تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أسباب أزمة الغاز التي تشهدها أوروبا، ودعا الأوروبيين، وخاصة الألمان، إلى سؤال المسؤولين أين تذهب إمدادات الغاز التي تصل إليهم.
وجاء تصريح الرئيس الروسي خلال المؤتمر الصحفي الذي يعقد بشكل سنوي، والذي يتناول مواضيع مختلفة من الشؤون الاقتصادية إلى مختلف القضايا الدولية الساخنة. ويشارك في المؤتمر هذا العام قرابة 500 صحفي، من بينهم أجانب.
وردا على سؤال حول أسباب أزمة الغاز في أوروبا وعن دور شركة الغاز الروسية "غازبروم" فيها، أكد الرئيس الروسي، أن "غازبروم" تفي بتعهداتها في عقود الغاز الطبيعي مع أوروبا، علاوة على ذلك قامت الشركة بزيادة إمدادات الوقود إلى الدول الأوروبية هذا العام.
وقال بوتين إن شركة "غازبروم" هي الشركة الوحيدة في العالم التي تزيد صادراتها من الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وأضاف، أن موردي الغاز الطبيعي المسال الأخرين وجهوا جزء من الكميات المخصصة لأوروبا لأسواق آخرى، مثل أمريكا اللاتينية (البرازيل) وآسيا (الصين، كوريا الجنوبية، اليابان) بسبب الأسعار المرتفعة في هذه الأسواق.
وأشار إلى أن الأوروبيين هم من تسببوا بمشكلة الغاز في أوروبا، معربا عن استعداد روسيا لتقديم يد المساعدة لأوروبا، مشددا على أن روسيا لا تقوم بالاستحواذ على أسواق الطاقة الأوروبية.
وقال الرئيس الروسي إن روسيا حذرت أوروبا من خطر التخلي عن عقود التوريد الأجل لإمدادات الغاز واستبدالها بعقود فورية، ولم يستبعد بوتين أن يكون الطلب الأوكراني على الغاز أحد أسباب ارتفاع أسعاره في دول الاتحاد الأوروبي.
وأوضح بوتين قائلا إن جزءا من الغاز الروسي الذي يجري توريده إلى ألمانيا يتم ضخه مرة أخرى بشكل عكسي عبر الأنابيب إلى أوكرانيا عبر بولندا، وقال: "يجب على المستهلكين في أوروبا وألمانيا معرفة ما يحدث بالفعل، ربما عليهم التوجه إلى السلطات لطلب توضيح حول هذا الموقف".
وفيما يتعلق بسبب تراجع إمدادات الغاز من روسيا إلى أوروبا عبر أنبوب "يامال - أوروبا" (أحد مسارات تصدير الغاز الروسي إلى أوروبا)، أشار إلى أن الإمدادات تراجعت عبر الأنبوب بسبب عدم وجود طلبات شراء من الدول الأوروبية، بالدرجة الأولى من فرنسا وألمانيا، عبر الأنبوب.
يشار إلى أن سعر الغاز الطبيعي في البورصات الأوروبية قبل يومين تجاوز مستوى 2000 دولار لكل ألف متر مكعب في ظل الشتاء البارد والاحتياطيات المنخفضة من الغاز في المرافق الأوروبية، فيما يبلغ متوسط سعر تصدير الغاز في 2021 بموجب عقود "غازبروم" مستوى 280 دولارا لكل ألف متر مكعب.