نظمت الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري صباح اليوم الجمعة وقفة رمزية أمام ضريحي الشهيدين الرئيس إبراهيم الحمدي وأخيه عبد الله الحمدي في مقبرة الشهداء بالعاصمة صنعاء، وذلك إحياءً للذكرى الـ47 لاغتيالهما في 11 أكتوبر 1977م.
وضعت قيادات التنظيم الناصري أكاليل من الزهور على ضريحي الشهيدين إبراهيم وعبدالله الحمدي، وقرأت الفاتحة على روحيهما وأرواح رفاقهم من الشهداء، بمشاركة قيادات سياسية وعدد من الأدباء والكتاب والصحفيين والناشطين الحقوقيين ومحبي الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي.
كما تم قراءة البيان الصادر عن التنظيم الناصري بمناسبة الذكرى الـ47 لجريمة الاغتيال الآثمة.
تاليًا نص البيان:
بيان التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بمناسبة مرور الذكرى السابعة والأربعين لاستشهاد القائد الخالد إبراهيم محمد الحمدي
بسم الله الرحمن الرحيم
"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلًا" صدق الله العظيم.
في مثل هذا اليوم -الحادي عشر من أكتوبر في كل عام- تتجدد أحزان شعبنا اليمني وأمتنا العربية، لفقدان القائد الناصري العظيم المقدم إبراهيم محمد الحمدي، الذي اغتالته وأخاه عبدالله الحمدي، مخالب عملاء الرجعية العربية، في 11 أكتوبر 1977.
لقد كان اغتيال الشهيد إبراهيم الحمدي وأخيه (عبدالله) حلقة من سلسلة المؤامرات الكبيرة والمتعددة الأطراف على المشروع الحضاري العربي الناصري، الذي كانت حركة الثالث عشر من يونيو 1974 امتدادًا طبيعيًا له فكرًا وممارسة، من أجل تحقيق أهداف النضال العربي، المتمثلة في التحرر من الاستعمار وأعوانه، وتطبيق العدالة الاجتماعية، سبيلًا لبناء المجتمع الديمقراطي السليم، وصولًا إلى تحقيق الوحدة العربية الشاملة.
أيها المواطنون الأحرار:
لقد حددت قوى الاستعمار والرجعية العربية يوم الحادي عشر من أكتوبر 1977، موعدًا دقيقًا لإجهاض حركة 13 يونيو التصحيحية، لأن قائدها إبراهيم الحمدي كان يتأهب للسفر إلى عدن الحبيبة، لإعلان الوحدة اليمنية بمعية أخيه الشهيد سالم ربيع علي، ضمن احتفالات شعبنا بالذكرى الرابعة عشرة لثورة 14 أكتوبر 1963 التي دشنت نضالًا طويلًا لشعبنا ضد الاستعمار، والذي توج بإجلاء آخر جندي بريطاني عن أرض اليمن الطاهرة.
لذلك، لا غرابة -أيها المواطنون الكرام- من أن تتجمع قوى الشر الاستعمارية والصهيونية والرجعة العربية، مستخدمةً أيدي محلية منغمسة في العمالة، لاغتيال قائد حركة 13 يونيو الناصرية، بهدف وأد المشروع الوطني ذي الطابع القومي الرامي إلى بناء الدولة المدنية الحديثة في اليمن، والتي يعتقد أعداؤها أن مجرد قيامها سوف يشكل خطرًا كبيرًا يهدد مطامع الاستعمار والرجعية العربية في اليمن ذي الموقع الاستراتيجي البالغ الأهمية، كونه يشرف على أهم شريان بحري عالمي يمد أغلب دول العالم بأسباب الحياة، فضلًا عما تكتنزه أرض اليمن من ثروات طبيعية وزراعية واعدة.
يا شعبنا العربي العظيم:
إن الذكرى السابعة والأربعين لاستشهاد القائد إبراهيم محمد الحمدي، تحل على شعبنا العربي في اليمن وهو يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة جوعًا وخوفًا وهلعًا، بسبب استمرار الحرب التي اختار المتصارعون الإقليميون والدوليون اليمن - برًا وبحرًا وجوًا - ليكون ميدانًا لحربهم الشرسة، وليكون الشعب اليمني حطبًا لنيران أسلحتهم، وضحية لإراداتهم المتناغمة في فرض الحصار المتعدد، الذي لا يؤذي أي طرف من الأطراف المتحاربة بشيء، بقدر ما يصيب كل فئات الشعب على امتداد الأرض اليمنية، من أضرار اقتصادية واجتماعية، تتنافى من القيم الإنسانية والدينية.
ولقد ضربت القوى المتصارعة وداعموها والمجتمع الدولي عرض الحائط بكل نداءات التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وكل القوى الوطنية الحية المتكررة، إلى ضرورة الوقوف المسؤول من قبل المتحاربين والقوى الدولية والإقليمية الداعمة لهم، أمام معاناة الشعب اليمني المظلوم، بالتحرك السريع لوضع حد لتلك المعاناة، وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الجهوية، المتعددة الهوى والهوية.
