تعاني مدينة تعز من تدهور كبير في حالة الشوارع نتيجة الإهمال وغياب الصيانة الدورية، مما أدى إلى انتشار الحفر والمطبات بشكل واسع. هذا الوضع يتسبب في أضرار كبيرة للسيارات والمركبات، مما يكلف أصحابها مبالغ مالية كبيرة للصيانة.
محمد الحكيمي، أحد سكان المدينة، يروي تجربته مع الحفر المنتشرة في الشوارع، حيث تضررت سيارته بشكل كبير بعد سقوطها في إحدى هذه الحفر، مما أدى إلى تلف محرك السيارة. وأوضح الحكيمي في حديثه لـ"الوحدوي نت" أن إصلاح السيارة قد يتطلب استيراد محرك مستخدم من السعودية بتكلفة تصل إلى سبعة آلاف ريال سعودي.
من جهة أخرى، تعاني المدينة من انتشار المطبات المخالفة التي تضاف بشكل عشوائي إلى الشوارع، مما يزيد من معاناة السائقين. تصل أعداد المطبات في مدينة تعز إلى الآلاف ولا يكاد يخلو شارع منها ولا يفصل بين المطب والآخر سوى بضعة أمتار. العديد من الأسباب تجعل المواطنين يقومون بعمل المطبات في الشوارع، من بينها الخوف على الأطفال من السرعة الزائدة لبعض السائقين المتهورين، كما أن بعض الباعة المتجولين وحتى أصحاب المحلات يقومون بعمل المطبات لإجبار السائقين على التوقف للشراء منهم، حتى أصبح عمل المطبات إحدى الظواهر المنتشرة في غياب الرقابة.
تلف السيارات
وئام محمد، إحدى السائقات في المدينة، تروي كيف تضررت سيارتها بسبب مطب مرتفع بشكل غير طبيعي، مما كلفها الكثير من المال لإصلاحها. وقالت لـ"الوحدوي نت" إن شوارع المدينة متهالكة ومليئة بالحفر، وفوق كل هذا يقوم المواطنون بعمل المطبات في الشوارع الرئيسية والفرعية على السواء وكأن تلك الشوارع ملكية خاصة.
الشوارع المهترئة في تعز تساهم بشكل كبير في تلف السيارات، حيث يضطر سائقو باصات النقل إلى زيارة ورش الصيانة بشكل متكرر لإصلاح الأضرار الناتجة عن هذه الشوارع. بالإضافة إلى ذلك، تتسبب الأمطار وانسداد منظومة الصرف الصحي في تجمع المياه في الحفر والمطبات، مما يشكل بيئة مناسبة لتكاثر الحشرات وانتشار الأمراض.
تلاعب بالمواصفات
على الرغم من بدء مشروع لترميم وتأهيل شوارع المدينة بتمويل من السلطة المحلية، إلا أن المشروع لم يكتمل وظهرت عيوب هندسية في الشوارع التي تم ترميمها. هذا الوضع يثير استغراب المهندسين العاملين في صيانة الطرقات، الذين يشيرون إلى تلاعب في المواصفات من قبل المقاولين وعدم استكمال المشروع في الوقت المحدد.
وقال أحد المهندسين العاملين في صيانة الطرقات، فضل عدم ذكر اسمه، إنه بعد صيانة جزء من الطرق في محافظة تعز ظهرت عدة عيوب مثل التشققات والتموجات، وأرجع ذلك إلى أن طبقة MC، وهي طبقة الرش قبل عمل الإسفلت، لم يتم عمل الاختبارات اللازمة لتكون مطابقة للمواصفات، بالإضافة إلى أن درجة حرارة الخلطة الإسفلتية وقت أعمال فرد الإسفلت لم تكن مطابقة للمواصفات وسماكة الإسفلت صغيرة جداً.
وأوضح لـ"الوحدوي نت" أن صيانة طرق محافظة تعز صرف عليها مليارات الريالات ولا توجد نتائج مطابقة للمواصفات، وأعمال الصيانة التي تمت تحتاج لإعادة تأهيل، نتيجة تلاعب في المواصفات من قبل مقاولين الجهة المنفذة للمشروع.
