبطة بالإرهاب على الحوثيين كمنظمة إرهابية، إضافةً إلى تعزيز العقوبات على أفرادها ووكلائها، وذلك في مسعى واضح يهدف إلى الضغط على إدارة بايدن لقلب مسارها وإعادة إدراج الحوثيين على اللائحة بعد رفعها عنها مع وصول بايدن إلى البيت الأبيض.
وقال “شون دورنز”، الباحث بارز في “اللجنة من أجل دقة التحليلات والتقارير حول الشرق الأوسط” ( (CAMERA: واقتحم الحوثيون المدعومون من إيران السفارة الأمريكية في صنعاء حيث ذكر معهد الشرق الأوسط للبحوث الإعلامية أن الحوثيين نهبوا “كميات ضخمة من المواد والتجهيزات”.
والاقتحام “يأتي بعدما اختطف الحوثيون ثلاثة مواطنين يمنيين مرتبطين بالسفارة الأمريكية من أحد المساكن الخاصة للموظفين”. وقبل ذلك بأسابيع، اختطف الحوثيون 22 آخرين مسجلين ضمن أمن السفارة.