الرئيسية الأخبار شؤون تنظيمية

التنظيم الناصري ينعي قائده المثقف الثوري محمد أحمد القاضي

  • الوحدوي نت - صنعاء
  • منذ 6 أشهر - Wednesday 25 October 2023
التنظيم الناصري ينعي قائده المثقف الثوري محمد أحمد القاضي


ببالغ الحزن والأسى، شيع الناصريون في إقليم اليمن مساء امس الثلاثاء العاشر  من شهر ربيع الثاني 1445هـ الموافق 2023/10/24 قائدهم المثقف الثوري محمد أحمد منصر ناصر القاضي، وواروا جثمانه الطاهر في قريته (اللميحية) - عزلة حجاج مديرية جبن محافظة الضالع.


خلال الفترة من 1959 سنة مولده وحتى فارق الحياة صباح اليوم عاش القائد محمد القاضي ألوانا من الحياة النضالية الممزوجة بالمعاناة المرافقة لكل اليمنيين في الريف اليمني، ليترك اليمن في العام 1975 بحثا حياة أفضل في الخليج العربي، وليوفر لأسرته الريفية البسيطة جزءا من أسباب الحياة الكريمة. وهناك في الخليج العربي، وجد ضالته في الفكر والتنظيم الناصري الذي جسدت أهدافه آمال وتطلعات الرجل والذي سرعان ما انتمى إليه في العام 1976، ليكون أحد مؤسسي فرع التنظيم في الخليج العربي، ومشاركا فاعلا بقيادة فرع التنظيم هناك، حتى عاد إلى اليمن، حاملا بين جوانحه الروح النضالية، التواقة للتغيير الثوري للأوضاع البائسة، التي يعيشها اليمن وسط مستنقع الفساد الذي أسسه النظام السابق المنقلب على حركة 13 يونيو المجيدة بقيادة الشهيد القائد إبراهيم محمد الحمدي.. وتفاقم البؤس الشعبي الذي تسببت به الإدارة السيئة للبلاد والتي انقلبت على ثورة الشباب في فبراير من العام 2011، ثم الزج به في أتون الحرب البائسة والتدخل الخارجي الذي استهدف ومازال يستهدف الوحدة المجتمعية والسلم الاجتماعي اليمني.


خلال نضاله في إطار التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، كان القائد الخالد محمد القاضي أحد همزات الوصل بين التنظيم في إقليم اليمن وبين القيادات العربية الناصرية في ساحات الخليج العربي.


لقد كان القائد محمد القاضي يتسم ببساطة الإنسان اليمني النقي المتسامح مع من يخالفه الرأي والفكر، بيد أنه كان صارما ومناضلا ثوريا في الدفاع عن القيم القومية والوطنية، بما يمليه عليه فكره الناصري، الذي كان يتطور ويتجسد في سلوكه الثوري، بشكل مستمر، على مستوى الأسرة والمجتمع، متسلحا بقراءاته الدؤوبة لكل جديد في الاجتهادات العلمية التي تضيف قيما جديدة إلى التراث الفكري الناصري


لم يستسلم ذلك المثقف الثوري للمرض الخبيث الذي بدأت أعراضه عليه منذ العام 2018، فقد كان الكتاب رفيقه في خلوته، وكان الحوار البناء والجريء مع أخوته الناصريين، بل ومع من يخالفونه الرأي والانتماء هو الوسط الذي يساعده على التنفس بعد إصابة رئتيه بالمرض الخبيث.


لقد كان حريصا على ألا يبدو منكسرا بسبب مرضه العضال أمام جلسانه فدائما ما يتمثل الصحة والعافية أثناء حواره معهم، وكانت المعاناة التي يبديها لهم تتجاوز مرضه، إلى الأوضاع المتردية السياسية والاقتصادية على مستوى اليمن خصوصا والأمة العربية عموما، بيد أن أحدا من جلسائه لم يلمس فيه ياسا ولا قنوطا إزاء ذلك التردي، وإنما كان حريصا على أن يبشر جلساءه بأن الأمة العربية ستنهض من كبوتها، من خلال الشباب العربي الصاعد الذي لم يفتا أن يدعو القيادات الناصرية على مستوى إقليم اليمن والوطن العربي لبذل جهود نوعية ومضاعفة لتثقيفه ومن ثم تثويره ، كون أن هؤلاء الشباب شاءت لهم الأقدار أن يعيشوا في ظل غياب المشروع الحضاري العربي الذي أرسى دعائمه القائد المعلم جمال عبد الناصر، وتنامي الخطاب القطري المادي المنجر وراء الدعاية الاستعمارية، المستترة وراء رونق شعارات كاذبة تهدف إلى تمييع الشباب وإلهائه من متابعة قضايا أمته.


ولم يجانبه الإيمان -رحمه الله لحظة ما في أن سيخرج اليمن من محنته، ويلملم جراحاته ويعيد نسيجه المجتمعي الذي هتكته الحرب القذرة، بيد أن الموت باغته قبل أن يحقق آماله واحلامه الوطنية والقومية. ولقد كان موته مفاجاً لكل أخوته الناصريين في اليمن وفي كل الساحات العربية والعالمية، فقد كان عنيدا في معايشته لمرضه غير مستسلم لآلامه، يُقبل على الحياة بمعادلة متكاملة في محراب الناصرية بين فكره الناصري المؤمن، وبين تقربه الشديد إلى الله. ولم يفتك به المرض بقدر ما فتكت به ماسي أهلنا في فلسطين - عموما - وغزة خصوصا جراء العدوان الصهيوني العنصري، الذي يستهدف تدمير الإنسان العربي الفلسطيني من خلال انتهاج العدو استراتيجية الأرض المحروقة، وسط مؤازرة نازية غربية ماديا وإعلاميا ومعنويا) بقيادة الولايات المتحدة، وصمت مخز من قبل مفردات النظام الرسمي العربي.


لقد شكلت مغادرة القائد محمد القاضي الحياة الفانية إلى الحياة الدائمة خسارة فادحة للناصريين في اليمن وفي كل الساحات العربية والعالمية، لكن ما يعزيهم أنه ترك ميراثا ثريا من القيم والسلوك الناصري المستقيم، يعد زادا لا ينضب لكل الناصريين، ولأبنائه عبد السلام وعيسى وحسين وعاصم وبناته الثلاث، إذ يعاهده الناصريون أن يسيروا على الدرب الناصري الذي اختاره طريقا لتحقيق أهداف النضال العربي ممثلة بالحرية والاشتراكية والوحدة.


تغمد الله روح القائد الخالد محمد أحمد القاضي بواسع رحمته وأسكنه الفردوس الأعلى إلى جوار اخوته الناصريين الذين بذلوا ارواحهم رخيصة من أجل إحياء المشروع الحضاري العربي وبهذا المصاب الجلل فإن الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري تعزي نفسها وتتقدم بخالص آيات العزاء وعظيم المواساة لكل الناصريين في جميع الساحات العربية والعالمية، وتخص بالعزاء والمواساة والد الفقيد وأولاده وأشقائه عمر ومحسن ورقيم، ولكل محبيه، وعلى رأسهم الأخوة المناضلون محمد أبو حمراء وحسين وحسن المدول ومانع علوي الحجاجي، ومحمد محسن تنحم، سائلة من العلي القدير أن يحسن عزاءهم ويجبر مصابهم، ويلهمهم الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.


صادر عن الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري - الثلاثاء 10 ربيع الثاني 1445هـ الموافق 2013/10/24 - إقليم اليمن.