يا شعبنا العربي الحر:
لقد أخذت المآسي والأحزان تترى على أمتنا العربية، منذ سمت روح القائد الخالد جمال عبدالناصر إلى بارئها، وتعثر مشروعه الحضاري العربي، بدءًا باغتيال القائد إبراهيم الحمدي الذي راح ضحية محاولته نفخ الروح في ذات المشروع، ومرورًا بالمجازر التي ارتكبتها نفس الأيدي الآثمة بحق طليعة الناصريين اليمنيين، الذين حاولوا في الخامس عشر من أكتوبر عام 1978، أن يردوا الاعتبار لأخيهم إبراهيم الحمدي وحركته التصحيحية، وللثورة اليمنية السبتمبرية، وللجمهورية التي تعرضت للتشويه والتحريف بهدف تحويل النظام الجمهوري الديمقراطي إلى نظام عائلي دكتاتوري متخلف.
وتستمر المآسي والأحزان ليس على مستوى اليمن فحسب، وإنما على مستوى الوطن العربي، لا سيما تلك الأقاليم التي اختارها الاستعمار أن تكون بؤر صراع ساخنة، وعلى رأسها فلسطين الحبيبة واليمن ولبنان والعراق والسودان وليبيا وسوريا.
ومن المؤسف أن تحل ذكرى الحادي عشر من أكتوبر الأليمة، في وقت تصاعد جرائم العدو الصهيوني على فلسطين ولبنان، المسنود مباشرة من قبل دول الاستعمار، وفي مقدمها الولايات المتحدة، وبعض الأنظمة الرجعية العربية، في ظل صمت مخجل للنظام الرسمي العربي.
بل إن القوى الرجعية العربية، لم تكتفِ بالصمت المخزي، وإنما أخذت تسخر أجهزتها الإعلامية، وتدفع بذبابها الإلكتروني لتشويه الصورة الناصعة والمشرفة للمقاومة الباسلة الفلسطينية واللبنانية، وكل قوى المقاومة العربية، التي أخذت على عاتقها الدفاع عن الأمة العربية والإسلامية.
ويجب ألا يغيب عن الشعب العربي والأجيال القادمة، أن القضية الفلسطينية لا تخص الفلسطينيين بمفردهم، وإنما هي القضية المركزية لأمتنا العربية، وبالتالي فإن مسؤولية تحريرها من الغاصبين الصهاينة، تقع على عاتق الشعب العربي من المحيط إلى الخليج، ولقد أثبتت تجارب التاريخ أن استقدام الاستعمار للصهاينة إلى قلب الوطن العربي (فلسطين) لتكون منطلقًا للتوسع الاستيطاني الصهيوني وامتداده لتحقيق الأكذوبة التوراتية، فضلًا عن جعل الكيان الصهيوني ذراع الامبريالية الغربية، لتطال بها كل الوطن العربي، والقضاء على كل ما يهدد مصالحها غير المشروعة في المنطقة العربية وما حولها.. وهذا يؤكد أن صراع أمتنا مع الاستعمار والصهيونية هو صراع وجود وليس صراع حدود.
وفي هذا الصدد، فإن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، يعلن موقفه الإيجابي الداعم والمؤيد للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، وهي تدافع عن شرف الأمة التي أهدرها النظام الرسمي العربي الذي عجز عن مواراة عورة عمالته للاستعمار والصهيونية العالمية، وبالتالي فإن التنظيم الناصري في الساحة اليمنية، يشجب ويرسل كل عبارات الغضب والمقت لكل المتماهين من العدوان الصهيوني على فلسطين ولبنان، سواء كانوا أنظمة رسمية أو قطعانًا خارجة ومنكرة للهوية العربية الإسلامية، والتي تنطلق في تشويهها لنضال أهلنا في فلسطين ولبنان، وتسفيه تضحياتهم، من منطلق مذهبي وطائفي، متنكرين للقيم العربية والإسلامية التي تحتم على من ينتمي للأمة العربية والإسلامية، أن ينحاز بلا تردد إلى كل مشروع مقاوم للمشروع الصهيواستعماري.
في الختام، يضرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري إلى الله العلي القدير أن يتغمد روح القائد الخالد إبراهيم الحمدي وأخيه وكل رفاقه الناصريين الذين ساروا على درب الشهادة، بواسع رحمته، ويسكنهم الفردوس الأعلى إلى جوار الأنبياء والشهداء والصالحين.
كما يدعو التنظيم الناصري الله سبحانه وتعالى أن يجعل النصر حليف المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وأن يتقبل الشهداء قبولًا حسنًا يليق بمقامهم الرفيع، وأن يلهم أهاليهم وكل أحرار الأمة العربية والإسلامية الصبر والسلوان، وأن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، وأن يلحق الخزي والعار بالصهاينة الأشرار، ومن يساندهم بالسلاح والكلمة، وأن يطهر أمتنا من الخونة والمنافقين.
صادر عن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري - اليمن
11 أكتوبر 2024 الموافق 8 ربيع الثاني 1446