اليمنيون يلتفون حول ثورة الـ 26 من سبتمبر باحتفالات شعبية غير مسبوقة

  • الوحدوي نت - خاص:
  • منذ سنة - Tuesday 27 September 2022
اليمنيون يلتفون حول ثورة الـ 26 من سبتمبر باحتفالات شعبية غير مسبوقة


احتفل اليمنيون بالذكرى الـ60 لثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962، التي قضت على الامامة البائدة ونقلت اليمن من عصور الظلام والاستعباد الى افاق الحرية والعدل والمساواة.
وجاءت احتفالات اليمنيين بثورتهم الخالدة هذا العام في ظل تحديات وجودية ومحاولات إساءة وتشويه للثورة اليمنية الأم ورموزها وقاداتها، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي التي غيبت عبر وسائل اعلامها ثورة 26 سبتمبر وكرست احتفالاها بما اسمته ثورة 21 سبتمبر وهي الذكرى الثامنة لاجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء والانقلاب على السلطة.
وازاء التغييب المتعمد لثورة 26 سبتمبر جاء الاحتفال الشعبي بهذه المناسبة لهذا العام بشكل لافت وغير مسبوق كتأكيد من اليمنيين على التفافهم حول ثورتهم الراسخة بالوجدان، وتمسكهم بالنظام الجمهوري.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالمنشورات والصور المعبرة عن امتنان اليمنيين لثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة، فيما اشتعلت جذوة الثورة في عد كبير من الميادين والساحات في القرى والمدن المختلفة.
رسميا اشتعلت جذوة الثورة في عدد من المدن الرئيسية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية كتعز ومأرب التي شهدت ايضا عرضا كرنفاليا بمشاركة شباب الكشافة من مختلف محافظات اليمن عشية ذكرى الثورة.
وعلى الرغم من التضييق الذي مارسته جماعة الحوثي ضد أي مظاهر احتفالية بذكرى 26 سبتمبر في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها، الا ان اليمنيين احيوا هذه المناسبة في عدد من الاحياء داخل العاصمة. 


وشهد ميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء احتفالا شعبيا حاشدا مساء الـ26 من سبتمبر بعد ان توجه اليه الاف المواطنين بصورة عفوية مصطحبين معهم الاعلام الوطنية ورددوا الاغاني السبتمبرية وهتفوا لليمن والثورة، قبل ان تحضر قوات امنية تابعة لجماعة الحوثي لتفرق الحشود وتعتقل عدد ممن شاركوا فيه.
 وفي ذمار قام المواطنون بالاحتفال بالثورة داخل منازلهم بعد ان تم منعتهم السلطات الحوثية هناك من الاحتفال بها في الميادين العامة، واعتقلت ناشطين اثنين أثناء التحضير لإيقاد الشعلة وسط المدينة.
وبجهود ذاتية وبأعداد كبيرة؛ شهدت مدينة السدة مسقط رأس قائد الثورة ومفجر شراراتها الاولى الشهيد علي عبدالمغني بمحافظة إب حفلاً لافتاً، مساء الأحد، إحياءً للذكرى الـ ٦٠ لثورة الـ ٢٦ من سبتمبر التي أعلنت سقوط الإمامة وقيام الجمهورية العربية اليمنية عام 1962م.
ورغم أن مظاهر الاحتفاء الشعبي بثورة سبتمبر في مناطق سيطرة الحوثي ليست بالمشهد الجديد وتتكرر كل عام منذ انقلاب الجماعة عام ٢٠١٤م، الا أن المتابع لها يلحظ حجم تصاعدها وتناميها وتحولها الى ما يشبه الموقف المقاوم لمشروع الجماعة المعادي لقيم الجمهورية. 
فحجم الحضور في مشهد الاحتفال بمدينة السدة ومشاهد التفاعل مع الاغاني الوطنية بالرقصات الشعبية والألعاب النارية وهتافات الحضور بشعار "بالروح بالدم نفديك يا يمن" مع لحظات إيقاد شعلة الثورة، جاء اشبه برد اعتبار شعبي لثورة سبتمبر من الاحتفاء الهزيل الذي اقامته سلطة الحوثي في ميدان التحرير بصنعاء. 
وبالعودة الى مواقع التواصل الاجتماعي فقد شهدت ثورة الـ26 من سبتمبر حضورا كثيفا منذ مطلع سبتمبر، حيث احيى ملايين اليمنيين في الداخل والخارج  الذكرى الـ60 للثورة المجيدة وتبادلوا التهاني واستحضروا كل ما له علاقة بهذه الثورة وتاريخها وأهدافها ومبادئها والثوار الذين قادوها والنقلة التي أحدثتها في حياة اليمنيين.
وعشية الثورة تجاوزت عدد المنشورات الاحتفالية بثورة 26 سبتمبر مليون وثلاثمائة الف منشور وفق لإحصائية خاصة بشركة ميتا.



محاولات الاساءة للثورة
تسعى جماعة الحوثي منذ انقلابها الى طمس كل ما له علاقة بالنظام الجمهوري والثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر، وخلال سنوات سيطرتها على عدد من المحافظات اليمنية، حاولت الجماعة الإساءة لثورة سبتمبر ورموزها، والتشكيك في يمنيتها الخالصة، كما أن ثورة 26 سبتمبر لم تعد تلقى الاهتمام الرسمي الذي ظلت تحتفظ به طيلة السنوات قبل الانقلاب الحوثي.
وعلى خجل اقامت جماعة الحوثي احتفاء هزيل بثورة 26 سبتمبر في ميدان التحرير بصنعاء حاولت من خلاله اخفاء حقيقة موقفها المعادي للجمهورية ولثورة ٢٦ سبتمبر والذي يفضحه سلوكها على الارض، والذي ترجمه عدد من قادتها من خلال كتاباتهم وتصريحاتهم عن ثورة سبتمبر وقاداتها، ومدحهم للحكم الامامي والامة الذين قامت عليهم ثورة سبتمبر عام 1962م.  فضلا عن الاعتقالات التي مارسها ضد شباب في صنعاء وذمار بتهمة الاحتفال بثورة 26 سبتمبر، وتفريق المحتفلين في ميدان السبعين بصنعاء. ووصل الامر حد  قيام الجماعة بقصف الموقع الذي شهد حفل إيقاد الشعلة في مدينة ميدي المحررة شمال حجة بعد دقائق من انتهاء الحفل.
مساعي استبدال الثورة
وخلت صنعاء من أي مظاهر رسمية للاحتفال بالذكرى 60 لثورة 26 سبتمبر، كما خلت الميادين والشوارع العامة من لوحات اعلانية او مجسمات احتفالية بالثورة، وفي المقابل حضرت اللوحات الكبيرة تمجد ذكرى 21 سبتمبر (ذكرى اجتياح الحوثيين لصنعاء العام 2014). وهو ما اعتبره اليمنيون محاولة لاستبدال 21 سبتمبر ب 26 سبتمبر في مخيلة الاجيال الجديدة، في توجه اكد اليمنيون انه يمس أهم منجز لهم وآخر قيمة يمكن أن تشكل عامل توحد لهم وهي الجمهورية، في ظل حالة الشتات والوضع المتردي الذي تعيشه البلاد جراء الحرب المشتعلة منذ نحو  ثمانية اعوام.
ليأتي الرد قويا ومزلزلا من ابناء اليمن بانهم قادرون على حماية ثورتهم والدفاع عن مكتسباتها، وبان الظروف التي تعيشها اليمن لن تقهر ارادتهم، ولن تنسيهم ثورتهم المتجددة والعصية على النسيان.